"أعلمت أنا سيد الأنس


وقفت سفيتنا على اليبس


فالبحر أنت فأجرها قدماً


فالبحر ينجيها من الحبس


أولا فقد كشفت سرائرها


عن ضرّ أمرٍ غير ملتبس


أ، ا قاعد في منزلي كمداً


كالطائر المقصوص في قفس


عندي عيال لا أعدهم


إلا مع الإمساك في الماس


لا بزر في بيتي لمصطبحٍ


كلا ولا حطب لمقتبس


اللحم لحمي الغث أنهسه


عهدي بلحمي غير مستهس


حولي دفاتر ليتها اشتريت


فأبيعهن كذا على النفس


أما النهار فينقضي غصصاً


من غيرها ما فرحٍ ولا أنس


والليل أيضاً لست أرقده


لتتابع الغرماء في الغلس


إن كان للمولى بذاك رضىً


فأنا بأن لا أرتضيه عس


أبهاء دين الله يا وزراً


يلجأ إليه كل ملتمس


أشكو غليك مفاقري فلقد


أعيت على العلامة الندس


فارفق بها أنت الطبيب لها


فقد أتت بعذابها البئس


أما الكريم فلا كريم هنا


لقب لعمرك جدُّ منعكس


وكذلك الحنتوف ليس له


إلا فعال الكاذب الدنس


أعني ابن زبدٍ مدغلا شكساً


تباً لذاك المدغل الشكس


فانظر إلى أمراض خلتنا


نظر الطبيب الحاذق النطس


وبقيت ما بقي الزمان وما


ضوّا لنا نور علي قبس


أعمار من صافاك في دعةٍ


وجدود من ناواك في تعس"