أقدم لكم ما وجدته عن الرواية في موسوعة ويكيبيديا باللغة الإنجليزية, كون نسختيها العربية و السويدية شديدتي الإختصار ولا ويعول عليهما, على أنني تجنبت إدراج شرح الرواية بأجزائها الأربعة, لتجنب الإطالة من ناحية, و لترك القاريء يتمتع بها من الناحية الأخرى.
حرب و سلم War and Peace (بالروسية: Война и мир , تقرأ Voyna i mir ) هي رواية لليو تولستوي Leo Tolstoy , نشرت أول مرة من سنة 1865 إلى سنة 1869 في مجلة المراسل الروسي (بالروسية:Русский Вестник , تقرأ Russkiy Vestnik ), وهي تروي قصة المجتمع الروسي في عهد نابليون. وتوصف عادة بأنها واحدة من تحفتي تولستوي الكبيرتين (والأخرى هي أنا كارينينا Anna Karenina) , وكذلك واحدة من أعظم الروايات العالمية.
“الحرب والسلم” قدمت نوعا جديدا من القصص الخيالي, ذا عدد كبير من الشخوص وقعوا في حبكة روائية, غطت مواضيع عظيمة أشير إليها في عنوان الرواية, مجموعة بعدد مماثل في الكبر من المواضيع, عن الشباب, الزواج, السن و الموت. ورغم أنها غالبا ما يطلق عليها “رواية” اليوم, فإنها كسرت العديد من تقاليد الشكل في الكتابة, مما جعلها لا تعتبر رواية في وقتها.
و بالفعل, فإن تولستوي نفسه إعتبر “أنا كارينينا” 1878 هي محاولته الروائية الأولى بالمعنى الأوروبي.
النسخة الأصلية للرواية
أكملت المسودة الأولى للحرب والسلم في 1863 . وفي الوقت الذي أكملت فيه النسخة المطبوعة, كان ما يقارب الثلث من مجمل العمل قد تم نشره في المجلة الأدبية تحت العنوان “1805″. لم يكن تولستوي مسرورا بالخاتمة, وأعاد كتابة الرواية بمجملها بين سنتي 1866 و 1869 . هذه النسخة نشرت فيما بعد كرواية كاملة تحت عنوان “الحرب والسلم”.
لكن تولستوي مع ذلك لم يتلف المخطوط الأصلي, والذي تم تحريره في روسيا سنة 1983 , ومنذها تمت ترجمته بشكل منفصل عن النسخة “المعروفة”, إلى اللغات الإنجليزية, الألمانية, الفرنسية, الإسبانية, الهولندية, السويدية, الفنلندية و الكورية. والنسخة الأولى مختلفة عن النسخة الأخيرة في العديد من الإعتبارات, وخاصة بنهايتها السعيدة الملفتة للنظر.
قد يعترض أحد, بأن تولستوي نفسه لم ينو أبدا نشر النسخة الأصلية, ولكن من الجانب الآخر , فإنه كشف لاحقا بأنه كان مصابا بخيبة الأمل من النسخة “المعروفة” من “الحرب والسلم” كذلك, واصفا إياها ب “الكريهة”.
لغة الرواية
رغم أن تولستوي كتب معظم الكتاب, و بضمنه كل السرد باللغة الروسية, فإن جيوبا هامة من الحوار في كل الكتاب (وبضمنها فقرته الإفتتاحية) مكتوبة باللغة الفرنسية, و المتحدثون غالبا ما ينتقلون بين اللغتين في منتصف الجملة. وهذا عكس للواقع ليس إلا , فالأرسطوقراطية الروسية في القرن التاسع عشر كانت كلها تعرف الفرنسية وتتحدث بها غالبا فيما بينها, مفضلة لهاعلى الروسية. و تولستوي بالفعل يشير إلى أرسطوقراطي روسي بالغ, عليه أن يأخذ دروسا في الروسية ليتقن اللغة الوطنية. وبشكل أقل واقعية, فإن الفرنسيين الموصوفين في الرواية, وبضمنهم نابليون نفسه, يتحدثون بالفرنسية أحيانا, وبالروسية أحيانا أخرى.
لقد تمت الإشارة إلى أنه كانت إستراتيجية متعمدة من تولستوي لإستعمال الفرنسية لتوصيف المكر والنفاق, لغة التمثيل و الخداع, في حين أن الروسية تبرز كلغة الصدق و الأمانة و الجدية. وعندما يتقدم الكتاب فإن إستعمال اللغة الفرنسية يتقلص. عندما يطلب بيير يد هيلين للزواج يستعمل الفرنسية – Je vous aime – لذا فعندما يظهر الزواج كخدعة, فإنه يلقي اللوم على تلك الكلمات. إن الإقصاء المتصاعد للغة الفرنسية من النص هو وسيلة لإظهار كون روسيا قد حررت نفسها من الهيمنة الأدبية الأجنبية.
سياق الرواية
تروي الرواية قصة خمس أسر أرسطوقراطية – آل بزوخوف, آل بولكونسكي, آل روستوف, آل كوراجين و آل دروبيتسكوي – وورطات حيواتهم الشخصية مع التاريخ بين 1805 – 1813 , وبشكل رئيسي غزو نابليون لروسيا سنة 1812 . ومع إستمرار الأحداث, فإن تولستوي وبشكل منتظم, يحرم شخوصه أية حرية إختيار ذات قيمة, و دور التاريخ المندفع إلى أمام يحدد السعادة و المأساة على السواء.
ينقسم النص الروسي القياسي إلى أربعة كتب (15 جزءا) و خاتمتين – إحداهما سردية بشكل رئيسي, و الأخرى مختصة بموضوع بشكل كلي. وفي حين إن نصف الرواية الأول تقريبا مهتم بشكل كامل بالشخصيات الخيالية, فإن الأجزاء اللاحقة, كحال إحدى الخاتمتين, تألف بشكل متزايد من مقالات عن طبيعة الحرب, السلطة السياسية, التاريخ و كتابة التاريخ. لقد نثر تولستوي هذه المقالات في القصة, بطريقة تتحدى تقاليد الكتابة الخيالية. وبعض الإصدارات المختصرة للرواية أزالت هذه المقالات كليا, في حين قامت أخرى, ومنها البعض مما نشر حتى عندما كان تولستوي على قيد الحياة, قامت ببساطة بنقل هذه المقالات إلى ملحق بالكتاب appendix.
ملخص الحبكة الروائية
الحرب والسلم تصور عددا ضخما من الشخصيات, بعضها تاريخية وبعضها الآخر خيالي, روسيين وغير روسيين. وهدف الرواية واسع بشدة, لكن القص يركز بشكل رئيسي على خمس أو ست شخصيات, والذين توفر إختلافات شخصياتهم و تجاربهم في قوة دافعة للقصة, مع التفاعلات المتبادلة التي سبقت وعاصرت وأعقبت الحرب النابليونية.
الشخصيات الرئيسية
العديد من شخصيات الحرب والسلم إستندت إلى أناس حقيقيين معروفين لتولستوي نفسه. نيكولاي روستوف و ماريا بولكونسكايا إستندا إلى ذكريات تولستوي عن أبيه و أمه, في حين أن ناتاشا صنعت وفقا لزوجة تولستوي و زوجة أخيه, بيير و الأمير أندريه يحملان شبها كبيرا بتولستوي نفسه , والعديد من المعلقين عاملوهما ك(أنا ثانية) للمؤلف ( يعتبر ذلك تجديدا أن يختلق الكاتب إثنتين من ال(أنا ثانية) من نفسه, وهما لتولستوي أخاذتان و متكاملتان).
بعض الشخصيات تاريخية, والعديد من فصول الرواية مكرسة بالتحديد لمناقشة تفسير تولستوي للدور العسكري و التاريخي للجنرالين, نابليون و كوتوزوف.
العديد من الشخصيات الأقل شأنا في الحرب والسلم إما تظهر في فصل واحد أو تذكر أحيانا بشكل عابر. وقلة من هولاء من مثل أفلاطون كاراتايف Platon Karataev, ليسوا فعلا أقل شأنا فيما يخص تطور الشخصيات: كاراتايف يلعب دورا حاسما في نضوج بيير بيزوخوف بعدما يصبح أسير حرب.