logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر الجاهلي

قصيدة كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ، الشاعر النابغة الذبياني

"كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ


، و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ


تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ


، و ليسَ الذي يرعى النجومَ بآنبِ


و صدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همهِ ،


تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ


عليَّ لعمرو نعمة ٌ ، بعد نعمة


ٍ لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ


حَلَفْتُ يَميناً غيرَ ذي مَثْنَوِيّة


ٍ، و لا علمَ ، إلا حسنُ ظنٍ بصاحبِ


لئِن كانَ للقَبرَينِ: قبرٍ بجِلّقٍ،


وقبرٍ بصَيداء، الذي عندَ حارِبِ


وللحارِثِ الجَفْنيّ، سيّدِ قومِهِ،


لَيَلْتَمِسَنْ بالجَيْشِ دارَ المُحارِبِ


و ثقتُ له النصرِ ، إذ قيلَ قد غزتْ


كتائبُ منْ غسانَ ، غيرُ أشائبِ


بنو عمه دنيا ، وعمرو بنُ عامرٍ


، أولئِكَ قومٌ، بأسُهُم غيرُ كاذبِ


إذا ما غزوا بالجيشِ ، حلقَ فوقهمْ


عَصائبُ طَيرٍ، تَهتَدي بعَصائبِ


يُصاحِبْنَهُمْ، حتى يُغِرْنَ مُغارَهم


مِنَ الضّارياتِ، بالدّماءِ، الدّوارِبِ


تراهنّ خلفَ القوْمِ خُزْراً عُيُونُها،


جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ


جوَانِحَ، قد أيْقَنّ أنّ قَبيلَهُ


، إذا ما التقى الجمعانِ ، أولُ غالبِ


لُهنّ علَيهِمْ عادة ٌ قد عَرَفْنَها،


إذا عرضَ الخطيّ فوقَ الكواثبِ


على عارفاتٍ للطعانِ ، عوابسٍ


، بهنّ كلومٌ بين دامٍ وجالبِ


إذا استُنزِلُوا عَنهُنّ للطّعنِ أرقلوا،


إلى الموتِ ، إرقالَ الجمالِ المصاعبِ


فهمْ يتساقونَ المنية َ بينهمْ


، بأيديهمُ بيضٌ ، رقاُ المضاربِ


يطيرُ فضاضاً بينها كلُّ قونسٍ


، ويتبَعُها مِنهُمْ فَراشُ الحواجِبِ


ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ،


بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ


تورثنَ منْ أزمانِ يومِ حليمة ٍ


، إلى اليومِ قد جربنَ كلَّ التجاربِ


تَقُدّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ


، وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ


بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكَناتِهِ،


و طعنٍ كإيزاغِ المخاضِ الضواربِ


لهمٌ شيمة ٌ ، لم يعطها اللهُ غيرهمْ


، منَ الجودِ، والأحلامُ غيرُ عَوازِبِ


محلتهمْ ذاتُ الإلهِ ، ودينهمْ ،


قويمٌ ، فما يرجونَ غيرَ العواقبِ


رقاقُ النعالِ ، طيبٌ حجزاتهمْ


، يُحيَوّنْ بالريحانِ يومَ السبَّاسِبِ"