logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر المملوكي

قصيدة لاَ وَبَرْدِ اللَّقَا وَحَرّ الفِرَاقِ الشاعر شهاب الدين الخلوف

لاَ وَبَرْدِ اللَّقَا وَحَرّ الفِرَاقِ


مَا لِقَلْبِي من لَسْعِةِ البَيْنِ رَاقِ


كَيْفَ يَخْفَى حَرِيقُ وَجْدِ فُؤَادٍ


صَيَّرَ الجفنَ دائِمَ الإغْرَاقِ


كَتَمَتْهُ جَوَانِحِي فَفَشَاهُ


نَاطِقُ الدَّمْعِ صَامِتُ الآمَاقِ


يَا غزَالاً عَنِ المحبّ نَفُوراً


وَشهَاباً فِي البُعْدِ والإحْرَاقِ


كَمْ أنَادِيكَ شَرَّنِي مَا دَهَانِي


كَمْ أنَادِيكَ شَفَّنِي مَا ألاَقِي


فَأجِرْنِي مِنَ الجُفُونِ فَقَلْبِي


مَاتَ صَبْراً مِنَ السُّيُوفِ الرّقَاقِ


وَأغِثْنِي مِنَ القدُودِ فَإنِّي


لَسْتُ أقْوَى عَلَى الرّمَاحِ الرّشَاقِ


لَسْتُ أرْضَى سِوَاكَ مَالِكَ رِقِّي


لاَ تَسُمْنِي بِذِلَّةِ الإعْتَاقِ


سَامَحَ اللَّهُ حَاجِبَيْكَ كَمَا قَدْ


رَشَقَتْنِي بِأسْهُمِ الأحْدَاقِ


وَحَمَى وَاضِحَ الجَبِينِ لِئَلاَّ


تَدَّعِيهِ أهِلَّةُ الآفَاقِ


كَمْ قَطَعْنَا بِهِ لَيَالِيَ وَصْلٍ


فِي استلاَمٍ وَلَذَّةٍ وَاعْتِنَاقِ


وَجَلَوْنَا مِنَ الوُجُوهِ شُمُوساً


فِي الدّيَاجِي شَدِيدَةَ الإشْرَاقِ


وَرَشَفْنَا مِنَ الثغُورِ كُؤُوسًا


رَاحُهَا فِيهِ رَاحَةُ العُشَّاقِ


وَهَصَرْنَا مِنَ القدُودِ غُصُونًا


طَارَحَتْهَا بَلاَبِلُ الأشْوَاقِ


فِي رِيَاضٍ وَوَرْدِ خَدٍّ بديعٍ


حَفَّ حُسْنًا بِنرجس الاحدَاقِ


حَيْثُ وِرْدُ الوصَالِ أعذبُ وِرْدٍ


وَمذَاقُ الفرَاق مُرُّ المَذَاقِ


يا فُؤَادِي عَنِ القَطِيعَةِ صبراً


قَدْ قَضَى البَيْنُ بَيْنَنَا بفرَاقِ


لاَ تَكُنْ عِنْدَمَا تُصَابُ جَزُوعًا


لَيْسَ بَعْدَ الفِرَاقِ إلاّ التَّلاَقِي


بِأبِي مَنْ إذَا رَنَتْ مقلتَاهُ


قَابَلَتْهُ الظِّبَاءُ بِالإطْرَاقِ


بَاخِلٌ بِالْوِصَالِ وَهْوَ كَرِيمٌ


ضَيِّقُ الجفنِ وَاسع الأخلاَقِ


غُصْنُ بَانٍ وَدِعْصُ رملٍ كثيبٌ


بَدْرُ تَمٍّ وَرِيمُ أنْسِ تَلاَقِ


قَامَ يَسْعَى بِشَمْسِ رَاحٍ فَدَتْهَا


مُهْجَتِي فِي الصَّبُوحِ وَالإغْبَاقِ


فَهْيَ رَاحٌ وَفِي الْحَقِيقَةِ رُوحٌ


وَعَجِيبٌ مِنْ حُكْمِ حلْفِ اتِّفَاقِ


وَهْيَ بِكرٌ قَد انْجَلَتْ فِي دنَانٍ


مِنْ جُمَانٍ مُزَرَّدِ الأطْوَاقِ


وَهْيَ نَارٌ وَكَأسُهَا التبرُ مَاءٌ


وَبديعٌ المَاءُ لِلنَّارِ وَاقِ


قَدْ حَبَتْ بِالسَّنَا ثُغُورَ النَّدَامَى


وَحَبَاهَا الحَبَابُ ثَغْرَ السَّاقِي