logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
الجغرافيا

تعرية الرياح Wind Erosion

تعرية الرياح Wind Erosion

بالمقارنة بالمياة الجارية والجليد المتحرك فإن الرياح عامل تعرية تام نسبيا، فحتى في الصحراء فالتعرية تتشكل بفعل المياه الجارية المتقطعة وليس بفعل الرياح، ومع ذلك فإن تعرية الرياح أكثر تأثيراً في المناطق الجافة عنها في المناطق الرطبة لأن الرطوبة تجعل الحبيبات تتحد معاً و يتوافر الغطاء النباتي الذي يؤدى إلي تماسك التربة فلا تجد الرياح لها سبيل في تحريك المفتتات، ولكى تصبح التعرية الهوائية فعاله يجب أن تتوافر عدة عوامل منها الجفاف وندرة أو اختفاء الغطاء النباتي، وعند توافر هذه العوامل تستطيع الرياح القيام بنحت ونقل وإرساب كميات ضخمة من الرواسب الناعمة.

وتتم التعرية الهوائية أما بواسطة التذرية  Deflationوهي عملية نقل  وتحريك الرمال المفككة والغبار، والحت Abrasion والتي تستخدم حبيبات الرمل كأدوات لحت سطوح الصخور أو الحبيبات الأخرى.

أولاً: التذرية: Deflation

عملية تحريك ورفع وإزالة المواد المفككة التي جهزتها عوامل التجوية، وأحياناً من الصعب ملاحظة التذرية لأنه بواسطتها يتم تخفيض السطح بالكامل في نفس الوقت، ولكن التذرية هامة في تخفيض سطح الصحراء، وينتج عن التذرية بعض الأشكال الصحراوية ومنها:

1- حفر التذرية : Blowouts

منخفضات ضحلة Shallow Depressions   تنتج عن التذرية في بعض الأماكن، ويتضح ذلك من الشكل رقم (35)، ويمكن ملاحظة آلاف من هذه المنخفضات الضحلة في منطقة السهول العظمي التي تمتد من تكساس شمالاً حتي مونتانا، وتتراوح هذه المنخفضات بين حفر صغيرة Dimples أقل من متر واحد إلي 3 أمتار في الاتساع إلي منخفضات واسعة تقترب من 50 متر في العمق وعدة كيلو مترات في الاتساع، والعامل الذى يتحكم في أعماق هذه الأحواض هي المياه الجوفية المحلية، والتي تمثل مستوى القاعدة النهائي الذي يتوقف عنده الحفر بالرياح، وعندما تنخفض حفر التذرية إلي مستوى الماء الجوفي، فإن رطوبة الأرض والغطاء النباتي يمنعان التذرية.

 2- الرصيف الصحراوي:Desert Pavement

توجد في أجزاء كثيرة من سطح الصحارى طبقة من الزلط و الحصى الكبير لدرجة أنه لا تستطيع الرياح تحريكها، وتسمي هذه القشرة الصخرية بالرصيف الصحراوي، و ينتج هذا الرصيف عن تذرية الرياح للسطح حيث يتم إزالة الرمال والغرين ولا يتبقى سوى الحصى الكبير الذي يغطي السطح، ولكن لكي يصل السطح إلي هذا فإنه الرصيف يتطلب مئات السنين، وبعد ذلك يحمي حصى الرصيف السطح من التذرية، وإذا ما تعرض الرصيف الرقيق لحوافر الحيوانات وعجلات السيارات تنكشف الحبيبات الدقيقة مرة ثانية لفعل التذرية.

ثانياً: البرى: Abrasion   

تستطع الرياح أن تنحت بالبرى مثلما ينحت الجليد والمياه الجارية، ويتم البرى عندما تحمل الرياح ذرات الرمال التي تنحت السطح الخارجي للصخور الصلبة أو شظايا الصخر المكشوفة علي السطح بطريقة السنفرة، ومن العوامل الأساسية التي تتحكم في البرى الطاقة الكامنة الفاعلة للحبيبات المتصادمة وقوة تماسك الصخر المعرض للتصادم، وإن صلابة المعادن النسبية في الصخر ليست مؤشراً جيداً على قابليته للبرى، لأن المواد الصلبة يمكن أن تبرى (تنحت) بالغبار وليس بالرمال فقط، ومع ذلك يبدو البرى (الحت) أكثر فاعلية حيث تكون الصخور ضعيفة نسبياً وخالية من الغطاء النباتي فتدمرها الرياح ذات السرعة العالية التي تحمل كميات من الحبيبات الصلبة الوفيرة.

وقد أوضح شارب (1980) أن معدل البرى يزداد بدرجة واضحة عندما تتوفر حمولة كبيرة للرياح، وأن زيادة تدفق الريح بما تحمله من مواد لا تزيد معدل البرى لأن الحبيبات المنحوتة من الصخر تمنع البرى، أي أن البرى الأقصى يحدث مع السرعة العالية للرياح وتركز المفتتات بها، ويحدث في حوالي 2سم علي سطح الأرض، وينتج عن البرى بعض الظاهرات في سطح الصحراء منها:

1-ثقوب الرياح علي الكتل الصخريةVentifacts :

من الظاهرات التي تنتمي إلي هذا النوع؛ النتوءات بين الحزوز Facets  ، والسطوح المصقولة Polished Surfaces ، والحفر Pits والأخاديد  Flutesوالثلمات Grooves  .

2– الياردنج : Yardang

من الظاهرات الكبيرة الحجم الناتجة عن البرى (الحت) الياردنج التى ربما تنشأ فى طبقات الصخر كاملة، والياردنج عبارة عن قمة تل أو جبل والتى تأخذ شكل مستطيل وموازية لاتجاه الرياح السائدة وارتفاعها أقل من 10 أمتار، ولكن فى بعض الحالات يصل ارتفاعها إلى حوالى 100 متر وتمتد طولياً إلى كيلو مترات، وتوجد هذه الظاهرة فى صحارى كل القارات باستثناء صحراء استراليا، وتنتشر فى المناطق التي تغلف فيها الصخور الصلبة الصخور اللينة أسفلها، وتحدث فى مجموعات تنفصل قممها عن بعضها بأحواض مستديرة القيعان نحتتها الرياح، ويؤكد بلاك ولدر أن النحت الهوائى هو المسؤول عن نحت الأحواض ما بين الياردنج أكثر من قمم الياردنج نفسها، وذلك لأن معظم النحت يحدث فى أخفض المستويات بينما تقل جداً فاعلية النحت الهوائى عند قمة الياردنج، ويرتبط الشكل ياردنج المثالى بعدة عوامل بليثولوجية الصخر، وتركيبه وطبوغرافية المنطقة وأدوات الحت ، وظاهرات المجارى المائية .

3- الصخور الإرتكازية: Rock Pedestals

ومنها الموائد الصخرية التى تبرى فيها الرياح كتل صخرية من أسفل، ويظهر جزؤها العلوى فى شكل كتلة كبيرة معلقة على عمود صخرى يتعرض باستمرار لحت الرياح، وتوجد الظاهرة فى معظم الأحوال عند تعاقب صخور صلبة مع صخور لينة؛ حيث تتعرض فيها الصخور اللينة للبرى بمعدل أسرع من الصخور الصلبة، ويوضح الشكل رقم (36) هذه الظاهرة وفيها تظهر الصخور الصلبة معلقة على الصخور اللينة. ونجد أن الجزء القريب من سطح الأرض أكثر سمكاً مما يعلوه نتيجة ضعف الرياح بالقرب من سطح الأرض لوجود العوائق واصطدام الحبيبات التى تحملها الرياح بسطح الأرض .

4– الزيوجين : Zeugens

تنتج عن برى الرياح للصخور فى المناطق المدارية الجافة، والتى تظهر فيها طبقات صخرية صلبة ترتكز فوق صخور لينة، وتظهر فى شكل حافات صلبة منفصلة عن بعضها البعض بواسطة قنوات غائرة Furrows وقممها مستوية السطح، ويساعد على تكوين هذه الظاهرة وجود فواصل شقوق صخرية؛ حيث تتخللها الرياح وتنحت فى الصخور اللينة، وقد يصل ارتفاع هذه الظاهرة إلى 30 متراً.

النقل بواسطة الرياح: Wind Transportation

إن حركة الهواء مثل حركة الماء مضطربة وتستطيع أن تلتقط المفتتات وتنقلها إلى مواقع أخرى، وتزيد سرعة الرياح كما فى المجارى المائية بالارتفاع عن السطح، وتنقل الرياح الجزيئات الناعمة كحمولة عالقة والأثقل كحمولة قاع، وعلى أية حال يختلف نقل الرياح للرواسب عن مثيلتها فى المياه الجارية لسببين:  1– كثافة الرياح المنخفضة مقارنة بكثافة الماء تجعلها أقل قدرة على إلتقاط وحمل مواد الخشنة.

2– لأن الرياح غير محددة فى قنوات، فإن الرواسب التى تحملها الرياح تنتشر فوق مساحة واسعة وأيضاً مرتفعة فى الغلاف الجوى.

طرق النقل بواسطة الرياح:

1- حمولة القاع : Bed load

تتكون من حبيبات الرمل المنقولة بالقفز Skipping والوثب Bouncing على طول السطح، وتسمى هذه العملية القفز Saltation، تبدأ حركة حبيبات الرمل عندما تصبح سرعة الرياح كافية للتغلب على القصور الذاتى للحبيبات  المستقرة، وفى البداية تتدحرج الرمال على طول السطح، وعندما تتحرك حبيبات الرمل تضرب حبيبات فقفز كلها او بعضها إلى الهواء، وعندما تصعد هذه الحبيبات فى الهواء تدفعها الرياح حتى تستطيع الجاذبية أن تتغلب وتجذبها مرة ثانية إلى سطح الأرض، وعندما تضرب حبيبات الرمل السطح فإنها تثب مرة ثانية إلى الهواء، أو تطرد حبيبات أخرى فتقفز هى الأخرى إلى أعلى. لا تبتعد حبيبات الرمل الواثبة بعيداً عن سطح الأرض، وحتى لو كانت الرياح قوية جداً، فارتفاع الرمال القافزة نادراً ما تزيد عن متر واحد و في الغالب معظمها لا يزيد ارتفاعه عن نصف متر.

2– الحمولة العالقة: Suspended load

على عكس الرمال تستطيع حبيبات الغبار الناعمة أن ترتفع إلى الغلاف الجوى بواسطة الرياح، وذلك لأن الغبار مركب غالباً من مفتتات مسطحة ذات مساحة سطح واسعة مقارنة بأوزانها، فإنه من السهل نسبياً للهواء العنيف أن يمنع تأثير الجاذبية على ثقل هذه المفتتات ويحفظ هذه المفتتات الناعمة منقولة جواً لساعات أو حتى لأيام، ومع أن كل من الطمى والصلصال يمكن أن تحمل عالقة، فإن الطمى (الغرين) يمثل غالبية الحمولة العالقة بسبب نقص مستوى التجوية الكيميائية فى الصحارى الذى لا يوفر إلا نسبة بسيطة من الصلصال.

وتحمل الرياح الحبيبات الناعمة، ولكن ليس من السهل إلتقاطها ورفعها فى الهواء، وإن السبب يرجع إلى أن سرعة الرياح صفر خلال طبقة رقيقة جداً بالقرب من سطح الأرض، لذلك لا تستطيع الرياح رفع الرواسب بنفسها، ومع أن الحمولة العالقة ترسب عادة بالقرب من مصدرها، فإن الرياح القوية يمكن أن تحمل كميات ضخمة من الغبار لمسافات كبيرة، وهذا ما نشاهده فى مصر فى فترات الخماسين عندما تحمل هذه الرياح ذرات الرمال الناعمة من الصحراء الغربية لتغطى الدلتا.

الإرساب بفعل الرياح : Wind Deposits

دور الرياح فى تكوين أشكال أرضية ناتجة عن النحت غير هام نسبياً، فإنها تُكون أشكال أرضية هامة ناتجة عن الإرساب فى بعض المناطق، وأن تراكمات الرواسب الهوائية هامة فى الأراضى الجافة وعلى طول السواحل الرملية، وتنقسم الإرسابات الهوائية إلى نوعين واضحين هما:

1– كومات وحواف الرمل الناتجة عن حمولة القاع الهوائية والتى تعرف بالكثبان.

2– فرشات الغرين المعروفة باسم اللوس، والتى تُحمل كحمولة عالقة.

أولاً: اإرسابات الرملية: Sand Deposits

كما يحدث فى المياه الجارية تسقط الرياح حمولتها من الرواسب عندما تقل السرعة والطاقة اللازمة للنقل، كذلك تبدأ الرمال فى التراكم عندما يوجد عائق فى مسار الرياح يُبطء حركتها فتتجمع الرمال فى شكل كومات وحافات تعرف بالكثبان، فعندما يُلاقى الهواء المتحرك (الريح) عائق مثل النباتات أو صخرة فإن الرياح تمر حوله وفوقه، فتترك خلفه منطقة الظل  والتي تقل فيها سرعة الريح وتشابه منطقة إبطاء السرعة أمام العائق، فيؤدى ذلك إلى هبوط بعض ذرات الرمل القافزة فى مناطق الظل سواء أمام أو خلف العائق، ومع استمرار تراكم الرمل يصبح العائق أكثر ضخامة أمام الرياح وبالتالى يتصيد رمال أكثر.

وإذا وجدت إمدادات رملية كافية ورياح تهب بثبات لمدة طويلة وكافية ساعد ذلك علي نمو كومة رمال تُكون كثيب، إن قطاعات كثيرة من الكثبان غير متناسقة؛ حيث أن منحدرات منصرف ريح أشد انحداراً، بينما الانحدار فى اتجاه مقدم الريح انحدار تدريجى، وتتحرك الرمال فوق السفح قليل الانحدار فى اتجاه مقدم الريح  بطريقة القفز، وتقل خلف قمة الكثيب سرعة الريح مما يؤدي إلي سقوط الحبيبات ومن ثم تتراكم الرمال، وعندما تتجمع رمال أكثر يصبح السفح شديد الانحدار، وفى النهاية تنزلق الرمال إلى أسفل بفعل الجاذبية، ويسمى سفح منصرف الريح للكثبان باسم وجه الكثيب Slip Face، ويحتفظ بزاوية انحدار مقدارها حوالى 34 5مئوية، تمثل زاوية الاستقرار للرمال الجافة المفككة، وهى الزاوية التى تثبت عندها المواد المفككة.

مع استمرار تراكم الرمال والتى ترتبط بالانزلاقات المتكررة أسفل وجه الكثيب يؤدي ذلك إلي هجرة بطيئة للكثبان فى اتجاه منصرف الريح، وفى بعض المناطق تكون الرمال المتحركة مزعجة، ففى بعض أجزاء الشرق الأوسط يجب أن تحمى أجهزة استخراج البترول القيمة من هجوم الكثبان الرملية، وفى بعض الحالات تبنى سياجات أعلى الكثبان لإيقاف هجرتها، وكلما ارتفعت الرمال يتم زيادة ارتفاع هذه السياجات. ففى الكويت تمتد سياجات الحماية لمسافة تزيد عن 10 كيلو متر حول أحد حقول البترول الهامة.

أنواع الكثبان الرملية :

الكثبان ليست كومات عشوائية من رواسب رملية مذراة بالريح، بل توجد درجات اختلاف بين مختلف الأشكال وأيضاً توجد كثبان غير منتظمة الأشكال لا تتوافق مع أى فئة من الكثبان بسهولة، وتوجد عدة عوامل تؤثر فى شكل وحجم الكثبان والتى تشتمل على اتجاه الريح وسرعتها، والمتاح من الرمال وكمية الغطاء النباتى، ويوضح الشكل رقم (37) ستة أنواع أساسية من الكثبان والأسهم التى تشير إلى اتجاه الريح.

1– كثبان البرخان: Barchan Dunes

كثبان رملية منفردة تشبه الهلال و تشير أطرافها إلى اتجاه الريح كما يتضح من الشكل رقم (37 أ)، ويتكون هذا النوع من الكثبان عندما تكون إمدادات الرمال محدودة، والسطح مستوى صلب ومع وجود نقص في الغطاء النباتى، ويقدر أن البرخانات تهاجر ببطء مع اتجاه الريح بمعدل 15م /عام، وعادة تكون أحجامها معتدلة، بينما يصل ارتفاع أحد البرخانات إلى حوالى 30 متراً، علي أن يكون الفاصل الأقصى بين قرنى البرخان يصل إلى 300 متر عندما يكون اتجاه الريح ثابت، وفي هذه الحالة يظل الشكل الهلالى للكثبان منتظم، وعندما لا يثبت إتجاه الريح فإن أحد قرنى البرخان يطول عن الآخر وعليه يصبح الكثيب غير منتظم.

2– الكثبان المستعرضة: Transverse Dunes

وينشأ مثل هذا النوع من الكثبان فى مناطق تكون فيها الرياح السائدة ثابتة، والرمال متوفرة والغطاء النباتى متفرق أو غير موجود، ويتكون الكثبان من سلسلة من الحواف الطويلة التى تفصل بينها أحواض وتواجه الرياح السائدة بزوايا قائمة، ومن أجل ذلك سميت بالكثبان المستعرض كما يتضح من الشكل رقم (37 ب)، وتنتمى معظم الكثبان الساحلية إلى هذا النوع، كما أن هذا النوع يشيع فى معظم المناطق الجافة حيث يكون السطح واسع والرمل متموج ويسمى بحـر الرمالSand- Sea ويصل ارتفاع هذه الكثبان المستعرضة فى بعض أجزاء الصحراء الكبرى والصحارى العربية حوالى 200 متر وعرضها من 1 ـ 3 كيلو متر، ويمكن أن تمتد لمسافة 100 كيلو متر أو أكثر.

 

3– كثبان البرخانويد: Barchanoid Dunes

نوع من الكثبان وسط بين البرخانات المنعزلة والكثبان المستعرضة، وتشكل صفوف ذات حافات مستديرة من الرمل تواجه الرياح بزوايا قائمة، وتمثل الصفوف سلسلة من البرخانات التى تقع جانباً إلى جنب.

4– الكثبان المستطيلة: Longitudinal Dunes

الكثبان المستطيلة حافات رملية طويلة تتكون متوازية للرياح السائدة، وتسود فى الأماكن التى تكون فيها الرمال ذات كميات محدودة، كما يتضح من الشكل رقم (37 د)، ويمكن أن يتغير اتجاه الرياح السائدة ولكن تظل فى نفس اتجاه ربع الدائرة، أى أنها لو كانت رياح شمالية يمكن أن تكون شمالية غربية أو شمالية الشمال الغربى أو غربية الشمال الغربى وهكذا، ومع أن الصغير من هذه الكثبان لا يزيد ارتفاعه عن 3 أو 4 متر وطوله عشرات المترات، فإن الكبير منها ذا أحجام كبيرة سواء فى الارتفاعات أو الأطوال، فمثلاً فى أجزاء من شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية وفى وسط إستراليا، ويقترب ارتفاع هذه الكثبان من 100 متر، وتمتد طولياً أكثر من 100 كيلو متر.

5– الكثبان المعكوسة : Parabolic Dunes

تتكون الكثبان المعكوسة عندما يغطى الغطاء النباتى الرمال جزئياً، وهذا عكس باقى الكثبان التى تخلو من النباتات، وتشبه هذه الكثبان فى إشكالها البرخانات، ولكن الخلاف بينها أن قرون البرخانات فى اتجاه منصرف الريح، بينما قرون هذه الكثبان فى اتجاه مقدم الريح، كما يتضح من الشكل رقم (37 هـ)، وغالباً ما تتكون هذه الكثبان على طول السواحل حيث الرياح قوية والرمال متوفرة، وإذا فقد الغطاء النباتى فى بعض الأماكن، فإن التذرية تحول هذه المنطقة إلى حفر تذرية، والرمال التى تتخلف عن هذه الحفر ترسب كحافات مقوسة، والتى يزداد ارتفاعها مع توسعة الحفر.

6– الكثبان النجمية: Star Dunes

تعتبر الكثبان النجمية تلال رملية منعزلة والتى تظهر بشكل مركب، كما يتضح من الشكل رقم (37 و) وقد اشتقت اسمها من أن شكلها يشبه النجوم، وعادة تظهر بثلاثة أو أربع حواف ذات قمم حادة من نقطة المركز العالية، والتى تقترب فى بعض الحالات من ارتفاع 90 متراً، بينما تمتد لعدة كيلو مترات وتتراكم هذه الكثبان بفعل رياح مؤثرة تهب من اتجاهات متعددة ومختلفة، وفى مواسم متعددة مما يؤدى إلى اظهار أذرعها المتنوعة المتشععة، وترتفع هذه الكثبان أكثر مما تهاجر إلى الإمام، وتنتشر فى أجزاء من الصحراء الكبرى والصحارى العربية.

ومن التكوينات الرملية الأخرى غير الكثبان تلك التكوينات التى تتفرش على سطح الأرض وتتمثل فيما يلى:

1– فراشات الرمل الثابتة المتموجة:

توجد مساحة واسعة من المناطق شبه الجافة (الإستبس والبرارى) مغطاة بإرسابات رملية وخاصة فى العروض الوسطى داخل القارات الواسعة مثل آسيا وأمريكا الجنوبية، ويوجد بها غطاء حشائش متفرق وأمطار متوسطة أو ثلوج الشتاء، تتطور أحواض التذرية الضحلة فى تلك الأجزاء نتيجة للجفاف أو الحرائق، والرياح غير مؤثرة بدرجة كافية حتي ينشأ عنها كثبان يكون فيها وجه الكثيب نشيط، ولكن اتحاد التذرية والارساب يؤدى إلى أن تظهر هيئة الأرض عبارة عن تلال مموجة، وأثناء السنوات أو الفصول الرطبة تتكون برك Ponds فى الفجوات التى توجد بين التلال.

تمنع النفاذية العالية وقلة التساقط ظهور المجارى المائية، وحتى إذا كانت المياه الجوفية قريبة من السطح، وأفضل مثال لها مناطق تلال الرمل فى نبراسكا ومساحات واسعة فى إستبس روسيا، وفى بمباس الأرجنتين وفى إيران، ولأنها أرض بين المناخات الجافة والمناخات الرطبة، فإنه ينشأ بها كثير من الأشكال الأرضية المعمرة، التي قد تكون نشأت فى حالات أكثر رطوبة أو أكثر جفاف من الوقت الحالي.

2– بحار الرمال أو العروق: Sand Seas or Ergs

تختلف عن النوع السابق أنها تنشأ فى المناطق الجافة، والتى تغطى مساحات واسعة تمثل حوالى 20 ٪ إلى 45 ٪ من الصحارى الجافة، ولا توجد هذه البحار الرملية أو العروق فى أمريكا الشمالية أو أمريكا الجنوبية، والتى تتكون سطوح صحاريها من سلسلة الكومات المنخفضة أو الكثبان النجمية الضخمة. وترتبط هيئات الأرض الرملية الضخمة لهذه البحار بالعامل اللثيولوجى، وإن الرمال السميكة والمستمرة والكافية على هذا السطح تجعله يضم عدد من الأشكال الأرضية الهوائية فى شكل سلسلة متكاملة ومنها النيم Ripples والكثبان Dunes والنيم الضخمة Draasوربما توجد المناطق الصخرية العارية  والعروق.

 يعتبر العرق Reg مساحة من الرواسب الرملية المحمولة بالرياح والتى تغطى على الأقل مالا يقل عن 20 ٪ من مساحة الأرض، وتحتوى نيم ضخمة Draas، ويتراوح حجم أصغر العروق بين كيلو متر واحد إلى 40 كيلو متر مربع، كما يوجد على الأقل 30 عرق تزيد مساحتها عن 120.000 كيلو متر مربع، وتعتبر تلك العروق الموجودة فى كل من إفريقيا وشبه الجزيرة العربية والمذراة بفعل الريح من الصخور الرسوبية الرملية، والتى ربما تكون قد ترسبت فى خلجان بحرية أو بحيرات مياه عذبة فى الزمن الثالث والزمن الحديث، وتدل بعض بحار الرمال على نشاطات الزمن الرابع العارضة مثل التغيرات المناخية  وذبذبات مستوى البحر والاضطرابات التكتونية.

ثانياً: الإرسابات الناعمة (اللوس والغرين): Loess and Silt

تغطى طبوغرافية السطح رواسب الغرين المذرى بالرياح والتى تسمى اللوس Loess بعض أجزاء العالم ، وقد قامت عواصف الغبار بترسيب هذه المواد فى مدة زمنية تزيد على آلاف السنين، وعند الوصول بالحفر النهرى أو بشق الطرق والقنوات إلي رواسب اللوس، فإنها تظل متماسكة فى شكل حوائط رأسية (جروف Cliffs) ، ولا يمكن أن يشاهد بها أى نوع من الطبقات.

ومن خلال توزيع رواسب اللوس على أنحاء العالم وجد أن لها مصدرين، الرواسب الصحراوية والإرسابات الجليدية، ويوجد أقصى سمك لرواسب اللوس وأوسعها فى العالم كله فى شمال وغرب الصين، ويعـتقد أن هذه الرواسب قد ذرتها الرياح من مساحات واسعة من الصحارى الحوضية فى وسط آسيا، ويبلغ متوسط سمك هذه الرواسب حوالى 30 متراً وأقصى سمك لها يزيد عن 100 متر. كما توجد مساحة كبيرة من رواسب اللوس فى الولايات المتحدة، وتعتبر التربة المشتقة من هذه الرواسب من أخصب المناطق الزراعية فى العالم، هذا إلى جانب تلك التكوينات التى توجد فى جنوب السهل الأوربى الأعظم فى أوربا، وإذا كانت إرسابات اللوس الصينى قد اشتقت من مناطق صحراوية، إلا أن رواسب اللوس فى كل من أوربا وأمريكا الشمالية قد اشتقت من رواسب الجليدية.

الأقسام الرئيسية

الرأي الأخر
0