أعينا فؤادي على ما يعاني


فإنّ فؤادي فيهم لعان


ولا تسمعاني ملالاً فلي


من الهجر عينان نضاحتان


وإياكما من ملامي فقد


دهاني من بينهم ما دهاني


ألم تريا البرق أسرى لنا


مضيئاً يلوح كمصباح بان


فكذراني عهد سعدى وقد


أتى دونها الحبت والرقتان


وعهدي بها وهي خمصانة


نمايل في حلتي أرجوان


كأن الثريا على نحرها


ويطلع من وجهها النيران


لها بشرٌ مثل مس الحرير


وإن كان ألحاظها كالسنان


وخدان لم يتعاورهما


يبس فسطحاهما ناضران


فذانك من فوق تفاحتان


وهذان من تحت رمانتان


وثغر شتيت كما نظّمت


على نسق السلك حب الجمان


بحقك قولي لنا صادقاً


أثغرك أم لؤلؤ المرزبان


فقالت: وهل نلتقي بعدما


تنادى لفرقتنا الناعيان


فأبلست إذ وقعت إصبعي


تعد السطور على لن تراني


وأيقنت أن النوى غربة


وإنا لحكم الهوى طائعان


وأموا أجارع بطن الغضا


بحيث التقى الحزن والحرتان


فساروا هناك وسرنا هنا


فلست أراها وليست تراني


ولما حدا حادياً عيرها


بنفسي المطية والحاديان


بكى الركب مالو بكى مثله


سحاب لسال به الواديان


غلى أن نضى الليل ثوب الدجى


له الدهر كفان وكافتان


شهابٍ لدين الهدى ثاقبٍ


ظهير للإسلام جمّ المعاني


جواد إذا ما همى جوده


تناهى حياءً له الرافدان


وما الفلك الشهم آتٍ له


ولو كر... ألفى قران


إذا حكم الجود في ماله


أقر له المال طلوع العنان


فلا تعدلن به غيره


فليس الهجين نظير الهجان


أهان لعزّ العلى ماله


وما العزّ إلا بمالٍ مهان


ألا يا شهاباً لدين الهدى


ويا واحداً ما له اليوم ثان


هنيئاً لك العيد بدر الورى


هنيئاً لك العيد صدر الزمان


ولا زلت من جوره آمناً


ولا زلت من صرفه في أمان