بين القلوب وبين الأعين النجل


حرب جنتها ظبا الألحاظ والمقل


سطت فشاهدت منها وهي فاترةٌ


بيض الصفاح على السمر القنا الذبل


سود ولكنها بالبيض سافكةٌ


حمر الدماء فمنها صفرة الوجل


ما للعيون ومالي كم تجرد لي


لحظا يصد عن الغزلان والغزل


أهل الهوى لو رأيتم ما أكابده


من الهوى رحتم من ذاك في شغل


شغلت بالحب عما في الوجود فلا


أهوى الملام ولا أصغي إلى عذل


لا أندب الربع إن أقوت معالمه


من الخليط ولا أبكي على طلل


ولا أرى البرق ثغرا لاح مبسمه


ولا أقول حميا الريق كالعسل


ولا القدود غصون البان مائلة


ولا الجفون جفون الشادن الكحل


ولا أشبه محبوبي بشمس ضحى


ولا ببدر دجى يبدو من الكلل


في الراح ما راح من جفنيه مفتضحا


والورد ما ظل من خديه في خجل


ومن يرى مذهب التنقيص منقصة


فليس يزعم أن الكحل كالكحل