logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر المملوكي

قصيدة أصَبْتَ بِالْعَيْنِ وَسِحْرِ الحَدَقْ الشاعر شهاب الدين الخلوف

أصَبْتَ بِالْعَيْنِ وَسِحْرِ الحَدَقْ


يَا قَاتِلِي السحْرُ وَالْعَيْنُ حَقْ


أمَا كَفَى أجريتَ دَمْعِي دَمًا


حَتَّى كَسَوْتَ الجِسْمَ ثَوْبَ الأرَقْ


وَإنْ تَسَلْ عَمَّا جَرَى مَدْمَعِي


فَلاَ تَسَلْ يَا مَا جَرَى وَاتَّفَقْ


لِلَّهِ دَمْعٌ سَائِلٌ مُخْبِرٌ


أكْرِمْ بِهِ مِنْ سَائِلٍ إنْ صَدَقْ


لِشُهْبِهِ السَّبْقُ عَلَى جَمْرِهِ


وَالشُّهْبُ فِي الأفْق لَهُنَّ السَبَقْ


وَشَى بِمَا أخْفَيْتُ فِي مُهْجَتِي


فَأعْجَبْ بِهِ مِنْ صَامِتٍ قَدْ نَطَقْ


وَبِي غَزَالٌ صَادَ أسْدَ الشَّرَى


بِسَهْمِ جَفْنٍ فِي فُؤَادِي رَشَقْ


رَمَقْتُ سَاجِي مُقْلَتَيْهِ فَلَمْ


يَتْرُكْ بِقَلْبِي أوْ بِعَيْنِي رَمَقْ


غُصْنٌ رَنَا لَمَّا انْثَنَى عِطفه


فَاحْذَرْهُ مِمَّا هَزَّ أوْ مَا امْتَشَقْ


رَقَّتْ كُؤُوسُ الرَّاح فِي جفنه


فَاصْطَبَحَ اللَّحْظُ بِهَا وَاغْتَبَقْ


وَقَلَّمَ الغُصْنَ بِخَدَّيْهِ فَلَمْ


أعْلَمْ لِدَالٍ أوْ لِلاَمٍ مَشَقْ


بَدْرٌ عَلَى غُصْنٍ لَوَى جِيدَهُ


يَا مَنْ رَأى شَكْلاً عَلَيْهِ الشَّفَقْ


البَدْرُ مِنْ ضَوْءِ سَنَاهُ أضا


وَالْمِسْكُ من رَيَّا شذَاهُ عَبَقْ


لَوْ لَمْ تكُنْ عَيْنَ الحَيَا خَدُّهُ


مَا عَاشَ فِيهِ الوَرْدُ بَعْدَ العَرَقْ


كَلاَّ وَلَوْلاَ أنَّهُ مِنْ لَظًى


مَا كَانَ نجمُ الخَالِ فِيهِ احْتَرَقْ


صَلَّى إلَى وجنته خَالُهُ


فَأحْرَقَتْهُ شَمْسُهَا بِالشَّفَقْ


وَقَامَ يَدْعُو لِلْهَوَى صُدْغُهُ


وربَّ دَاعٍ لَمْ يَكُنْ مُخْتَلِقْ


وَاسْتَمَعَ العَارِضُ ذِكْرَ الحَيَا


فَاسْتَرَقَ الألْبَابَ لَمَّا اسْتَرَقْ


قَابلتَ يَا بَدْر ضِيَا خَدّهِ


وَالبَدْر إنْ وَافَى القِرَانَ انْمَحَقْ


وَمُذْ سَرَقْتِ العِطْفَ يَا بَانَةً


قُطِعْتِ وَالقطع جَزَا مَنْ سَرَقْ


يَا عَاذِلِي لاَ تَعْتقِاْ أنَّنِي


أنَمْت جفنِي بَعْدَ طُولِ الأرقْ


الجَفْن لَمْ يَهْجَعْ وَلَكِنَّه


لَمَّا رَأى طَيْفَ حَبِيبِي طَرَقْ


أعِيذ خَدَّيْهِ بِشَمْسِ الضُّحَى


وَوَجْهَه الزَّاهِي بِنُورِ الفَلَقْ


مُحَبَّب الثَّغْرِ شَهِيُّ اللَّمَى


مُوَرَّد الخَدّ كَحيل الحَدَقْ


إنْ لاَحَ غَطَّى الشَّمْسَ مِرْطُ الحَيَا


أوْ مَاسَ وَارَى الغصن بُرْدُ الوَرَقْ


مليك حسنٍ مَاسَ تيهًا لِذَا


لِوَاءُ قَلْبِي فِي هَوَاه خَفَقْ


عُلِّقْتُه شَمْسًا عَلَى بَانَةٍ


جَلَّ الَّذِي صَوَّرَه من عَلَقْ


رَفَّتْ عَلَى غُرَّتِهِ طُرَّةٌ


وَعَادَةُ الشَّمْسِ جَلاَءُ الغَسَقْ


وَرَقَّ ألْفَاظًا وَخَصْراً فَلَمْ


أدْرِ وَقَدْ رَاقَ الهوَى مَنْ أرَقّ


شَمْسُ ضُحًى غَطَّى الضيَا وَجهَهُ


وَزَادَ ضَوْءَ البَدْرِ حَتَّى اتَّسَقْ


فَحَمَّ طَرْفُ اللَّيْلِ حَتَّى انْعَمَى


وَغَمَّ قَلْبُ الصُّبْحِ حَتَّى انْفَلَقْ