logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر العباسي

قصيدة جانَبتُ بَعدَكَ عِفَّتي وَوَقاري الشاعر ابن وكيع التنيسي

جانَبتُ بَعدَكَ عِفَّتي وَوَقاري


وَخَلَعتُ في طُرُقِ المُجونِ عِذاري


وَرَأَيتُ إيثارَ الصَبابَةِ في الَّذي


تَهوى النُفوسُ مُمَحِّقَ الأَعمارِ


لا تَأمُرَنّي بِالتَسَتُّرِ في الهَوى


فَالعَيشُ أَجمَعُ في رُكوبِ العارِ


إِنَّ التَوَقُّرَ لِلحَياةِ مُكَدِّرٌ


وَالعَيشُ فَهوَ تَهَتُّكُ الأَستارِ


مَن تابَعَت أَمرَ المُروءَةِ نَفسُهُ


فَنِيَت مِنَ الحَسَراتِ وَالأَفكارِ


لا تُكثِرَنَّ عَلَيَّ إِنَّ أَخا الحِجا


بَرِمٌ بِقُربِ الصاحِبِ المِهذارِ


خَوَّفَتني بِالنارِ جُهدَكَ دائِباً


وَلَجَجتَ في الإِرهابِ وَالإِنذارِ


خَوفي كَخَوفِكَ غَيرَ أَنّي واثِقٌ


بِجَميلِ عَفوِ الواحِدِ القَهّارِ


أَقرَرتُ أَنّي مُذنِبٌ وَمُحَرَّمٌ


تَعذيبُ ذي جُرمٍ عَلى الإِقرارِ


اِنظُر إِلى زَهرِ الرَبيعِ وَما جَلَت


فيهِ عَلَيكَ طَرائِفُ الأَنوارِ


أَبدَت لَنا الأَمطارُ فيهِ بَدائِعاً


شَهِدَت بِحِكمَةِ مُنزِلِ الأَمطارِ


ما شِئتَ لِلأَزهارِ في صَحرائِهِ


مِن دِرهَمٍ بَهِجٍ وَمِن دينارِ


وَجَواهِرٍ لَولا تَغَيُّرُ حُسنِها


جَلَّت عَنِ الأَثمانِ وَالأَخطارِ


مِن أَبيَضٍ يُقَقٍ وَأَصفَرَ فاقِعٍ


مِثلِ الشُموسِ قُرِنَّ بِالأَقمارِ


ناحَت لَنا الأَطيارُ فيهِ فَأَرهَجَت


عُرسَ السُرورِ وَمَأتَمَ الأَطيارِ


دارٌ لَو اِتَّصَلَ البَقاءُ لِأَهلِها


لَم يَحفِلوا بِنَعيمِ تِلكَ الدارِ


فَاِنهَض بِنا نَحوَ السُرورِ فَإِنَّهُ


ما زالَ يَسكُنُ حانَةَ الخَمّارِ


فَاِشرَب مُعَتَّقَةً كَأَنَّ نَسيمَها


مِسكٌ تُضَوِّعُهُ يَدُ العَطّارِ


أَخفى دَبيباً في مَفاصِلِ شَربِها


وَأَدَقَّ أَلطافا مِنَ المِقدارِ


أَحكامُها في العَقلِ إِن هِيَ حُكِّمَت


أَحكامُ صَرفِ الدَهرِ في الأَحرارِ


يَرضى عَلى الأَقدارِ شارِبُها الَّذي


ما زالَ ذا سَخَطٍ عَلى الأَقدارِ


وَكَأَنَّها وَالكَأسُ ساطِعَةٌ بِها


ذَوبٌ تَحَلَّلَ في عَقيقٍ جاري


لا سِيِّما مِن كَفِّ أَغيَدَ شادِنٍ


يَسبي العُقولَ بَطرَفِهِ السَحّارِ


فَضَلَ الغُصونَ لِأَنَّها مِن غَرسِنا


عِندَ التَأَمُّلِ وَهوَ غَرسُ الباري


قَد غَيَّبَ الزُنّارَ دِقَّةُ خَصرِهِ


حَتّى ظَنَنّاهُ بِلا زُنّارِ


مُتَنَصِّرٌ قَوِيتَ عَلى إِسلامِنا


بِالحُسنِ مِنهُ حُجَّةُ الكُفّارِ


قالوا أَيَصنَعُ مِثلَ هذا رَبُّكُم


وَيَرى فَسادَ صَنيعِهِ بِالنارِ


مَع مُسمِعٍ حَلَفَت لَهُ أَوتارُهُ


أَن لا تُنافِرَ رَنَّةَ المِزمارِ


فَطِنٍ يُحَرِّكُ كُلَّ عُضوٍ ساكِنٍ


تَحريكَهُ لِسَواكِنِ الأَوتارِ


شَدوٌ إِذا الحُلَماءُ زارَ حُلومَهُم


باعوا بِطيبِ السُخفِ كُلَّ وَقارِ


وَالشَدوُ أَحسَنُهُ الَّذي لَم يُستَمَع


إِلّا أَطارَ العَقلَ كُلَّ مُطارِ


ذا العَيشُ لا نَعتُ المَهامِهِ وَالفَلا


وَسُؤالُ رَسمِ الدارِ وَالأَحجارِ


لا فَرَّجَ الرَحمنُ كُربَةَ جاهِلٍ


يَبكي عَلى الأَطلالِ وَالآثارِ