نكث العهدَ كثيرٌ مِن قِلاعِ صَقَلية وهي: وسطر، وابلا وابلاطنوا وقلعة عبد المؤمن، وقلعة البلوط، وقلعة أبي ثور، وغيرها من القلاع، فخرج العباسُ بنُ الفضل إليهم، فلَقِيَهم عساكِرُ الروم، فاقتتلوا فانهزم الرومُ، وقُتل منهم كثير. وسار إلى قلعةِ عبد المؤمن وقلعة ابلاطنوا فحصرها، فأتاه الخبر بأنَّ كثيرًا من عساكر الرُّومِ قد وصلت، فرحل إليهم، فالتقوا بجفلودى، وجرى بينهم قتالٌ شديد، فانهزمت الروم، وعادوا إلى سرقوسة، وعاد العباسُ إلى المدينة، وعَمَر قصريانة، وحصَّنَها وشَحَنها بالعساكر. وفي سنة سبع وأربعين ومائتين سار العبَّاسُ إلى سرقوسة، فغَنِم، وسار إلى غيران قرقنة، فاعتَلَّ ذلك اليوم، ومات بعد ثلاثة أيام، ثالثَ جمادى الآخرة، فدُفِنَ هناك فنَبَشَه الروم، وأحرقوه، وكانت ولايتُه إحدى عشرة سنة، وأدام الجهادَ شِتاءً وصَيفًا، وغزا أرضَ قلورية وانكبردة وأسكَنَها المسلمين.
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0