حذار سيوف الهند من أعين الترك


فما انتضيت إلا لتؤذن بالفتك


وإياك من تلك القدود فإنها


رماح أعدت للطعان بلا شك


فإن كنت مقداما على البيض والقنا


وإلا فقد عرضت نفسك للهلك


ورب غزالٍ بات منهم مضاجعي


وقد عبقت منه المضاجع بالمسك


وبتنا بحالٍ لو يخبر مخبر


سواي بها قالوا له جئت بالإفك


فريد جمالٍ وحد القلب حبه


كلانا بحمد الله خالٍ من الشرك


وما بيننا أستغفر الله ريبةٌ


سوى رشفات من فم بارد ضنك


إذا ما سقاني في الهجير رضابه


توهمت أني بين قارة والنبك


فيا طيب ذاك الشهد في ذلك اللمى


ويا حسن ذاك الدر في ذلك السلك


وبشرني بالملك حين لثمته


وقال أيا هذا فمي خاتم الملك


وشربٍ أراقوا بينهم دم كرمةٍ


فباتت عليها عين راووقها تبكي


وباتت أباريق المدام لديهم


تقهقه من فرط المسرة والضحك


ولو لم تكن بنت الكروم كريمة


لما منحت صفو الحياة على السفك


وقد جعلوا قول العراقي حجة


ولم يرجعوا فيها إلى مذهب المكي


وغناهم شادٍ أغن فزادهم


سرورا بشعر رائقٍ حسن السبك


تلعب فيهم بالكلام تلعبا


كما تلعب الأمواج في البحر بالفلك


ملكت القوافي آخذا بزمامها


ودعتي من قول ابن حجر قفا نبك


وإن زاحم الأقوام فيها تركتهم


فلا يدعيها مدعٍ وهي في ملكي


فقم ننهب اللذات قبل فواتها


وإن كان لا أخذي يفيد ولا تركي


وإني لأصبو والخلاعة مذهبي


فأجمع ما بين الخلاعة والنسك