هو بِشرُ بنُ غياث بن أبي كريمة المِرِّيسي، شيخُ المعتزلة، وأحدُ من أضَلَّ المأمونَ، وقد كان هذا الرجلُ ينظُرُ أوَّلًا في شيءٍ مِن الفِقهِ، وأخذ عن أبي يوسُفَ القاضي، وروى الحديثَ عنه وعن حمَّاد بن سَلَمة، وسُفيانَ بنِ عُيَينة وغيرِهم، ثم غلب عليه عِلمُ الكلامِ, وقد نهاه الشافعيُّ عن تعلُّمِه وتعاطيه، فلم يقبل منه، وقال الشافعي: لَئِنْ يلقى اللهَ العبدُ بكُلِّ ذنبٍ- ما عدا الشِّركَ- أحَبُّ إليَّ مِن أن يلقاه بعِلمِ الكَلامِ, فانسلخ المِرِّيسي من الورَعِ والتقوى، وجَرَّدَ القولَ بخَلقِ القرآن، ودعا إليه حتى كان عينَ الجَهميَّة في عصرِه وعالِمَهم، فمَقَتَه أهلُ العِلمِ، وكَفَّرَه عِدَّةٌ، ولم يُدرِكْ جَهمَ بنَ صفوانَ، بل تلقَّفَ مقالاتِه من أتباعِه، وحُكيت عنه أقوالٌ شنيعة، وكان مُرجِئًا، وإليه تُنسَبُ المريسِيَّة من المُرجِئة، وكان يقول: إنَّ السجودَ للشَّمسِ والقمرِ ليس بكُفرٍ، وإنَّما هو علامةٌ للكُفرِ، وكان يناظِرُ الشافعيَّ، وكان لا يُحسِنُ النحوَ، وكان يلحَنُ لحنًا فاحِشًا، وكان أبو زرعةَ الرازيُّ يقول: بِشرُ بن غياثٍ: زِنديقٌ، ومُناظرةُ عبدالعزيز الكناني لبِشرِ المِريِّسي مشهورةٌ، وهي المعروفةُ بالحيدة، ويقال: إنَّ أباه كان يهوديًّا صبَّاغًا بالكوفةِ، وكان يسكُنُ دَربَ المِريِّسي ببغداد، وتوفِّي ببغداد.
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0