طَرقتْ أسماءُ والركبُ هُجودُ
والمطايا جُنَّحُ الأزْوارِ قُودُ
طرقَتْنا فأنالتْ نائلاً
شُكرهُ لو كان في النُّبْه الجُحودُ
ثم قالتْ وأحسَّتْ عَجَبي
من سراها حيثُ لا تسري الأسودُ
لا تعجَّبْ من سُرانا فالسُّرى
عادة الأقمار والناسُ هجودُ
عجبي من بذلها ما بذَلتْ
وسُراها وهي مشماسٌ خَرُودُ
نَوَّلَتْ وهْي منيعٌ نيْلُها
وسَرتْ وهْي قطيعُ الخطْوِرُود
غادة ٌ لو هبَّتِ الريحُ لها
آدَها من مَسّها ما لا يؤودُ
يشهدُ الطْرفُ المُراعي أنها
سرقتْ من قدِّها الحسْنَ القُدودُ
أمكن الخُمْصُ وقد خَاليتُها
من عِناق كاد يأباه النُّهودُ
فاعتنقنا والحشا وَفقُ الحشا
ونبا عن صدْرها صدْرٌ ودُودُ
وَلَعْهدي قبل هاتيك بها
وهْي زوْراء عن الوصْل حَيُودُ
تُسأَلُ الأدنَى فتحكى أنها
من ظِباءٍ لا تَدَرَّاها الفُهُودُ
ظبْية ٌ تَصطاد من طافتْ به
ربَّما طاف بك الظبيُ الصَّيُودُ
وأبيها لقد اختال بها
يوم ذادت مائلي أوْدٌ أوُودُ
أَرِجَتْ منها فلاة ٌ جَرْدَة ٌ
وأضاءتْ ووجُوه الليل سُودُ
قلتُ لما عَبقَتْ أرْواحُها
بالملا لا دَرَّسَتْ هذي العُهود
أَثَنَاءُ ابنُ يَزيدٍ بيننا
أم نسيمٌ بثَّه رَوْضٌ مَجُود
أيُّ ظلٍّ من نعيمٍ فاءَ لي
ليلتي لوْ كان للظلِّ رُكودُ
يا لها من خَلْوة ٍ أعْطيتُها
لو أحِقَّتْ أوْ عَدَا الليلَ النُّقُودُ
أصبحتْ فقْداً وكانتْ نِعمَة ً
والعطايا حين يُسْلَبْنَ فُقُودُ
لا كَنُعْمَى ابن يزيدٍ إنها
أَبداً حيث يلاقيها الوُجودُ
ماجِدٌ لم يُسْتَثِبْ قطُّ يداً
وهو إن أبْدَيت بالشكر رصودُ
رُبَّ آباءٍ مراجيحَ له
كلُّهم أرْوَعُ للمحل طَرُود
حين يعْرى بطنُ كحْل كَلُّه
وظُهور الأرض شهباء جَرُود
صُفُحٌ عن جار ميهمْ كَرَماً
وكذا الساداتُ تعفو وتجود
يُطلَبُ الإغضاء منهم والندى
حيثُ لا تُنْسى حُقوقُ بل حُقودُ
ما خَلَوْا من شرفٍ يَبْنونَهُ
مُذْ خَلتْ منهم حُجُورٌ ومُهودُ
منْهُمُ من نُصِرَ الحقُّ به
إذ من الأوْثان للنَّاس عُبُودُ
أيُّ قَرْنٍ باد منهم لم يكن
حَقَّهُ لو أنصفَ الدهرُ البُيُودُ
لو تَراهم قلتَ آسادُ الشّرى
أو سُيُوفٌ حُسرَتْ عنها الغُمودُ
شَيَّدَتْ أسْلافُهُ بنْيانه
فوْقَ نَجْدٍ لا تُضاهيه النُّجُودُ
واتَّقَى قوْلَ المُسامِينَ له
إنما بالإِرْثِ أصبحتَ تَسُودُ
فسعى يطلب عُلْياً أهلِه
سَعْيَ جِدٍّ لم يخالطُهُ سُمودُ
سالكاً مِنْهاجَهُمْ يَتْلُو الهُدى
صائبَ السيرة ِ ما فيه حُيُودٌ
كلَّما استَهْضمتَه اسْتَحْمَشْتَهُ
مِثلَ ما يسْتَحْمِشُ النارَ الوقودُ
وَعَرَتْهُ هِزَّة ٌ تَابى له
أَن يُرَى فيه عن المجد خُمُودُ
أيها السائل عن أخلاقه
في الجدا ذَوْبٌ وفي الدِّين جُمودُ
كمْ مَرى الدنيا له إبْساسُهُ
واستجاب الدَّرُّ والدنيا جَدُودُ
لا كقوم هامد معروفُهُمْ
بل هُمْ موْتى عن العُرفِ هُمُودُ
معشر فيهم نُكولٌ إن نَوَوْا
فِعْلَ خيرٍ وعلى الشر مُرودُ
ليتهمْ كانوا قُروداً فحَكْوا
شِيم الناس كما تَحْكي القرودُ
ولقد قلتُ لدهري إذ غدا
وهو للأخيْار ظلاَّم ضَهُودُ
يسْلَم الوغْدُ عليه وله
إن رأى حُرَّاً هريرٌ وشُدُودُ
يا زماناً عُكسَتْ أحواله
فسُروج الخيل تعلوها اللُّبُودُ
إن يُجرْني ابنُ يزيد مرّة ً
منك لا يُلْمِمْ بِعَيْنَي سُهُودُ
الثُّماليُّ ثِمالُ المُرْتَجَى
مُطلِقُ الأصفاد وَالطَّلْقُ الصّفُودُ
أضحت الأزْدُ وأضحى بينها
جبلاً وهْيَ رِعانٌ ورُيودُ
ناعشاً مَنْ حَيّ منهُمْ ناشراً
من أجنَّتْهُ من القوم اللُّحودُ
قل لمن أنكر بغْياً فضلَهُ
مثل ما أنكَرَت الحقَّ يَهودُ
إنما عاندت إذ عاندتَهُ
حظَّك الأوفَرَ فابعَدْ وثمود
وانْهَ مَنْ يُحْصى حَصاه إنه
ضَعْفُ ما ضمَّ من الرمل زَرودُ
يا أبا العباس إني رَجُلٌ
فيَّ عمَّنْ عاند الحقَّ عُنودُ
ويميناً إنك المرْءُ الذي
حُبُّهُ عندي سواءٌ والسُّجودُ
لم أزَلْ قِدْماً وقلبي ويدي
ولساني لك مُذْ كنتُ جُنودُ
شاهدٌ أنك بحرٌ زاخرٌ
لك من نفسك مَدٌّبل مُدودُ
يُجْتَنَى دُرُّكَ رَطباً ناعماً
فلنا منه شُنوفٌ وعُقُودُ
غير أن البحر ملحٌ آسنٌ
ولأنتَ المشْرَبُ العذْبُ البَرودُ
ولئن أقعدني عنك الذي
ساقني نحوك ما اختِيرَ القُعودُ
أنا صادٍ ذادني عن مشْرَبٍ
سائغٍ يشفي الصَّدى دهْرٌ كَنودُ
فَتَنَهْ نَهْتُ عليماً أنَّني
إن تطعَّمْتُك بدْءاً سأعودُ
ألْحَظُ الرِّيَّ وحشْوي غُلَّة ٌ
غير أن ليس يُواتيني الوُرودُ
ومن البَرْح لحاظي مشرباً
أنا مشغوفٌ به عنْهُ مَذودُ
فأعِرْني سبباً يُوردُني
بحْرَكِ الغَمْرَ أعانتْك السُّعودُ
وْهو أن تنهض لي في حاجتي
نهضة ً يُكوى بها الجارُ الحسودُ
وتُخلَّيني لما أمتاحُهُ
منك فالأشْغال بالحال قيودُ
أزلِ السَّدَّ الذي قد عاقني
عنك زالت دون ما تهوى السُّدودُ
يا أَخا النَّهْض الذي ما مثله
حين لا تنهض بالقوم الجُدودُ
لي مديحٌ قلتُه في سَيِّدٍ
لم تزل تُهْدي له الشعرَ الوُفودُ
من حَبير الشّعْر من أَسْمَعُهُ
فوعاه قال روضٌ أو بُرودُ
كلما أنشدَه في محفلٍ
ذَلِقُ المقْوَل جيَّاشُ شَرودُ
هيلَت الأسماعُ من لفْظٍ له
واقْشعرّتْ لمعانيه الجُلودُ
ولَّدَتْهُ فِطْنَة ٌ إنسيَّة ٌ
تدَّعيها الجنُّ غرّاءٌ وَلُودُ
يتلظَّى بين وَصْلَيْ شاعرٌ
لُدُّ قَوْل الشعر والشعر لَدودُ
أذْعَنَ المدْحُ له في شاعرٍ
يغْزُر المنطق فيه ويجودُ
فجرى في القول وامتدَّ له
وتناهى حين ردَّتْهُ الحُدودُ
فاستمعْ شعري فإن أحْمَدْتَهُ
حين يرعى الفكرُ فيه وَيَرودُ
فاحْتَقبْ حمدي بإسْماعَكَهُ
مَلكاً يملكهُ حلْمٌ وجودُ
ليَ في مَدْحيَ فيه أمَلٌ
وبلاغٌ وله فيه خلودُ
عارضٌ أمطرِ غيري وَدَعتْ
رائدي منْهُ بُروقٌ ورُعودُ
العَلاء المبتَنى شُمّ العُلا
فوق ما أَثَّل قحطانُ وهُودُ
وابن من حقَّق تأْويلَ اسمه
فله في كل علياءَ صُعودُ
حاجتي ثقْلٌ وقد حُمّلْتَهَا
فاحْتملْها لا تكاءَدْكَ كَؤودُ
وتَعلَّمْ غيرَ ما مُستَأْنفٍ
علْمَ شيء أيها العِدُّ المَكُود
أن للمجد سبيلاً وعْرة ً
ضيِّقاً مسَلُكها فيه صَعودُ
وبما يُولي مَسُوداً سَيدٌ
أمَرَ السيدُ فانقادَ المسُودُ
وبأن أَحْسَنَ ذا أذعنَ ذا
قَلَّ ما قِيد بلا شيء مَقودُ
ليس تُثْنيَ بالأباطيل الطُّلَى
لا ولا تُوطأ بالهزْل الخُدودُ
بل بأن يُنْصب حُرٌّ نفسَه
وبأن يسهر والناس رُقودُ
وبأن يَلْقى بضاحي وجْهِه
أوْجُهاً فيها عُبُوسٌ وصُدودُ
وبأن يقرع بَابَيْ سَمْعِهِ
ما يقول الكَزُّ والهَشُّ الرَّقودُ
كل ما عدَّدْتُ أثمانَ العُلا
ولمَا يُبْتاعُ منهنَّ نُقُودُ
فاتَّخِذْ عندي لك الخيرُ يداً
ترتهنْ شكري بها ما اخضرَّ عُودُ
من أياديك التي لو جحدَتْ
مرة ً قام لها منه شهود
تُجتَلى في غُمَّة ِ الكفْر كما
يُجتلى في ظُلمة ِ الليل العَمودُ
وتألَّفْني تَألَّف صاحباً
بي أَلوفاً شكره شكْرٌ شَرودُ
واستَعِنْ في حاجتي واندبْ لها
من به رَاقَتْ على الناس عَتودٌ
يَسْعَ في الحاجة حُرٌّ ماجد
لا حَسودٌ لأخيه بل حَشودٌ
والمطايا جُنَّحُ الأزْوارِ قُودُ
طرقَتْنا فأنالتْ نائلاً
شُكرهُ لو كان في النُّبْه الجُحودُ
ثم قالتْ وأحسَّتْ عَجَبي
من سراها حيثُ لا تسري الأسودُ
لا تعجَّبْ من سُرانا فالسُّرى
عادة الأقمار والناسُ هجودُ
عجبي من بذلها ما بذَلتْ
وسُراها وهي مشماسٌ خَرُودُ
نَوَّلَتْ وهْي منيعٌ نيْلُها
وسَرتْ وهْي قطيعُ الخطْوِرُود
غادة ٌ لو هبَّتِ الريحُ لها
آدَها من مَسّها ما لا يؤودُ
يشهدُ الطْرفُ المُراعي أنها
سرقتْ من قدِّها الحسْنَ القُدودُ
أمكن الخُمْصُ وقد خَاليتُها
من عِناق كاد يأباه النُّهودُ
فاعتنقنا والحشا وَفقُ الحشا
ونبا عن صدْرها صدْرٌ ودُودُ
وَلَعْهدي قبل هاتيك بها
وهْي زوْراء عن الوصْل حَيُودُ
تُسأَلُ الأدنَى فتحكى أنها
من ظِباءٍ لا تَدَرَّاها الفُهُودُ
ظبْية ٌ تَصطاد من طافتْ به
ربَّما طاف بك الظبيُ الصَّيُودُ
وأبيها لقد اختال بها
يوم ذادت مائلي أوْدٌ أوُودُ
أَرِجَتْ منها فلاة ٌ جَرْدَة ٌ
وأضاءتْ ووجُوه الليل سُودُ
قلتُ لما عَبقَتْ أرْواحُها
بالملا لا دَرَّسَتْ هذي العُهود
أَثَنَاءُ ابنُ يَزيدٍ بيننا
أم نسيمٌ بثَّه رَوْضٌ مَجُود
أيُّ ظلٍّ من نعيمٍ فاءَ لي
ليلتي لوْ كان للظلِّ رُكودُ
يا لها من خَلْوة ٍ أعْطيتُها
لو أحِقَّتْ أوْ عَدَا الليلَ النُّقُودُ
أصبحتْ فقْداً وكانتْ نِعمَة ً
والعطايا حين يُسْلَبْنَ فُقُودُ
لا كَنُعْمَى ابن يزيدٍ إنها
أَبداً حيث يلاقيها الوُجودُ
ماجِدٌ لم يُسْتَثِبْ قطُّ يداً
وهو إن أبْدَيت بالشكر رصودُ
رُبَّ آباءٍ مراجيحَ له
كلُّهم أرْوَعُ للمحل طَرُود
حين يعْرى بطنُ كحْل كَلُّه
وظُهور الأرض شهباء جَرُود
صُفُحٌ عن جار ميهمْ كَرَماً
وكذا الساداتُ تعفو وتجود
يُطلَبُ الإغضاء منهم والندى
حيثُ لا تُنْسى حُقوقُ بل حُقودُ
ما خَلَوْا من شرفٍ يَبْنونَهُ
مُذْ خَلتْ منهم حُجُورٌ ومُهودُ
منْهُمُ من نُصِرَ الحقُّ به
إذ من الأوْثان للنَّاس عُبُودُ
أيُّ قَرْنٍ باد منهم لم يكن
حَقَّهُ لو أنصفَ الدهرُ البُيُودُ
لو تَراهم قلتَ آسادُ الشّرى
أو سُيُوفٌ حُسرَتْ عنها الغُمودُ
شَيَّدَتْ أسْلافُهُ بنْيانه
فوْقَ نَجْدٍ لا تُضاهيه النُّجُودُ
واتَّقَى قوْلَ المُسامِينَ له
إنما بالإِرْثِ أصبحتَ تَسُودُ
فسعى يطلب عُلْياً أهلِه
سَعْيَ جِدٍّ لم يخالطُهُ سُمودُ
سالكاً مِنْهاجَهُمْ يَتْلُو الهُدى
صائبَ السيرة ِ ما فيه حُيُودٌ
كلَّما استَهْضمتَه اسْتَحْمَشْتَهُ
مِثلَ ما يسْتَحْمِشُ النارَ الوقودُ
وَعَرَتْهُ هِزَّة ٌ تَابى له
أَن يُرَى فيه عن المجد خُمُودُ
أيها السائل عن أخلاقه
في الجدا ذَوْبٌ وفي الدِّين جُمودُ
كمْ مَرى الدنيا له إبْساسُهُ
واستجاب الدَّرُّ والدنيا جَدُودُ
لا كقوم هامد معروفُهُمْ
بل هُمْ موْتى عن العُرفِ هُمُودُ
معشر فيهم نُكولٌ إن نَوَوْا
فِعْلَ خيرٍ وعلى الشر مُرودُ
ليتهمْ كانوا قُروداً فحَكْوا
شِيم الناس كما تَحْكي القرودُ
ولقد قلتُ لدهري إذ غدا
وهو للأخيْار ظلاَّم ضَهُودُ
يسْلَم الوغْدُ عليه وله
إن رأى حُرَّاً هريرٌ وشُدُودُ
يا زماناً عُكسَتْ أحواله
فسُروج الخيل تعلوها اللُّبُودُ
إن يُجرْني ابنُ يزيد مرّة ً
منك لا يُلْمِمْ بِعَيْنَي سُهُودُ
الثُّماليُّ ثِمالُ المُرْتَجَى
مُطلِقُ الأصفاد وَالطَّلْقُ الصّفُودُ
أضحت الأزْدُ وأضحى بينها
جبلاً وهْيَ رِعانٌ ورُيودُ
ناعشاً مَنْ حَيّ منهُمْ ناشراً
من أجنَّتْهُ من القوم اللُّحودُ
قل لمن أنكر بغْياً فضلَهُ
مثل ما أنكَرَت الحقَّ يَهودُ
إنما عاندت إذ عاندتَهُ
حظَّك الأوفَرَ فابعَدْ وثمود
وانْهَ مَنْ يُحْصى حَصاه إنه
ضَعْفُ ما ضمَّ من الرمل زَرودُ
يا أبا العباس إني رَجُلٌ
فيَّ عمَّنْ عاند الحقَّ عُنودُ
ويميناً إنك المرْءُ الذي
حُبُّهُ عندي سواءٌ والسُّجودُ
لم أزَلْ قِدْماً وقلبي ويدي
ولساني لك مُذْ كنتُ جُنودُ
شاهدٌ أنك بحرٌ زاخرٌ
لك من نفسك مَدٌّبل مُدودُ
يُجْتَنَى دُرُّكَ رَطباً ناعماً
فلنا منه شُنوفٌ وعُقُودُ
غير أن البحر ملحٌ آسنٌ
ولأنتَ المشْرَبُ العذْبُ البَرودُ
ولئن أقعدني عنك الذي
ساقني نحوك ما اختِيرَ القُعودُ
أنا صادٍ ذادني عن مشْرَبٍ
سائغٍ يشفي الصَّدى دهْرٌ كَنودُ
فَتَنَهْ نَهْتُ عليماً أنَّني
إن تطعَّمْتُك بدْءاً سأعودُ
ألْحَظُ الرِّيَّ وحشْوي غُلَّة ٌ
غير أن ليس يُواتيني الوُرودُ
ومن البَرْح لحاظي مشرباً
أنا مشغوفٌ به عنْهُ مَذودُ
فأعِرْني سبباً يُوردُني
بحْرَكِ الغَمْرَ أعانتْك السُّعودُ
وْهو أن تنهض لي في حاجتي
نهضة ً يُكوى بها الجارُ الحسودُ
وتُخلَّيني لما أمتاحُهُ
منك فالأشْغال بالحال قيودُ
أزلِ السَّدَّ الذي قد عاقني
عنك زالت دون ما تهوى السُّدودُ
يا أَخا النَّهْض الذي ما مثله
حين لا تنهض بالقوم الجُدودُ
لي مديحٌ قلتُه في سَيِّدٍ
لم تزل تُهْدي له الشعرَ الوُفودُ
من حَبير الشّعْر من أَسْمَعُهُ
فوعاه قال روضٌ أو بُرودُ
كلما أنشدَه في محفلٍ
ذَلِقُ المقْوَل جيَّاشُ شَرودُ
هيلَت الأسماعُ من لفْظٍ له
واقْشعرّتْ لمعانيه الجُلودُ
ولَّدَتْهُ فِطْنَة ٌ إنسيَّة ٌ
تدَّعيها الجنُّ غرّاءٌ وَلُودُ
يتلظَّى بين وَصْلَيْ شاعرٌ
لُدُّ قَوْل الشعر والشعر لَدودُ
أذْعَنَ المدْحُ له في شاعرٍ
يغْزُر المنطق فيه ويجودُ
فجرى في القول وامتدَّ له
وتناهى حين ردَّتْهُ الحُدودُ
فاستمعْ شعري فإن أحْمَدْتَهُ
حين يرعى الفكرُ فيه وَيَرودُ
فاحْتَقبْ حمدي بإسْماعَكَهُ
مَلكاً يملكهُ حلْمٌ وجودُ
ليَ في مَدْحيَ فيه أمَلٌ
وبلاغٌ وله فيه خلودُ
عارضٌ أمطرِ غيري وَدَعتْ
رائدي منْهُ بُروقٌ ورُعودُ
العَلاء المبتَنى شُمّ العُلا
فوق ما أَثَّل قحطانُ وهُودُ
وابن من حقَّق تأْويلَ اسمه
فله في كل علياءَ صُعودُ
حاجتي ثقْلٌ وقد حُمّلْتَهَا
فاحْتملْها لا تكاءَدْكَ كَؤودُ
وتَعلَّمْ غيرَ ما مُستَأْنفٍ
علْمَ شيء أيها العِدُّ المَكُود
أن للمجد سبيلاً وعْرة ً
ضيِّقاً مسَلُكها فيه صَعودُ
وبما يُولي مَسُوداً سَيدٌ
أمَرَ السيدُ فانقادَ المسُودُ
وبأن أَحْسَنَ ذا أذعنَ ذا
قَلَّ ما قِيد بلا شيء مَقودُ
ليس تُثْنيَ بالأباطيل الطُّلَى
لا ولا تُوطأ بالهزْل الخُدودُ
بل بأن يُنْصب حُرٌّ نفسَه
وبأن يسهر والناس رُقودُ
وبأن يَلْقى بضاحي وجْهِه
أوْجُهاً فيها عُبُوسٌ وصُدودُ
وبأن يقرع بَابَيْ سَمْعِهِ
ما يقول الكَزُّ والهَشُّ الرَّقودُ
كل ما عدَّدْتُ أثمانَ العُلا
ولمَا يُبْتاعُ منهنَّ نُقُودُ
فاتَّخِذْ عندي لك الخيرُ يداً
ترتهنْ شكري بها ما اخضرَّ عُودُ
من أياديك التي لو جحدَتْ
مرة ً قام لها منه شهود
تُجتَلى في غُمَّة ِ الكفْر كما
يُجتلى في ظُلمة ِ الليل العَمودُ
وتألَّفْني تَألَّف صاحباً
بي أَلوفاً شكره شكْرٌ شَرودُ
واستَعِنْ في حاجتي واندبْ لها
من به رَاقَتْ على الناس عَتودٌ
يَسْعَ في الحاجة حُرٌّ ماجد
لا حَسودٌ لأخيه بل حَشودٌ
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0