«الشبّيحة» يفرضون إتاوات على العلويين مقابل حمايتهم في حمص


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

حمص - رويترز - اعتاد «الشبيحة» في مدينة حمص توفير الحماية لاقرانهم من الاقلية العلوية من منطلق التضامن معهم، لكن الامن لم يعد الان بالمجان بل اصبح في مقابل نحو 300 دولار شهريا.
ويقول السكان العلويون في حمص انهم مكرهون على المساعدة في تمويل المجهود الحربي لـ «الشبيحة».
وقال جراح يدعى فريد يعيش مع عائلته في حي الزهراء الذي تقطنه أغلبية علوية: «الشبيحة يستغلون خوفنا. يتذرعون بانهم في حاجة الى الطعام أو الذخيرة. ولكن الامر ينطوي في الاساس على اتفاق غير علني بأن تدفع العائلات الاكثر ثراء مبالغ كل شهر».
ويخشى فريد ان يتعرض اطفاله للخطف مقابل فدية اذا لم يدفع للشبيحة ما يسمونها «اتاوة».
وقال مهندس يدعى سعيد (40 عاما): «لست مرتاحا لذلك فهو امر خاطيء على ما يبدو ولكن ليس لدي اي خيار.. سأواجه الخطر اذا لم أدفع. هؤلاء الاشخاص خطيرون».
لكن العلويين في الزهراء يقولون انه في حين انهم يعرفون ان الاموال التي يدفعونها هي ابتزاز وان العنف الذي يمارسه الشبيحة تجاه السنة يجعلهم في خطر اكبر الا انه يتم تذكيرهم باستمرار بالخطر الذي يعتريهم.
وعندما تهز اصوات المدفعية التي تدوي من على بعد الاواني الفضية في غرفة طعام فريد فانه يكف عن اعتراضاته على «الشبيحة» ويتنهد.
ويقول الطبيب وهو ينظر الى اطفاله الاربعة اثناء تناولهم الطعام: «اعتقد احيانا اننا نحتاج اليهم حقا لحمايتنا».
واصبحت الميليشيات على درجة عالية من التنظيم في حمص فقد قسموا الزهراء الى ست مناطق يتزعم كل واحدة «رئيس» محلي.
وفي كل منطقة يرسل الرئيس عددا من الشبان حليقي الرؤوس للمراقبة وهم يحملون الاسلحة. ويظل الجيش بعيدا مكتفيا بحراسة حواجز الطرق المنتشرة في اطراف المنطقة.
ويقول سيد الذي يعطي الشبيحة الاتاوة على مضض: «لم يعد هناك اي وجود للحكومة في الزهراء رغم انها محاطة بمناطق سنية. ولكنها المكان الاكثر امنا في سورية».
ويقول السكان ان الشيء الوحيد الجيد الذي ساهمت فيه تبرعاتهم هو تمويل بناء جدارين مقاومين للتفجيرات يصل ارتفاعهما الى 20 مترا في الميدان الرئيسي بالزهراء.
ويقول منهل ابن الجراح فريد اثناء سيره خلف الجدران التي طليت باللون الابيض: «هذه كانت المنطقة الاكثر دموية في الزهراء».
وبدلا من رؤية السكان يهرولون في الاسفل لم يعد المسلحون يرون الان سوى ملصق ضخم وضعه الشبيحة على الجدار هو عبارة عن صورة للرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار.
وعلى مسافة ليست بعيدة من منزل عائلة فريد يضع وائل (مسؤول التحصيل) كمية كبيرة من الكريم على شعره الاسود ويمشطه ثم يستقل دراجته النارية لجمع الاتاوة الشهرية لرئيسه. ويقول وائل (25 عاما): «توجد في منطقتي 15 عائلة. اجمع الاموال لرئيسي عندما تكون هناك حاجة للاسلحة والغاز واصلاح السيارات والطعام لابنائنا».
ولاحظت ام هاني وهي ام لاثنين في الزهراء هذا التحول بعد التفجير الذي وقع في يوليو واسفر عن مقتل اربعة من كبار مسؤولي الامن في دمشق.
وقالت: «بعد ذلك اهتز النظام. وبدأ الشبيحة يأخذون المزيد من السلطة وبدأوا في المطالبة بمزيد من الاموال. وبدون ان يتفوهوا بكلمة وجهوا رسالة واضحة مفادها (نحن المسؤولون عنكم.. ادفعوا)».
 
أعلى