جيءَ بالحُسين بن منصور الحلَّاج إلى بغداد وهو مشهورٌ على جملٍ، وغلامٌ له راكبٌ جملًا آخَرَ، ينادي عليه: أحدُ دُعاةِ القرامطة فاعرفوه، ثم حُبِسَ ثمَّ جيء به إلى مجلسِ الوزير فناظره، فإذا هو لا يقرأ القرآنَ ولا يعرف في الحديثِ ولا الفِقهِ شَيئًا، ولا في اللغةِ ولا في الأخبارِ ولا في الشِّعرِ شَيئًا، وكان الذي نَقَم عليه: أنَّه وُجِدَت له رِقاعٌ يدعو فيها الناسَ إلى الضلالة والجَهالة بأنواع ٍمنِ الرموز، يقولُ في مكاتباته كثيرًا: تبارك ذو النور الشَّعشعاني، فقال له الوزير: تعَلُّمُك الطُّهورَ والفُروضَ أجدى عليك من رسائِلَ لا تدري ما تقولُ فيها، وما أحوَجَك إلى الأدبِ! ثم أمَرَ به فصُلِبَ حَيًّا صَلْبَ الاشتهارِ لا القَتلِ، ثم أُنزِلَ فأُجلِسَ في دارِ الخلافة، فجعل يُظهِرُ لهم أنَّه على السنَّة، وأنه زاهِدٌ، حتى اغتَرَّ به كثيرٌ مِن الخُدَّام وغيرهم من أهل دار الخلافةِ مِن الجَهَلة، حتى صاروا يتبَرَّكون به ويتمسَّحون بثيابِه.
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0