وافى وأقبل في الغلالة ينثني


فأراك حظ المجتلى والمجتني


ورنا فما تغنى التمائم والرقى


وابيك عن لحظات تلك الأعين


أغناه ذابل قده عن ذابلٍ


وبشعره عن بيت شعرٍ قد غني


رشأ من الأعراب مسكنه الفلا


ولكم له في مهجتي من موطن


قل للعواذل في هواه ألا انتهوا


لا أنتهي لا أرعوى لا أنثني


يا لائمي في الحب غير مجربٍ


أنا في الصبابة قدوةٌ فاستفتني


لا يخدعنك لحظ طرفٍ فاترٍ


أبدا ولا تأمن لعطف لين


فالخمر وهي كما علمت لطيفةٌ


ولها من الألباب أي تمكن


وبليتي من صائدٍ لي نافرٍ


ومتى ينال الوصل من متلون


ألبستني يا هاجري ثوب الضنى


وأخذتني يا تاركي من مأمني


حتى فؤادي خانني ووفى له


وكذا الرقاد صبا إليه وملني


يا قلب ما آنستُ بعدك راحة


فمتى أراك ويا كرى أوحشتني


عهدي به ويدي مكان وشاحه


والوجد باقٍ والتصبر قد فني


وشدا بشعري فافتتنت ويا لها


من فتنةٍ شنعا لو لم أفتن


شعرى ومحبوبي يغنيني به


وهناك تحسن صبوةُ المتدين


لا شيء يطرب سامعا كحديثه


إلا الثناء على علا شاه أرمن


الأشرف الملك الكريم المجتبى


موسى وتمم بالرحيم المحسن


ملك إذا أنفقت عمرك كله


في نظرة من وجهه لم تغبن


وإذا انتخبت له دعاءً صالحا


لم تلق غير مشاركٍ ومؤمن


يا أيها الملك الذي من فاته


نظرٌ إليك فما أراه بمؤمن


أفنيت خيلك والصوارم والقنا


وعداك والأموال ماذا تقتني


أبقت لك الذكر الجميل مخلدا


شيم لها الأملاك لم تتفطن


وشجاعة رجف العراق لذكرها


وتهامةٌ وبلاد عبد المؤمن


ولى الخوارزمي منها هاربا


وهلم جرا قلبه لم يسكن


ودعاؤه في ليله ونهاره


يا رب من سطوات موسى نجنى


ما كان أشوقني للثم بنانه


ولقد ظفرت بلثمها فليهنني


ودخلت من أبوابه في جنةٍ


يا ليت قومي يعلمون بأنني


يا مكثري الدعوى اخفضوا أصواتكم


ما كل رافع صوته بمؤن


أنا من يحدث عنه في أقطارها


من كان في شك به فليتيقن


هذا مقام لا الفرزدق ماهرٌ


فيه ولا نظراؤه لكنني


ملك الملوك إليكها من ناطمٍ


مترسلٍ متنوعٍ متفنن


إن شئت نظما فالذي أمليته


أو شئت نثرا فاقترح واستحسن


لا تخدعن بظاهرٍ عن باطن


قد يظهر الغنسان ما لم يبطن


والسبعة الأفلاك ما حركاتها


إلا مخافة أن تقول لها اسكني


عاشت عداك ولا أشح عليهم


عمى النواظر عنك خرس الألسن