logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر الجاهلي

قصيدة عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ، الشاعر النابغة الذبياني

"عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ،


فجنبا أريكٍ ، فالتلاعُ الدوافعُ


فمجتمعُ الأشراجِ غيرِ رسمها


مصايفُ مرتْ ، بعدنا ، ومرابعُ


توَهّمْتُ آياتٍ لها، فَعَرَفْتُها


لِسِتّة ِ أعْوامٍ، وذا العامُ سابِعُ


رَمادٌ ككُحْلَ العينِ لأياً أُبينُهُ،


و نؤيٌ كجذمِ الحوض أثلمُ خاشعُ


كأنّ مجرّ الرامساتِ ذيولها


، عليه ، حصيرٌ ، نمقتهُ الصوانعُ


على ظَهْرِ مِبْنَاة ٍ جَديدٍ سُيُورُها


، يَطوفُ بها، وسْط اللّطيمة ِ، بائِع


فكَفْكفْتُ مني عَبْرَة ً، فرَدَدتُها


على النحرِ ، منها مستهلٌّ ودامعُ


على حينَ عاتبتُ المَشيبَ على الصِّبا،


و قلتُ : ألما أصحُ والشيبُ وازعُ ؟


وقد حالَ هَمٌ، دونَ ذلكَ، شاغلٌ


مكان الشغافِ ، تبغيهِ الأصابعُ


وعيدُ أبي قابوسَ، في غيرِ كُنهِهِ،


أتاني، ودوني راكسٌ، فالضواجِعُ


فبتُّ كأني ساورتني ضيئلة


ٌ من الرُّقْشِ، في أنيابِها السُّمُّ ناقِعُ


يُسَهَّدُ، من لَيلِ التّمامِ، سَليمُها


، لحليِ النساءِ ، في يديهِ ، قعاقعُ


تناذرَها الرّاقُون مِنْ سُمّها،


تُطلّقُهُ طَورا، وطَوراً تُراجِعُ


أتاني ، أبيتَ اللعنَ ، أنكَ لمتني


، و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ


مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ،


و ذلك ، من تلقاءِ مثلكَ ، رائعُ


لعمري ، وما عمري عليّ بهينٍ


، لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ


أقارِعُ عَوْفٍ، لا أحاوِلُ غيرَها،


وُجُوهُ قُرُودٍ، تَبتَغي منَ تجادِعُ


أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً


، له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ


أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ،


و لم يأتِ بالحقّ ، الذي هو ناصعُ


أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ،


و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ


حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة


ً، وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟


بمصطحباتٍ من لصافٍ وثيرة ٍ


، يَزُرْنَ إلالاً، سَيْرُهُنّ التّدافُعُ


سماماً تباري الريحَ ، خوصاً عيونها


، لَهُنّ رَذايا، بالطّريقِ، ودائِعُ


عليهِنّ شُعْثٌ عامِدونِ لحَجّهِمْ،


فهنّ، كأطرافِ الحَنيّ، خواضِعُ


لكلفتني ذنبَ امرئٍ ، وتركته ، كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ


فإن كنتُ ، لا ذو الضغنِ عني مكذبٌ


، و لا حلفي على البراءة ِ نافعُ


ولا أنا مأمُونٌ بشيءٍ أقُولُهُ،


و أنتَ بأمرٍ ، لا محالة َ ، واقعُ


فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي،


وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ


خطاطيفُ حجنٌ في جبالٍ متينة


ٍ ، تمدّ بها أيدٍ إليكَ نوازعُ


أتوعدُ عبداً لم يخنكَ أمانة


ً ، و تتركُ عبداً ظالماً ، وهوَ ظالعُ ؟


وأنتَ ربيعٌ يُنعِشُ النّاسَ سَيبُهُ،


وسيفٌ، أُعِيَرتْهُ المنيّة ُ، قاطِعُ


أبى اللهُ إلاّ عدلهُ ووفاءهُ


، فلا النكرُ معروفٌ ولا العرفُ ضائعُ


و تسقى ، إذا ما شئتَ ، غيرَ مصردٍ


، بزوراءَ ، في حافاتها المسكُ كانعُ"