يا ساكنين بأعلى قمة الجبل


أبوكم بالمعالي والصفات علي


إنَّا سعينا إليكم سعي مبتهلٍ


يمشي إلى عرفات النور بالمثل


وأنتُم سادتي أهل الصفا ولكم


نور الصفا من صفاء الفيض بالحلل


لكم مقام تعالى فوق ما بلغت


أرواحنا ولكم بالروح نور جلي


ترافقت في قديم الدهر أنفسنا


لمَّا اقتبسنا سناء النور بالأمل


فقد فتَّنا بكم مذ كنا نعهدكم


لأنَّ مظهركم قد فات كل ولي


صفاتكم نور للأرواح ظاهرة


وذاتكم في رحاب الكون لم تحلِ


سريتم في أعالي الكائنات على


متن البراق بلا كدٍّ ولا كلل


وطفتُم السبعة الأفلاك في حللٍ


بالنور مندمج الإشراق مكتمل


وكنتُم سبباً للخلق أجمعهم


يوم المعاد بأمر الواحد الأزل


تمرُّ نحوكم الأرواح حين سمت


إلى رياض كمثل البارق العجل


دقَّت لطائفكم إذ عزَّ مطلعها


وفيكم النفس ترقى نقطة الحمل


تدور في كائنات الفلك راجعة


فوق الطباق علت عن كل مقتتل


حتى تداركها من فيض رحمتكم


عناية برضاكم أسهل السبل


تمرُّ في روض أصحاب اليمين على


أكناف روض بها الأرواح في حلل


وترتقي فوق أعيان الوجود إلى


حياض نور بلا كيف ولا مثلِ


هذي المقامات لا يرقى مراتبها


إلاَّ العليم بروض العلم والعمل


قوم دعوا فاستجابوا للندا فبدا


لهم ضياء من الأنوار لم يزل


دلَّت عليهم قطوف الوصل دانيةً


ظلالها ونسيم الروض في شغل


هذا جزاء لهم يوم المعاد بما


قد عاهدوا اللّه بالتسليم والأمل


في طاعة الحاضر الموجود فاقترحوا


فسائح الحجب فيها عالم الأزلِ


هذا هو النبأ المستور في حللٍ


ومنبع النور في الإشراق والحلل


عليه من لمحات الفيض نازلة


أسرار نور على كل الوجود علي