logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
الجغرافيا

الجغرافيا الطبيعية الجيومورفولوجيا

الجغرافيا الطبيعية:

1 – الجيومورفولوجيا:

إن الجغرافيا الطبيعية تعتبر -كما سبق القول- أساس علم الجغرافيا كلها، وهى إما أن تدرس لذاتها كما تدرس لتفسير الجغرافيا البشرية، والجغرافيا الطبيعية ذات صلة وثيقة بالجيولوجيا ذلك العلم الذى انفصل عنها فى نهاية القرن السابع عشر (1690) والجيولوجيا علم يدرس تاريخ الكرة الأرضية منذ انفصالها عن المجموعة الشمسية حتى الوقت الحاضر، ويفسر العمليات المعقدة التي مرت بها كل قارة وكل إقليم حتى الآن، ويعنى ذلك أن علم الجيولوجيا يضم عدد كبير من متغيرات الجغرافيا التي طرأت على سطح الكرة الأرضية – يابس وماء – عبر العصور والأزمنة المختلفة .

ومن خلال تعريف علم الجيولوجيا تتضح الصلة الوثيقة بينه وبين العلوم التي تدرس الأرض، ولكي يكون الجغرافي واسع المعرفة عن الأرض وسطحها يجب أن ينهل من علم الجيولوجيا ولكن بحساب ولا يفرط فى الدخول فى التفاصيل الجيولوجية، بل يأخذ منها ما يفسر له ظاهرات سطح الأرض من حيث شكلها وبنائها، لأن كثيرا من الدراسات الجيولوجية لا صلة لها بمجال دراسة الجغرافي، وللجيولوجيا هدف تاريخي ومجال دراستها هي الصخور التي تعتبر السجل والوثائق التي تحكى لنا تاريخ الأرض، ويضم بين جوانبه الجغرافيا القديمة والتي كان جزء منها، كما وأن الصخور بما بها من حفريات تعتبر سجل تاريخي يشرح كيفية تكوينها، ولذلك فإن الجغرافي يعتبر أفضل من يستطيعون استيعاب الجيولوجيا وليس أقلهم وذلك لأنه ليس بعيداً عنها، ويتعامل الجغرافي مع الطبقات العليا ولا يجب أن يتعمق فى الأساس.

الجيولوجيا علم مساعد للجغرافيا الطبيعية بصفة عامة والجيومورفولوجيا بصفة خاصة، والذي يتقابل معها فى أحد ميادين الدراسة والبحث المشترك ألا وهو دراسة الأشكال الأرضية Landforms التي اتخذها سطح الأرض، وهيئة الأرض (الأشكال الأرضية) فى أي منطقة على سطحها لا ترتبط فقط بأنواع الصخور الموجودة وما يوجد بها من بنية متمثلة فى الفوالق والشقوق وأية تراكيب أخرى، لكنها ترتبط أيضا بعوامل التعرية المختلفة سواء كانت هذه العوامل جوية أو نهرية أو هوائية وجليدية أو من أمواج البحر أو المياه الجوفية، إلى جانب التجوية والانهيارات الأرضية، ولا يعمل فى هذا المجال سوى الجيولوجيا والجيومورفولوجيا فى شكل ميدان مشترك بينهما.

وتتم عوامل التعرية عملها فى نحت سطح الأرض بعدة طرق منها أن المجارى المائية تنحت أوديتها بنفسها ، وتقوم الأمواج بأكل نتوءات الشواطئ، وتحفر الثلاجات الجليدية أودية عميقة تشبه حرف U، بينما تقوم الرياح بتذرية الرمال الناعمة وتترك الخشنة وتكون أشكال أرضية مثل الكثبان وغيرها، هذه الظاهرات ميدان مشترك بين الباحثين فى الجيولوجيا الطبيعيةPhysical geology والجغرافيا الطبيعية Physical geography أو بالأحرى فى الجيومورفولوجيا، وعند التقاء الباحثين من العلمين فى دراسة الأشكال الأرضية تكاد تلمس فرق بين الاثنين، لذلك ليس من الطبيعي أن نقرر ما إذا كان تفسير نشأة الأشكال الأرض يدخل فى ميدان عمل الجغرافي أو فى ميدان عمل الجيولوجي، بل من الأفضل أن نقول أنها تدخل فى مجال عملهما معا.

يرى بعض الجغرافيين أن التقاء الجيولوجيا والجغرافيا فى دراسة الأشكال الأرضية إلى أن هذه الأشكال الأرضية Landscapes الفقرة الأخيرة من قصة تطور الجيولوجيا، بينما هي القاعدة التي تقوم على أساسها الجغرافية، ولكن الشيء الذي مازال مسار جدل هو إلى أي مدى ينبغي للجغرافي أن يتتبع طريقة نشأة الأشكال الأرضية وتطورها حتى وصلت إلى وضعها الراهن، ثم لماذا لا يأخذ هذا الباحث الأشكال كما هي عليه الآن دون أن يتتبع نشأتها، على أن يقتصر عمل الجغرافي على وصف الظاهرات كما هي مع تحديد علاقتها بغيرها من الظاهرات الحالية، وليس من عمله أن يحاول إماطة اللثام عن سجل سطح الأرض باحثا عن أصل كل ظاهرة من الظواهر ثم يتبعها عصراً بعد عصر حتى يصل إلى الوقت الحاضر، ولكن يمكن الرد على ذلك بأن أفضل التصنيفات ومنها تصنيفات الأشكال الأرضية هي التي تقوم على أساس أصول الأشياء أي أن أفضل وسيلة لفهم ظاهرة من الظاهرات هو فهم كيفية نشأتها وطريقة تكوينها مع تتبع تطوراتها عبر العصور والأزمنة حتى الآن.

لا تقتصر هذه القاعدة علي الجيومورفولوجيا فحسب، بل هي القاعدة التي تقوم عليها الجغرافيا التاريخية أيضاً، إذا كانت مطالبة الجغرافي بأن يقبل الحقائق كما هي فإن ذلك ما هو إلا أن تطلب من الجغرافيا والجغرافيين أن يتصفوا بالسطحية والبلاهة، فالجغرافي يصف الظاهرة كما يراها فى الوقت الحاضر وعليه أن يفسر تطورها، مما يعنى أنه يجب أن يكون لكل دراسة أو بحث فى أشكال الأرض أو أي دراسة جغرافيا جانب تطوري ولو لمدة زمنية قصيرة، لأنه ليس من الواجب أخذ الحقائق بلا مناقشة فى أي علم من العلوم.

ولا يقتصر فضل الجيولوجيا فيما تقدمه من معلومات للجغرافيا فى دراسات البيئة الجيولوجية التي تهتم بتكوين سطح الأرض، والذي يضم بين طبقاته المياه الجوفية والبترول والفحم وغيرها من الثروة المعدنية، وما تمثله الثروات الباطنية من أهمية للإنسان لأنها ما هي إلا أشياء يستخدمها الإنسان وبدون استخدامه لها فلا  قيمة لها، وربما توجد هذه الثروات ولكن الإنسان لم يستطيع الوصول إليها، ويتوقف الاستغلال الزراعي على نوع التربة والتي ترتبط فى كل مكان بما تحتها من الصخور، لأنه لا يمكن فهم خصائص التربة إلا من خلال الخريطة الجيولوجية، وعليه فإن هذه الخريطة سوف يرتبط بها تفسير درجة كثافة السكان وقيام المدن، وبالتالي فإن على الجغرافي أن يستمد معلوماته فيما يتعلق بالثروة المعدنية والموارد المائية الجوفية ونوع التربة من الجيولوجيا الاقتصادية.

ويمكن تحديد العلاقة الخاصة بين الجيولوجيا والجغرافيا من خلال التعريف الذى ذكره الجغرافي الأمريكي " ديفير Davis " حيث يقول: " إن الجيولوجيا هي جغرافية الماضي وأن الجغرافيا هي الجيولوجيا الحاضرة " وينطبق هذا التعريف على الجغرافيا بشقيها الطبيعي والبشرى، فما الإنسان نفسه إلا عامل جيولوجي ذلك أنه يقوم بعملية تعديل أشكال سطح الأرض مثله مثل العوامل البيئة الطبيعية، ولو طبقنا هذا على أجزاء سطح الأرض المختلفة لوجدنا أنه بدون الجيولوجيا لا يستطيع الإنسان أن يفهم الجغرافيا الطبيعية للإقليم، بل بدون الجيولوجيا لا يستطيع الإنسان أن يفهم الجغرافيا البشرية، ويقسم علماء الجيولوجيا علمهم إلى نفس أقسام علم الجغرافيا وهي:

  1.  الجيولوجيا الطبيعية Physical geology .
  2.  الجيولوجيا الاقتصادية Economic geology .
  3.  الجيولوجيا التاريخية Historical geology .

وتتفق هذه الأقسام مع  فروع الجغرافيا اتفاقاً طبيعياً فى العلمين، مما يدل على اتفاق مناهج البحث فى العلمين فى كل منهما.

 

الأقسام الرئيسية

الرأي الأخر
0