غلت الأسعارُ ببغداد فاضطربت العامَّةُ وقصدوا دار حامِدِ بنِ العباس, الذي جلسَ في دست الوَزارة أيامًا، فظهر منه سوءُ تدبيرٍ وقِلَّةُ خِبرةٍ بأعباء الوَزارةِ, والذي ضَمِنَ لأهل بغداد خراجَ أصبهان والسَّواد، ومع ذلك غَلَت الأسعار، وعَدا العامةُ في ذلك اليوم- وكان يوم الجمعة- على الخطيبِ، فمنعوه الخُطبةَ، وكسروا المنابِرَ وقتلوا الشُّرطة وحَرَّقوا جسورًا كثيرة، فأمر الخليفةُ بقتال العامَّةِ ثم نقَض الضَّمانَ الذي كان حامِدُ بن العباس ضَمِنَه، فانحطَّت الأسعارُ، وبيع الكر – وهو حبل من ليف يُصْعَدُ به إِلَى النَّخلة - بناقصِ خمسة دنانير، فطابت أنفُسُ النَّاسِ بذلك وسَكَنوا.
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0