logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
شعراء العصر العباسي

قصيدة يا أيها المرء الكريم والدا الشاعر ابن الرومي

يا أيها المرء الكريم والدا


ذو المَحْتِد المستفرغ المَحاتدا


أعاذك الله أخاً مُعاضدا


مُحامياً عن حوزتي مُناجدا


منتصراً طوراً وطوراً صافدا


مازلت أختارُ لك المحامدا


وأعمر الدهر بها المَشاهدا


عُمرانَ تالي السُّور المساجدا


وأرتجي طارفَهُ والتَّالِدا


وتتقي كفِّي به الشدائدا


إعاذة ً تحْميك أن تُناكدا


أو أن ترى تلك العُلى زوائدا


تُطيعُ في قطعِكَها الثَّرائدا


إذا عَلتْ أنواعها الموائدا


و الحُللَ الخدَّاعة َ البوائدا


والكاعباتِ البيضَ والنواهدا


الخائناتِ العهدَ والمعاهدا


وإن تلبَسْن لك المجاسدا


يحكين غزلان اللّوى العَواقدا


حاذرْ هَداك اللَّه أن تعاندا


فيخطىء الغيُّ بك المَراشدا


ويسلك الجورْ بك المآسدا


لا ينصِب البغيُ لك المصائدا


فتستخفَّ بكتابي وافدا


أو بكلامي مُوعداً وواعدا


ما كُّل من وافق جَدَّا صاعدا


وأصبح الدهرُ له مساعدا


وأحرزَ الحظُّ له غَدائدا


أعرضَ عن إخوانه لا رافدا


ولا مجيباً كتبهم بل جامدا


كأنَّما يجامد الجَلامدا


صمتاً ومنعاً بادئاً وعائدا


يابن عليٍّ إنَّ شكماً راصدا


وإنَّ شعراً يقطع الفدافدا


طوراً وطوراً يردُ المواردا


ولا يزال يقصد المقاصدا


فيدرك الآثار والطرائدا


ويَنحل الأغلال والقلائدا


وينقض الأوتار والحقائدا


فلا تُثرْ من لم يُثرك عامدا


ولا تُثر من عَتبهُ الأساودا


ليس بأن تمنعه المرافدا


لكن بأن تحقر منه ماجدا


ذا هممٍ قد ناغت الفَراقدا


يحسبُهُ عطاردٌ عُطاردا


قولاً وحولاً صادراً وواردا


تبلوه ألفاً وتراهُ واحدا


تلقى إليه العُضُل المقالدا


قد طال بالعفوالقيام قاعدا


أجب كتابي باخلاً أو جائدا


تجد أخاك عاذراً أو حامدا


وإن غدوتَ لشقاقي صامدا


مستبطناً من دوني الأباعدا


ورُمت أن تُرضيَ منِّي حاسدا


معتمداً ما ساءني لا حائدا


عنهُ تُراعي الحُرم التلائدا


ولم تُعظِّم أن أبيتَ واجدا


ألفيتني أحمي محلِّي حاشدا


ذا شيعة ٍ طوراً وطوراً فاردا


أُلقى لقاء الأجدلِ الصَّفاردا


مُنازلاً دون الحمى مُطاردا


مُطَاعناً ذا نجدة مُجالدا


تكفي هُوينايَ المُشيح الجاهدا


مبارزاً طوراً وطوراً لابدا


كالقُسور الضاري تربَّى صائدا


ولم أزل عضاً أكيدُ الكائدا


ولا أَخِرُ للمعادي ساجدا


ولم أُقارب صاحباً مُباعدا


قَطُّ ولا أُعطيتُ رأسي القائدا


ولم أكن للمُطمعاتِ عابدا


إياك إياك وبعثي حارِدا


فيخطىء الحلمُ الصِّراطَ القاصدا


ويركب الجهلُ الطريق العاندا


واعلم وإنكنتَ صليباً ماردا


إذا غدت أعناقُها شواردا


قد قُلِّدت أمثالُها الأوابدا


هَبْك حديداً حاذرِ المباردا


واعلم بأن الشعر ليسَ بائدا


بل خالدٌ إن كان شيء خالدا


وظالمين استوْطَئوا المراقدا


ذَعَرْتُ أطغاهمْ فبات ساهدا


أسوانَ لا يستوثِرُ الوسائدا


صدقتُكَ الحق فأعتبْ راشدا


وَليشبهِ الغائبُ منكَ الشَاهدا


ولا تَبِتْ فوق شفيرٍ هاجدا


ولا عن الساهر فيكَ راقدا


ولا لنعماءِ مُجِلٍ جاحدا


ولا تدع حراً حميَّاً حاقدا


يحزُق أنياباً لهُ حدائدا


وشحن بأطراف الغنى المراصدا


تترك ضراماً في القلوب خامدا


ولا تدع أفئدة ً مواقدا


إن البذور تُعقِبُ الحصائدا


وكنتُ لا أكذب أهلي رائدا


واعلم متى أعتبتني مُماجدا


مُراجعاً بِرَّكَ بي معاودا


وكنتَ ممن حاذر العوائدا


أنك إن ماطلتني المواعدا


وأضرم الصيفُ الأجيجَ الصاخِدا


جاءَ الكِساء عند ذاك باردا


برداً على برد الشتاء زائدا


لا بارداً يَفثأ حَرَّا واقدا


ولا لذيذاً يشبه البواردا


لكن مسيخاً يشبه الجوامدا


والرِّمم البالية الهوامدا


ثِقلاً على الظهر ثقيلاً كاسدا


ولا أُحب التُّحفَ الزَّهائدا


ولا أُريغ السِّلع الكواسدا


فالرأيُ أن تلتمس المُحائدا


عن مطْلنا لُقِّيتَ عيشاً راغدا


واجعلهُ لا يجني لك المواجِدا


ولا أُصادف فيكَ سلكاً عاردا


فلستُ ممن يلبس البَراجدا


رُعدتُ فاستطمر حَيائي الراعدا


شكري ولا تستصعقِ الرواعدا


مني ولا تستجلب العرابدا


حاشاكَ أن تسْتفره المكائدا


للنفس أو تَنتخب المكائدا


كخائن يَنتَهِش الأرابدا


وكنْ صديقاً حَفظ المعاهدا


ولم تَخُن غيبتهُ المُعاقدا


وراقب النِّشْدَة والمُناشدا


ولا تعدْ بعد صلاحٍ فاسدا


واغدُ إلى سُوق العلا مزايدا


فَمَلِّكِ المكارمَ القوائدا


تمليكَك الحرائرَ الولائدا


ولا يكنْ آملكَ المُكابدا


كلا ولا سائلُكَ المُجاهدا


وقد وطَّد اللهُ لكَ الوطائدا


فلا يَجِدكَ اللهُ إلا شائدا


بُنيان صدقٍ يحفظ القواعدا


ولا تُواغدْ حارضاً مُواغدا


يَبيتُ عن معروفه مُراودا


نفساً ترى في حلِّها المزاودا


خطباً ينُّصُ القُلصَ الجلاعدا


كأنَّما تركبُ وأداً وائدا


من والد أغرى بها الحواسدا


لو خلتُ حالي تبتغي المُساندا


عندك أعددتُ لكفٍّ ساعدا


لكنني لم أخفِ المناكدا


لديكَ بل أحسنت ظني سامدا


مُراغماً للشُّبُهات طاردا


يا آل نوبَختٍ أجيبوا ناشدا


وُدَّا لكم أصبح عنه شاردا


ألم أكن عوناً لكم مُرافدا


وخادماً ناهيكمُ وحافدا


وكنتَ لي يابن عليٍّ ماهدا


مُغايباً للبِرِّ لي مُشاهدا


حابسَ ظِلٍّ لا يزال راكدا


مُجريَ ماءٍ لا يزال ماكدا


كن لي على الودّ كمهدي عاقدا


لا زلتُ للأسواء فيكَ فاقدا


فقد غدا حلمي لجهلي غامدا


وحصّن العهدَ بسورٍ آمِدا


يا ساعداً ألوي به السواعدا


قد كُنت عيناً تُسكتُ المناقدا


فلا تُبَهْرجْ فتسوءُ الناقدا


فازت يدٌ تُضحِي لها مُعاقدا


فوزَ يدٍ عانقت الخرائدا


في جنَّة ٍ يُضحي جَناها مائدا


بحيث لاتلقي هناك ذائدا


ولا ترى ضداً لها معاندا