logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
مختارات أدبية

وفاة العلامة النوري الصفاقسي العام الهجري 1118 العام الميلادي 1706

"
هو العلَّامة المقرئ الفقيه المالكي الأشعري الصوفي: أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي، محيي السُّنن وعَلمُ القراءات بالقطر التونسي، وهو صاحب كتاب غيث النفع في القراءات السبع ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثِّ العلم والإرشاد وإحياء السنَّة، حتى صار فريد العصر ورحلة الدهر، وانتفع به أمم من المقيمين والواردين إلى أن مات بها. كان يأكل من كسبه فيتَّجِر ويشتغل بالقماش يتعيش منه طلبًا للحلال وتوكُّلًا على الله، ولا يأخذ عن تعليمه شيئًا؛ طلبا لمرضاة ربه. كان الشيخ النوري يفتي بتحريم الدخان مشيًا على قول الشيخ اللقاني وغيره بذلك، وكان جميع أتباعه على رأيه حتى صار عنده كالمتحقِّق على تحريمه، ومنع من إظهار شربه، وكل من ظهر عليه وبَّخه على فعله وأغلظ عليه، وقد حكم السلطان العثماني محمد الرابع كذلك بحرمته. قال الشيخ أبو العباس أحمد بن ناصر: النوري الصفاقسي من عباد الله الصالحين أهل العلم والعمل، أحيا الله به العلم والسنَّة في هذا القطر وكان يدعو إلى جهاد قراصنة مالطة- فرسان القديس يوحنا- فعندما صار الناس يشكون بصفاقس من عدوانهم على سواحلهم، ينهبون السفن الراسية ويخطفون الغافلين الآمنين من البحارة، ومن يقدرون على الوصول إليه من الناس، دعا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وتشاور مع أهل الفضلِ من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض، فوافقه أكثرُ الناس على ذلك، وقام بجمع المال لإنشاء السفن، وأنفق هو من ماله الشيء الكثير، وأصدر فتوى بوجوب الجهاد لرد هذا العدوان، واعتبره واجبًا عينيًّا على كل مكلَّف. وقام بتنظيم شؤون المجاهدين بنفسه, وجعل لهم مقدَّمًا يأتمرون بأمره ويصلِّي بهم إمامًا, وهو تلميذه الشيخ الصالح أبو عبد الله قوبعة، فانقطع اعتداء الكفار وغنم المجاهدون منهم خيرًا كثيرًا، ويعتبر النوري هو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس ومِن عَقِبه الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري. "