كان آخِرَ مَن تولَّى من أمراء الأغالبةِ زيادةُ الله الثالثُ الذي قتل أباه وتولى بعده عام 290، لكنَّه كان منصرفًا إلى اللَّهوِ والمُجون، فقويَ أمرُ أبي عبدالله الشيعي الحُسَين بن أحمد بن زكريَّا الصنعاني الذي رحل إلى المغربِ بعد أن مهَّدَ له الطريقَ والدَّعوةَ فيها رجلانِ قبله، وكان بينه وبين بني الأغلَبِ حروبٌ، وكان الأحولُ بنُ إبراهيم الثاني الأغلبي- عمُّ زيادةِ الله- لأبي عبدالله الشيعي بالمرصاد, ولكِنَّ زيادةَ اللهِ قتَلَ عَمَّه الأحول، فقَوِيَ أمرُ أبي عبدالله الشيعي أكثَرَ، وجهرَ بالدَّعوةِ إلى المهدي، فلما أحس زيادةُ الله بالضَّعفِ آثَرَ الهروبَ، فجمع الأموالَ وهرب إلى مصرَ، ثم حاول دخولَ بغداد فلم يُؤذَنْ له، فرجع إلى مصر ووعدوه بأن يجمَعوا له الرجالَ والمالَ ليعودَ فيأخُذَ بثأره، فلما طال انتظارُه رحل إلى بيت المقدِسِ وسكن الرملة وتوفِّيَ فيها، فكانت مدَّةُ دولةِ الأغالبة مائةً واثنتي عشرة سنة.
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0