رَكِبَ خالدٌ في جُيوشِه بعد فتحِ الحِيرَةِ حتَّى انتهى إلى الأنبارِ وعليها قائدٌ يُقال له: شِيرَزاذ، فأحاط بها خالدٌ، وعليها خندقٌ وحوله أَعرابٌ مِن قَومِهم على دينهم، واجتمع معهم أهلُ أرضِهم، ولمَّا تَواجَه الفَريقانِ أَمَر خالدٌ أصحابَه فَرَشقوهم بالنِّبال حتَّى فَقَأوا منهم ألفَ عَيْنٍ، وسُمِّيَت هذه الغزوة ذات العُيونِ، فراسل شِيرَزاذ خالدًا في الصُّلْحِ، فاشْتَرط خالدٌ أُمورًا فامْتَنع شِيرَزاذ مِن قُبولِها، فتَقدَّم خالدٌ إلى الخندقِ فاسْتَدعى بردايا الأموالِ مِن الإبلِ فذبَحها حتَّى ردَم الخندقَ بها وجاز هو وأصحابُه فوقَها، فلمَّا رأى شِيرَزاذ ذلك أجاب إلى الصُّلحِ على الشُّروط التي اشتَرطها خالدٌ، وسأَله أن يَرُدَّهُ إلى مَأْمَنِهِ فوَفَّى له بذلك، وخرج شِيرَزاذ مِن الأنبارِ وتَسلَّمَها خالدٌ، فنَزَلها واطْمَأنَّ بها، وتَعلَّم الصَّحابةُ ممَّن بها مِن العربِ الكِتابةَ العَربيَّةَ، ثمَّ صالَح خالدٌ أهلَ البَوازِيج وكَلْواذَى.
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0