"بعد إعلان انفصال باكستان عن الهند لم تكن كشمير قد حُسِم وضعُها في التقسيم بين البلدين، على الرغم من أن طبيعتها وسكَّانها وموقعها الجغرافي هي أقرب إلى باكستان من الهند، ولكن الهند بمكرٍ وخداع عرضت على باكستان أنَّ حَلَّ قضية كشمير مرهون باستفتاء السكان، ووافقت باكستان على هذا العرض، وقد أكَّد على هذا رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو، لكن الهند أرادت أن تجعل من كشمير منطقةَ نزاع مع باكستان تتحرَّش بها متى ما أرادت؛ ولذلك لما أعلن حاكم كشمير الهندوسي (هري سنغ) اتفاقيةَ ضَمِّ كشمير إلى الهند- وهذا خلاف ما تم الاتفاق بين باكستان والهند عليه- أرسلت حكومة دلهي قوةً لحماية ولاية جمو الكشميرية من أي اعتداء، وأعلن وجوب خروج المسلمين إلى باكستان التي تطالِبُ بهم؛ فاجتمع المسلمون في أماكن محددة، وأُحضِرت السيارات لنقلهم، فإذا وصلت بهم السيارات خارج القرى والمدن تعرضت لهم القوات الهندوسية، فتأخذ الفتيات الشابات وتقتل الباقي، واستمر القتلُ والوحشية بأبشع صورة مدةً طويلة، فقُتِلَ ما يزيد عن نصف مليون كشميري، وهُجِّر نصف مليون مسلم ممن تمكن من الفرار إلى باكستان وغالبهم من الرجال دون النساء والأطفال الذين تعرضوا للقتل على يد الهندوس، أو ماتوا في الطريق إلى باكستان، وهذه بعض الأمثلة على حرب الإبادة: خرج من بلدة بندور ألفان لم يصل منهم باكستان سوى 150 رجلًا, وخرج من بلدة جهني روديان سبعة آلاف لم يصل إلا 500 بينهم 300 جريح، وخرج من بلدة كوهته 500 مسلم قُتِلوا جميعًا عدا الفتيات؛ فقد اختُطِفن جميعًا، وخرج من بلدة نجري ورنب ستة آلاف لم يصل منهم سوى ثلاثة رجال."
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0