logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر العباسي

قصيدة عليلُ الوجدِ عندكَ لا يُعادُ الشاعر الملك الأمجد

عليلُ الوجدِ عندكَ لا يُعادُ


وسرُّ الحبِّ عندي لا يُعادُ


ومقروحُ الجفونِ إذا تَشكَّى


أليمَ الشوقِ صدَّقَهُ السُّهادُ


يَحِنُّ على التنائي والتمادي


الى أحبابِه هذا الفؤادُ


فؤادٌ باتَ يقدحُ فيه شوقاً


لنارِ الوجدِ مذ بانوا زِنادُ


وخلانٍ على نجدٍ نزولٍ


لهم منّي المحبَّةُ والودادُ


أُريدُ تصبُّراً عنهمْ وقلبي


يخالفُ ما أردتُ لِما أرادوا


ضلالي في الغرامِ ولا أُحاشي


خُرافاتِ النُّهى بهمُ رشادُ


اِذا حدَّثتُ بالسُّلوانِ قلبي


يقولُ الوجدُ موعدُه المَعادُ


ومذ ساروا عنِ الجرعاءِ ليلاً


سرى عن جفنِ عينَّي الرُّقادُ


فما ليَ والحياةِ إذا تناءتْ


عنِ الخَلْصاءِ هاجرةً سعادُ


أأرجِعُ بعدما بانتْ سَفاهاً


أُحاولُ أن يُخاطبَني الجمادُ


وأنظرُ في الديارِ مَرادَ لهوٍ


به قد كان ساعفَني المُرادُ


وما عندي على وجدي مزيدٌ


وهل فوقَ الذي عندى ازديادُ


وأجفانٍ مِنَ التفريقِ أمسى


تَوالي الدمعِ وهو لها عَتادُ


اِذا أرسلتُهنَّ رأيتُ سَحّاً


عِهادُ الدمعِ يتبعُه عِهادُ


ومحزونٍ بكى الأطلالَ شوقاً


بدمعٍ لا يَجِفُّ له مَزادُ


اِذا ركضتْ سحائبهُ استباقاً


بدا للماءِ فيهنَّ اطِّرادُ


بكى والقربُ محكمةٌ عراه


فكيف به إذا طالَ البِعادُ


كأنَّ بقلبِه وخزَ الأشافي


تُجَدِّدُه مؤلَّلَةٌ صِعادُ


أأيامَ الشبابِ سقاكِ دمعٌ


تغصُّ به الأهاضبُ والوهادُ


كدمعي يومَ بنتِ وقالَ شيبي


نأى عنكَ الشبابُ المستعادُ


فِانَّ لنارِ ذكراه زفيراً


له ما بينَ جنبيَّ اتِّقادُ


ومذ ضَحِكَ البياضُ بكى اكتئاباً


على أيامِ صبوتِه السوادُ


نَبَتْ بالهائمِ الولهانِ ليلاً


مضاجعُه وأنكرَهُ الوِسادُ


كأنَّ على مضاحعِه إذا ما


تَمهَّدهنَّ قد فُرِشَ القَتادُ


رأى تلكَ الحُدوجَ وقد حمتْها


سيوفٌ مِن فوارسِها حِدادُ


وكلُّ مُشَيَّع العَزَماتِ ماضٍ


يُحامي عن حقيقتِه الجِلادُ


فوارسُ كلِّ معركةٍ تمطَّتْ


بهمْ في ليلِ عِثْيَرِها الجيادُ


وقد رجعتْ بهمْ شُعْثَ النَّواصي


على اللَّبّاتِ مِن عَلَقٍ جِسادُ


فليس يَروعُهمْ كالناسِ يوماً


على العِلاّتِ داهيةٌ نآدُ


فلو ردُّوا اليها بعد لأيٍ


وقد هلكوا بصَيلَمِها لعادوا


فلم يكُ دأبُه اِلاّ دموعاً


تَحدَّرُ وهي قانئةٌ وِرادُ


وِانشادُ القريضِ بكلِّ وادٍ


تَعطَّرُ مِن نوافحِه البلادُ


كأنِّي في فصيحِ الفولِ قُسٌّ


ولكنْ ليس لي منكم اِبادُ


بشِعْرٍ بحرُه الزخّارُ عندى


وللغيرِ النقائعُ والشِّمادُ


فما فيهِ مِنَ الاِقواءِ شيءٌ


يُعابُ به ولا فيه سِنادُ


فحِلفاهالجزالةُ والمعاني


واِلفاهالاِصابةُ والسَّدادُ