logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر العباسي

قصيدة علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ الشاعر ابن الرومي

علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ


وثوبُ المشيب جديدٌ خلَقْ


علاكَ فأبرق إبراقة ً


تُراع لها ظبياتُ البُرقْ


وأنَّى تراعُ بما أومِنَتْ به


من حِبالك ذاتِ العُلُقْ


ومن نَبلِكَ المرْسلاتِ التي


صوائبُها في الرمايا نَسق


بلى في المشيب لها رائعٌ


وإن هو أطفأ فيها الحُرقْ


وشرخُ الشباب وإن صادها


أحبُّ إليها لذاك الأنَقْ


أعاذلتي إن بكيتُ الشبا


ب إنِّي لم أبكِ ثوباً سَحقْ


لقد علم الدهر أن الشبا ب


ثوبٌ لدى الناس لا كالخرق


لذاكَ يدبُّ خفياً له


فيسلبه سَلباً لا كالسرق


ولو كان يسلبه جهرة ً


للاقَى القنا دونه والدرق


وحُقَّ له مع إقدامِهِ


إذا ابتزَّ مثل الشباب الفرق


رعانا الأميرُ أبو أحمدٍ


فأرعى المَريَع وأسقى الغدق


وضمَّ الشَّتيتَ ولمَّ الجمي


عَ وانتظم الشَّمل حتى اتفق


وأغنى الفقير وحاط الغنيْ


يَ مالم يحط والد ذو شفقْ


عُبيدُ الإله بن عبد الإله


هِ خيرُ الملوك وخير السُّوقْ


فأضحى وأمسى وقد أجمعت


عليه بأهوائهن الفِرق


وظلُّوا وباتوا به آمني


ن في ظلِّ عيش أثيث الورق


لياليهُم مثل أيامهمْ


ضياءً وأُنساً وما من أرق


وايامُهمُ كلياليهُمُ


سُكوناً ورَوْحاً ومامن غسق


يداه يَمينان لكنه


إذا شاءَ علَّ الظُّبا بالعَلقْ


وطوراً شمالان لكنه


إذا شاء سحَّ الندى فانبعقْ


مهيبٌ إذا سار في جيشه


وقد لاح كوكبُهُ فائتلق


أشارتْ إليه قلوبُ الورى


وكفَّ البنانُ وغضَّ الحدق


بلا سببٍ فالتمس رِفده


فإنك تقربُ ماءً رَفَقْ


وهل يستعدُّ الرشاء امرؤٌ


لِورد الفرات إذا ما فَهقِ


ألا فارجُهُ واخشَهُ إنه


هو البحر وفيه الغنى والغَرَقْ


ألا فارجُهُ واخشه إنه


هو الغيث فيه الحيا والصعقْ


مضرٌ بملتمس ضُرَّه


وفيه لمرتفِقُ مُرتفَق


هو السيفُ إن أنت أنحيته


لرأسك أو رأس قِرنٍ فلق


هو الماءُ فاشربه ذا غُلَّة ٍ


وذا غُصَّة ٍ وتوَقَّ الشرق


هو النار فاصطلها واستضِئْ


بها في الدجى وتوقَّ الحرق


إذا ماوعى مدْحَه المادحو


ن طابَ نسيمُهُم والعرق


فتنشر أرواحهم نَشرة ً


وما منهمْ ذو لسانٍ نطق


فإن أنشدوا مدحَهُ غادروا


من المسكِ في كلِّ شيء عبق


إذا كذَب الناسُ أوكُذِّبوا


لدى القولِ والفعل يوماً صدقْ


وحلمٌ يوازن مثقالُه


جبالَ الشَّرى وجبال السَّلقْ


به يجمعُ الملكُ أشتاتَهُ


إذا ماعصا الناس طارت شِقق


يباشر شوك القنا حاسراً


ويلبس دون اللِّسان الحَلق


إذا بتَّ والفكرَ تستخرجا


ن مفتاح أمرٍ عسير الغَلق


وأنتَ لأمرِ العُلا مؤثرٌ


على كل ناعمة ِ المُعتَنقْ


وأبدَى لك الصبحُ عن واضح


ين رأيِكَ منبلجاً والفلقْ


فللَّه صبحُك ماذا جلا


وللَّه ليلُك ماذا وسق


وإمَّا أجرتَ من الحادثا


تِ جاراً فليس عليه رهق


يرى الدهرُ جارك في شاهقٍ


تأزَّر من لجَّة ٍ وانطلق


وقد علقَتْ قبضتاهُ عُرى


بها عَصَم اللَّه تلك الوُثق


فهل من سبيل إلى مثله


أبَى اللَّه ذاك على من خلق


فدونكها يابن سيف الملو


كِ لهو المجالِس زاد الرفق