logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر العباسي

قصيدة لا زلتَ غوثاً إذا ناداك ملهوفُ الشاعر ابن الرومي

لا زلتَ غوثاً إذا ناداك ملهوفُ


بحيث أنت ومن والاك مكنوفُ


تا للَّهِ ما ضاع معروف نَفَحْتَ به


نحوي ولا بار مدح فيك موصوف


قد قلت إذ طلعتْ نعماكَ تخبرني


إني بفضلك ما عُمِّرت ملْحوفُ


لا يعتبد أحدٌ شعري بنائله


فإنه بأبي العباس مظلوفُ


أيقنتُ إذا وامضتْني منك بارقة ٌ


أني بسيبك مربوعٌ ومخروفُ


ما زلتُ أذكر معروفاً بعثت به


خلفي وقصرك بالمدّاح محفوفُ


والفلْس ربٌّ يخرُّ الساجدون له


والشعر منصرَفٌ عنه ومصروفُ


وآمرين بغير الرشد قلتُ لهم


لا ألفِظُ العذبَ إن العذبَ مرشوف


تاللَّه أبى قليلاً طاب ملبسه


وهل قليلُ مُسوس الماء معيوف


أليس قد جاءني والطير ساكنة ٌ


والنفس آمنة ُ والوجه مكفوف


أنَّي أُرتّبُ شعري فوق نافلة ٍ


عاجتْ عليَّ ووجه الرِّزق مصروف


لئن زهوتُ بشيء لا زمان له


إنِّي إذاً لزهيد الرأي مضعوف


لو كنتُمُ من ذوي التمييز أعجبكم


زوٌجٌ إلى زَوجة ٍ تهواه مزفوف


عُرفٌ يزُفُّ إلى كفٍّ مدفَّعة ٍ


طرف العيون بنور اللَّه مطروف


ما أستقلُّ قليلاً أنت باذله


ذكراك إيايَ بالمعروف معروف


أليس قد لاحظتني منك خاطرة ٌ


إن الشريف لمِن دوني لمشروف


وجهْتَ نحويَ معروفاً تعاظمني


إلاَّ لقدرك إن الحق مكشوف


والعودُ أحمد قولٌ قد جرى مثلاً


وعرفُ مثلك بالعوداتِ موصوف


فأَجره ليَ إن النفس قد ألِفتْ


آثار كفيك والمعروف مألوفُ


لا ينقطعْ وثنائي غيرُ منقطعٍ


كلاّ بل الحِسْي قبل البحر منزوفُ


جدواك أكرمُ من أن لا أصادفها


وقفاً ومدحي عليك الدهرَ موقوفُ


قد سار باسمك مدح لم أوفِّكه


وقد يبلِّغك الغاياتِ محذوفُ


فاكمل بحيث ترى فيه نقيصَتَه


فالبدر وافٍ بحيث الشهر منصوفُ


يا أحمد الخير يا من لا يعدُّ له


بدءٌ جميل بسوءِ العوْد مخلوفُ


سلِّم من الريث والإقلاع جائزتي


فالعُرف بالريث والإقلاع مأْووفُ


وما أزيدك إقبالاً على كرمٍ


وإن غَدا وهو عند الناس مشنوف


أنت الذي لو سكنّا ظل يعطفُهُ


لينُ المهزِّ إذا ما اكتزَّ معطوف


قد كان يحميك حمدَ لناس علمُهُمُ


بأن قلبك بالمعروف مشعوف


وواضعٍ قدماً في المجد قلتُ له


إن المقام الذي حاولتَ زُحلوف


خلِّ العلا لأبي العباء يكفِكَها


وألعب فحسبُ وليد الحي خُذروف


فتى له عزماتٌ في مذاهبه


تمضي فتقضي وصفُّ الزحف مصفوفُ


يا من يعاديه مهلاً إنه رجلٌ


مزلزَلٌ بأعاديه ومخسوفُ


يكيدُ فالسيف مقطوعٌ هناك له


والدرع مهتوكة ٌ والرمح مقصوفُ


فقِرنه الدهرَ مغلوبٌ وهاربه


طِلبٌ ولو حملته الريح مثقوفُ


سالمه تسلمْ وإن خالفتَ موعظتي


فأنت في مخلب العنقاء مخطوفُ


خُذها فإنك أخَّاذٌ نظائِرها


منوَّه بك في العزَّاء مهتوف


يا أجبن الناس من ذمٍّ وأجرأَهم


والجيشُ بالجيش في الهيجاء ملفوف


يا راعياً أصبح القوم الخِماص به


في بِطنة ٍ ما لمن ضافته شُرسوفُ


ولِّيت أمراً فلا المُرعي أمانتَه


فيها مخونٌ ولا المرعيُّ معسوفُ


يا من إذا اختبرت يوماً مذاقتُه


ففيه طعمان معسول ومذعوفُ


يا من مَعاطفه لا الصمُّ حاش له


ولا مكاسره الخوّارة الجُوف


أدعوك دعوة َ ملهوفٍ معوّلة


ٌ وكم أجيب بغوثٍ منك ملهوف


وإنِّني لأرجِّي منك تلبية ً


وذاك في قلب من يدعوك مقذوف


كأنني بك قد أَلْبستني نِعَماً


كأنَّها الفُوف لا بل دونها الفوفُ


ولان لي كلُّ شيء بعد قسوته


فالجذْعُ جُمَّارة ٌ والعظمُ غضروفُ