logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر العباسي

قصيدة وقفاتُ رأيك في الخطوبِ تأملُ الشاعر ابن الرومي

وقفاتُ رأيك في الخطوبِ تأملُ


ونفاذُ عزمِك في الأمورِ توكُّلُ


للَّه درُّك من عِمادِ خِلافة


ماذا تصون بك الملوكُ وتبذلُ


مازلتَ تَعمِدُ للمخوَّفِ صيانة ً


وتُسلُّ فيه كما يُسلُّ المُنصلُ


فرقَ الشكوكَ وفي الشكوكِ تلبُّسٌ


جمع الأمورَ وفي الأمور تزيُّلُ


جلبَ المعاشَ وفي المعاشِ تعذُّرٌ


حقَنَ الدماءَ وفي الدماء تبزُّل


هنأ الموفَّق أنه حظٌّ له ظفرتْ


يداه به يُطيبُ ويُجزِل


كافي المشاهدِ لا يخورُ ولا يني


ثبتُ السجية ِ ليسَ فه تغوُّل


متسربِلٌ ثوبَ الشبابِ ولم يزلْ


بالحزمِ فيه وبالوقارِ تكهُّل


فيه إذا افتُرِضَ البدارُ تسرُّعٌ


وله إذا حُذر العِثار ترسُّل


حمَّال أثقالٍ يقومُ بحملِها


كالطَّوْدِ ليس بجانبَيْهِ تخلخُل


فليعلمِ الملك المظفَّرُ أنه


ما للسلامة ِ ما أقام ترحُّلُ


سُدَّتْ على الخَللِ المداخلُ كُلُّها


ولقد يُرى في كل بابٍ يدخُلُ


نِعْمَ الوزيرُ اختارهُ لأُمورهِ


في كل نائبة ٍ ونعم المدْخَلُ


رجلٌ له أنَّي وكيف نسبْتَه


في الأكرمينَ تصعُّدٌ وتنزُّل


يقظانُ فيه تساقُطٌ وتغافُل


إذْ في سواه تسقُّطٌ وتغفُّلُ


مصقولة ٌ أخلاقُه لاتُجتَوى


مشحوذة ٌ عزماتُه لاتَنْكلُ


ولاّ هما رأياً له ومروءة ً


فالرأيُ يُشحذُ والمروءة ُ تُصقَلُ


تفدى بآباء البرية ِ بلبلاً


وفداهُ بالأبناءِ طُرَّا بلبلُ


وكناهُ بالصقر العُقابِ كناية ً


ولخَير إخوتك الذكيّ القُلقُل


ذاك الذي لا ينقضي معروفُه


إلا بمعروفٍ له لا يَعْطُلُ


ذاك الذي سبق الكرامَ فما لهُم


إلا امتثالٌ خلفه وتمثُّلُ


إنْ قال قالوا ما يقولُ وإن أبى


فضلاً أبَوْه فما عداهُ تثقُّلُ


ولهم إذا نزلوا اليفاعَ تحوّلٌ


عنْه وليس له هناك تحوُّلُ


وترى تبدّله فتحسبُ زينة ً


وكأن زينة آخرين تبدُّل


وترى تعمُّلهم فتحسبُ هيبة ً


وكأن هيبتَه هناك تعمُّل


هو جَوْهرٌ والناسُ أعراضٌ وهم


يتبدّلون وليس فه تبدُّل


هذا مقالُ الحاسديك برغْمِهم


ولهم من الحسدِ المُمِضّ تململُ


وبنور شمسكَ أبصروكَ فإنها


تجلو عمى الأبصارِ عمّن يُكْحَلُ


ما قرّظوك محبّة ً لكنهم


لهمُ بذاك تتوُّجٌ وتكللُ


ومن العجائبِ أن أسائلَ مثلهم


وصفاتُك الحسنى بوصفك تكفُل


أنشأْتُ أسألهم بمثلكِ بعدما


أرجَت بريّاك الرُّبى والأهْجُلُ


فكأنني بسؤالهم متنورٌ شُعلَ


الذُّبالِ وللنهارِ ترحُّلُ


يا من تعرَّفتِ العُفاة ُ بجودِهِ


إنّ التشاغُل باللئام تبطُّلُ


إني امرؤ أودى الزمانُ بثروتي


وألحَّ يكلمُني وكفُّك تُدمل


فشددتُ نحوك أرحُلي مستيقناً


أني امرؤ ستُشد نحوي أرحلُ


أرجو لديك تعجُّلاً وتأجلاً


ولمرتجيك تعجُّل وتأجُّل


فليستمحْكَ فما مطامِعُ نفسِه


حُلُمٌ ألمَّ ولا مُناه تعلُّلُ


وعْدُ المنى وعْدٌ عليك نجاحهُ


وفلاحهُ والوعدُ عنك تكفُّل


ألفيتُ حاصلَ وعدِ غيرِك خِلفة ً


ورأيتُ رفدك قبل وعدك يحصُلُ


مستحمِداً لا تُستذمُّ ومُشرِقاً


لا تدلهمّ ونابهاً لا يخمُلُ


لم تلهُ عن حقّ المليكِ ولم تُضعْ


حقَّ الملوكِ فأيُّ حقّ يبطُلُ


عاونْتَهم ولزمْتَ طاعة َ ربّهم


ففضلْتَ بالحسنى ومثلك يفضلُ


وأحقُّ من دعتِ الملوكُ لأمرِها


مَنْ عندَه عوْنٌ وفيه تبتُّلُ


ممّن يبيتُ مع البراءة ِ خاشعاً


للَّه فيه تخوُّفٌ وتوجُّل


تتحلَّل الشُبهاتُ في طرقاتِه


وله بأفنية ِ الحذارِ تظلُّلُ


وسُلوكُ مَنْ طلب البوارَ تخمُّطٌ


وسُلوكُ من طلب النجاة تخلُّلُ


فيمَنْ سواك على الضعاف تحامُلٌ


أبداً وفيك عن الضعاف تحمُّلُ


ولمعشرٍ لا يُنعمون تطاولٌ


ولراحتيك الثَّرتين تطوُّلُ


ولقد نَفيْتَ عن التطوّلِ عيبهُ


فغدا وأصعبهُ مراماً يسهل


ولربّ شيءٍ ذي محاسنَ جمَّة


وله مقابحُ إن أُديم تأمُّل


عيبُ التطوّلِ أنه لا واجبٌ


ونراك توجبه وفيك تنصُّلُ


كمَّلْتَ بالإيجاب منه محاسناً


قد كنتُ أحسبُ أنها لاتكمُلُ


وإذا تجمّلَ بالنطول أهلهُ


فله بما قد زِدْتَ فيه تجمُّلُ


وقرنْتَ بالإيجاب أن صفّيْته


من كل إذلالٍ كمن يتنقّل


يأبى لك التفضيلُ إلا أن تُرى


وعلى التطوّلِ من يديك تفضل


لبروق وجهك في الوجوهِ تهلُّلٍ


ولصوبِ كفك في الأكف تهللُ


وترى نوافلَ ما أتيت فرائضاً


والفرض عند بني الزمان تنفُّل


متغافلاً عن ذكر ما أسديْتَهُ


وإذا وعدْتَ فذاكرٌ لا تغفُل


متواضعاً أبداً وقدرُك يعتلي


متضائِلاً أبداً وأمرُك يعبُلُ


فُقْتَ الأنام صنيعة ً وصنائعاً


لازلت تستعلي وقِرنك يسفُل


فإذا الأماثلُ خايروك صنيعة ً


فكأن أيمنُهم هنالك أشمل


وفرعْت من شيبانَ ذِروة َ هضْبة


ٍ تعلو السحابَ فأي شأنك يضؤل


لمْ لا تلو ذبك الخلافة ُ بعدما


أثبتّ مرساها وفيه تزلزلُ


أثبتّ آساسَ البنية ِ بالصفا


لكنّ أجرافاً لهن تهيُّلُ


فأنمتَ ليلَ الخائفين مكحَّلاً


فيه السهادَ وللدُّثور تزمُّل


تَرعى وتمثُل في صِلاتِك تارة ً


لمن احتباك فخلفُه لك يَمْثُل


تغدو وفيك تشدد وتودُّدٌ


كالدهرِ فيه توعُّر وتسهُّل


وبشيرُ من عاملْتَه ونذيرهُ


في حالتَيْك تبسُّم وتبسُّل


وكأن شخصَك حينَ يعقدُ حبوة ً


جبلٌ تخاشَع في ذُراه الأجبُل


وإذا وقرْتَ أو اهتَزَزْتَ لصولة ٍ


أرسى يلملمُ أو تزعزعَ يذبل


وسألتُ عنك الحاسدين فكُلُّهم


قالوا مقالاً ليسَ فيه تقوُّل


ذاك الوزيرُ بحقّه وبصدقِه


يُصْفي النصيحة َ للمولك وينخلُ


ذاك المؤمَّلُ للرعاة ِ ومن رعَوْا


إنْ صحَّ للمُتأملين تأمُّل


لا مَطْل فيك لطالبٍ منك الغنى


وإذا طلبتَ فإن شأوَك يمطلُ


وإذا اختُبرتَ فللعُفاة تعوّدُ


يدعو إليك وللعِداة ِ تنكُّلُ


وإذا سُئلْتَ فلا نداك تكلُّفٌ


وإذا مُدِحْتَ فلا ثناك تمحُّلُ


وكأن لهوتَك التي تعطى لُهاً


كأنَّ سَجلكَ في العاطِش أسجُلُ


وكأن ذمّتك التي هي عِصمة


ٌ ذِمَم الورى وكأنَّ حبلكَ أحبلُ


فمتى دعا المعتافَ نحوك مرة ً


فألٌ دَعتني من فعالِك أفْؤُل


خُذْها إليك مُقرة ً بمعايِبٍ


ترجو تغمُّدَها لديك وتأمُلُ


وأقلُّ حقّك أن تُرى متجاوزاً


عن شاعرٍ في القولِ منه تهلهُلُ


ما ضره ألا يجيدَ ومالهُ


بسوى نداكَ إلى جداك توسُّل


بل ما عليك من المدائح أُحكِمتْ


أم هُلهلَت في وشيِ نفسك ترفُل


ما قد كسْتك يداك مما أسدتا


كافٍ ومدْحُ المادحين تأكُّلُ


من كان يزعمُ طيبَ نشرِك آتياً


مما يقول فذاك منه تنحّلُ


تتصرّف الأرواحُ كيف تصرّفَتْ


وثراك من مسكٍ حباه قرنفلُ


لم تُذْكِ نشرَكَ في البلادِ مدائحٌ


لِركابِها في الخافِقيْنِ تقلقلُ


يكفيك نقلُ الشعر ذكركَ إنه


ذكرٌ له بِسدى يديك تنقُّلُ


أغنى العيانُ عن السّماعِ وما يُرى


فهْو اليقين وما يُقال تختُّل


بلغتْ مآثرْك البعيدَ فما الذي


نرويه عنك بمدحنا أو تنقلُ


هذا لذاك وإنْ أجاد مُجيدُنا


فلما فعلْتَ عن المقال تمهُّلُ


وبأن أجَدْتَ أجاد مدحاً مادحٌ


قسماً بمدحك ليس عنك تحلُّل


لولا البدائعُ من فعالك لم يكن


للمادحين إلى البديعِ تغلغُل


أرجو وإن رذُلتْ مدائحُ قُلتُها


أن لا يكونَ لديك مَدْحٌ يرذُل


لتخلُّف الشعراءِ عندك رأفة ٌ


ولسبق سابقهم لديك تقبُّلُ


فمتى تقدّمَ أو تأخّر شاعرٌ


عن شأوِ صاحبه ففيك تحمُّلُ


ما كلُّ مثلومِ الكلامِ بساقطٍ


قد يُقتَنى سيفٌ وفيه تفلُّل


ويقومُ طِرفٌ دون شوطِ رسيله


ويحليانُ حُلًى لهن تصلصلُ


عشقْتك أبكارُ القريض وعُونُه


فغدتْ إليك عواصياً منْ يعذل


ورأت لهاك عفاتَها أكفاءها


فغدت هناك عواصياً من يعضلُ


كم من قوافٍ لا يُنالُ وصالُها


قد أصبحت ولها إليك توصُّل


باتت معاولها عليك تقاتُلٌ


وغدت إليك لها إليك تقتُّلُ


متغزلات عند أروع مالَهُ


إلا مع المِدَح الوِضاءِ تغزُّلُ


بل لا تغزُّلٌ عند من لبنانه


رُفضَ التغزُّلُ بل هناك تبعُّلُ


سأسوء قوماً بامتداحِك همُّهم


في أن تُذَمّ وفي صنيعك يرذُلُ


لهمُ إذا أجملتُ فيك تجمُّلٌ


ولهم إذا فصّلْتُ فيك تفصُّلُ


فاسلمْ لمدحِ المادحين ولاتزل


ذا نائل يُحبَى وكيدٍ يَقْتُل


فكِرٌ كمقدار السماءِ إذا انتحى


لم يعصمِ الأوعالَ منه توقُّلُ


ومناصحٌ تعلَى ونبْلٌ يعتلي


وصفائح تعلو وسُمر تنهلُ


لمُنابذيك ولابن سلمك جنة ٌ


لثمارها أبداً عليك تهدُّل


أنا من تحلله الزمانُ بتركه


ولمستجيرك بالأمان تجللُ


عزْبٌ من النعم الجِسامِ مقدّرٌ


بل أن يقدّرَ لي بهنّ تأهلُ