logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر العباسي

قصيدة أهدتْ اليَّ شذا العَرارِ الفائحِ الشاعر الملك الأمجد

أهدتْ اليَّ شذا العَرارِ الفائحِ


نكباءُ هبَّتْ عن رُبًى وأباطحِ


نسمتْ عليَّ فأجَّجَتْ أرواحُها


نارَ الهوى في أضلعٍ وجوانحِ


جلبَ الحنينُ اليَّ ما أهدتْهُ مِن


أنفاسِ ذيّاكَ العبيرِ النافحِ


ولطالما أذكى النسيمُ خمودَها


كالنارِ شَبَّتْ مِن زِنادِ القادحِ


قسماً بليلٍ بتُّ أرقُبُ نجمَهُ


طمعاً بميعادِ الغزالِ السانحِ


لم أُصغِ فيهِ إلى مقالةِ عاذلٍ


يَلْحى عليهِ ولا نميمةِ كاشحِ


لَعِبَ الصَّبا بِقَوامِهِ فأمادَه


طرباً كأنْ عَلُّوه كأسَ الصابحِ


يقتادُني الشوقُ المبَّرحُ نحوَه


فأبيتُ ذا شَرَقٍ بدمعٍ سافحِ


ولَكَمْ نضحتُ بمائهِ نيرانَه


جهلاً فأجَّجَهُ رَشاشُ الناضحِ


هيهاتَ أن يَثني العذولُ بعذلِهِ


عن وجدِه رأيَ الأبيَّ الجامحِ


لا شيءَ أصعبُ مِن معاناةِ الهوى


تَعِسَ العواذِلُ مِن رياضةِ قارحِ


مالي وللبرقِ اليمانِ وقُوُدُه


يبتزُّ قلبي بالوميضِ اللامحِ


يهتزُّ كالعَضْبِ الصنيعِ مُجَرَّداً


مِن فوقِ أسنمةِ الغمامِ الرائحِ


أو كالمباسمِ في الظلامِ يُضيءُ


لي منهنَّ برّاقُ الشتيتِ الواضحِ


فأبيتُ حِلْفَ مدامعٍ مُهراقةٍ


أسفاً وخِدْنَ زفيرِ شوقٍ لافحِ


أَتُرى تُبَلَّغُني الأحبةَ عِرْمِسٌ


وجناءُ تهزأُ بالنعامِ السارحِ


كالهَيْقِ بينَ نجائبٍ مزمومةٍ


قلُصٍ تَرامَى في الفلاةِ روازحِ


مِن فوقِهنَّ عِصابةٌ قد هَوَّنوا


في الحبَّ روعةَ كلَّ خَطْبٍ فادحِ


بَعُدَ الحبائبُ عنهمُ فتوَّقلُوا


أكوارَ عيسٍ كالقِسيَّ طلائحِ


تُدني مناسِمُها الديارَ وقد نأتْ


عنها فتُصبحُ وهي غيرُ نوازحِ


مِن دونِها بيداءُ طامسةُ الصُّوَى


بَهْماءُ ذاتُ أماعِزٍ وصَحاصِحِ


جاوزتُها بأيانِقٍ أدمى الوَجا


أخفافهنَّ إلى بُريقةِ سافحِ


فسقى عِراصَ الدارِ مزنٌ هامِعٌ


يبكي على ضَحِكِ البُرَيقِ اللائحِ


مُزْنٌ إذا ضَنَّ الغمامُ بمائهِ


أهدَى الِقطارَ لبانِهِ المتناوحِ


ما مرَّ ذو شَجَنٍ رمتْهُ يدُ النوى


بمفاوزٍ مِن بعدِها ومطارحِ


وأصاخَ مِن وَلَهِ الفراقِ وقد نأَى


عنه الخليطُ لباغمٍ ولصادحِ


اِلاّ تذكَّرْتُ العقيقَ وبانَه


وحنينَ تغريدِ الحمامِ النائحِ


يشدو على أغصانِ باناتِ اللَّوى


فيَهيجُ أشجانَ الغرامِ الفاضحِ


ويفيضُ دمعٌ ما تحدَّرَ غَربُهُ


اِلاّ أنافَ على الغديرِ الطافحِ


أرضٌ تبسَّمَ ثغرُها زمنَ الصَّبا


في وجهِ أيامِ الزمانِ الكالحِ


فلأوسِعَنَّ زمانَه وأوانَه


مدحاً يكِلُّ له لسانُ المادحِ


وأزفُّ مِن عُرُبِ الكلامِ عرائساً


تُجلى عليه مِن بناتِ قرائحي


يجري بهنَّ على مرادي خاطرٌ


متبدَّهٌ جريَ الجوادِ الطامحِ


يمشي اِذا ما الشَّعرُ زلَّتْ رِجلُه


فوقَ الحضيضِ على السَّماكِ الرامحِ


فيزيدُ وجداً كلَّ قلبٍ ذاهلٍ


اِنشادُهنَّ وكلَّ لبًّ طائحِ