logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر المملوكي

قصيدة معرفة الخالقِ موجودةٌ الشاعر ابن النظر العماني

معرفة الخالقِ موجودةٌ


في الخلق بالحكمة والعدلِ


لا عذر للمخلوق في جهلها


إن كان ذا فهم وذا عقل


علائقُ التركيب آثارُها


في حالة التقليب والنقلِ


وعجزه عن فعلها شاهدٌ


عليه للفاعلِ بالفعلِ


وأنه حولَ من نطفةٍ


طفلاً ومن طفلٍ إلى كهلِ


ثم غدا شيخاً على كرههِ


مرتعدَ الكفين والرجلِ


أوجدهُ أن له خالقاً


جل عن الأندادِ والشكل


وأنه شيءٌ فما مثله


شيء تعالى الله عن مثل


لقوله شيءٌ وما لم يكن


شيئاً فمعدومٌ من الأصل


ولا حراكٌ ولا سكونٌ به


حيٌّ بلا روحٍ ولا وصل


إذ كان هذا حدثاً نقله


لم يوصف الناقلُ بالنقلِ


ليس بذي جسمٍ فيضظرهُ


فقرٌ إلى المنزلِ والرحلِ


وإن يكن الرحل من قبله


فربنا الخالق للقبلِ


وقولهم جسمٌ دليلٌ على


التأليفِ والتبغيضِ والوصل


وليس يخلو ذاك من صانعٍ


مؤلفٍ للوصل والفصلِ


وغير ما ممتنع فاعلموا


عن عرضِ جسمٍ من الدخل


وما رأينا عرضاً قائماً


بنفسهِ يوماً بلا نصل


لا يوصف الله بجسمٍ ولا


بشكلٍ ولا مثلٍ ولا عدلِ


والأرضُ فيها شاهدٌ قائمٌ


بشهدُ بالعجزِ وبالذل


مقدرةُ الإنسان فيها على


ذلتهِ بالحقرِ والنتلِ


وإنها لو خلقت نفسها


لامتنعت من سورةِ الجهلِ


كذلك النامي وأشباهه


من الجماد الحزنِ والسهل


خالقهُ الله تعالى عن


الأندادِ والأضدادِ والنسل


أشهد حقاً مخلصاً أنه


ربي وربُّ الجنِّ والخبل


بكلِّ ما قال بهِ شاهدٌ


ومؤمنٌ بالكتبِ والرسل


وكل عبدٍ ملكٍ عندهُ


والبعثُ بعد الموتِ والفصلِ


وإن ما جاءَ به أحمدٌ حقٌّ


من الله ولا هزلِ


والنار والجنة حقٌّ بلا


عذرٍ لذي جهل ولا فشلِ


والنارُ والجنةُ ما فيهما


شكٌّ لأهلِ الجدِّ والهزلِ


يا لهما دارين ما فيهما


من غبنٍ جمٍّ ومن فصلِ


كذلك الساعةُ إتيانها


حقٌّ بلا كلفٍ ولا بطل


فكلُّ هذا واسعٌ جهلهُ


في حالةِ الفرقَةِ والحفلِ


وليسَ فيه إن جرى ذكرهُ


عذرٌ لأهلِ الحقِّ في الجهلِ


فكلُّ من خالجهُ عقله


أو شك في الفزع أو الأصلِ


فهالكٌ بعداً له هالكاً


إن لم يتب عوجلَ بالقتلِ


والصلوات إن أتى وقتها


على أخي جهل بها غفل


فهالكٌ والحجُ ما لم تمت


فأنت في الفسحةِ والمهل


والزكوات مثله وقتها


إلى انقطاع الرزق والحبل


والصومُ مالم يأتِ ميقاتُهُ


فواسعٌ جهلكَ في الاكل


وكافرٌ من شك في ذا وقد


قامت عليهِ حجةُ العقلِ


والسمع مضطرٌّ ذووه إلى الإ


يمانِ والتصديقِ الرسل


كنحو ما اضطروا إلى علمهم


بالصين والردمِ وبالرملِ


والسند والهندُ وأمثالهم


وحي جنبٍ وبني عسكل


علمكَ بالين كعلمي بهم


في الغيبِ حذو النعل بالنعل


والخمرُ لا عذرٌ لمن ذاقها


في حالِ علمٍ منهُ أو جهل


كذلك الخنزير حياً على


ذي الجهل حرمٌ وذوي العقل


وواسعٌ من بعد تقطيعه


جهلك بالأعضاءِ والنشل


وما أتى الآي بتحريمه


بين ذوي الأنساب والأهل


وليس في الجهل بتحريمه


عذرٌ لأهل الدين والعقل


والجهل إن لم يعلموا واسعٌ


بالنسبِ الواشج في الأصل


فقد أحل الله من فضله


وطء ذواتِ الأعينِ النجل


من كل خودٍ غضةٍ بضةٍ


مهضومةٍ ذات شوى جدلِ


وجهلُ تكفيركَ ذا بدعةٍ


مرتكباً للكفرِ في الفعل


موسعٌ مالم تقم حجةٌ


نقشعُ غيمَ الشكَ والجهلِ


كذلك ما لم تدرِ أسماءهم


من مشركٍ أو كافرٍ وغل


أو مجبرٍ أو قدرى وذي


جحدٍ وحشوى وذي ختل


والقسم والأحكامُ ما لم تلى


الأحكامَ معذورٌ على الجهل


والخيرُ والشر فمن ربنا


خلقٌ وإن كانا هما فعل


لو كان ثانٍ عقدهُ جاعلاً


لا ختلفا في الأمرِ والجعلِ


أو كان شيءٌ لم يشأه إذا


كان ضعيفاً غير مستعل


لم يزل الله سميعاً بلا


آلةِ سمعٍ جل ذو الفضلِ


ربا لما يشاءُ مريداً إذا


شاءَ بلا عجزٍ ولا ختلِ


وعالماً مقتدراً قاهراً


يعلمُ وزنَ الذرِّ والنملِ


لا كيفَ للهِ تعالى ولا


حتامَ في الغاية والنقل


وأين تحديد تناه وما


لله من بعدٍ ولا قبل


وكل ما كانت له غايةٌ


من الجهاتِ الستِّ في الأصلِ


فحادثُ دل بتفريقه


على حدوثِ الجمعِ والجملِ


فاربع على ذا إن تكن رابعاً


وخلِّ عن هندٍ وعن جملِ


والوصف للخمرِ وشرابها


والنعتُ للبيداءِ والإبلِ


وقولُ ذي الصبوةِ يا عاذلي


على الصبا حسبكَ من عذلِ


واستصحب القرآن مستشعراً


مستظهراً خاتمةَ النحلِ