سقى صوب الحيا تلك المغاني


وإن أقوت من البيض الحسان


ملاعب أنسنا والشيب منا


بعيدٌ والشباب الغض دانى


وربع ما مررت عليه غلا


لواني الوجد لي الخيزران


يذكرني زمانا لوصفا لي


خليلٌ مثله فيه كفاني


ولو دامت لياليه لكانت


تنوب عن الغواني للمغاني


وباكرني أخلاء كرام


يشار إلى علاهم بالبنان


فجمشنا خدود الورد ظرفا


وضاحكنا ثغور الأقحوان


وما أنسى ولو نسى التصابي


مصاحبة الشباب وإن جفاني


فطرفي والكرى طرفا نقيضٍ


ودمعي والحيا فرسا رهان


ولا روضا جررت به ذيولي


خلي البال منطلق العنان


وليلا بت ساهره ولكن


على نغم المثالث والمثاني


يطوف على ولدان وحورٌ


فخذ عني أحاديث الجنان


فما قبلت إلا بدرتم


ولا عانقت إلا غصن بان


وأحييت الدجى لعبا ولهوا


على أني سفكت دم الدنان


وما ابقت صروف الدهر منا


سوى مثل المودة في القيان


وإلا كالتجلد من محب


وكالإحسان في هذا الزمان