آثار الحرب في سوريا تمتد الى واد في لبنان تعمه الفوضى

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تشرين الأول (رويترز) - ف ي مزرعة مهجورة تقع بأرض مرتفعة داخل حدود
لبنان مباشرة راقب لاجئون سوريون بعجز الجانب الاخر من الحدود​
بينما كانت طائرة هليكوبتر تقصف القرى التي فروا منها قبل ايام​
قليلة.​
وعلى مدى 30 دقيقة اسقطت الطائرة الهليكوبتر ما لا يقل عن 12​
قنبلة على القرى التي تبعد اربعة كيلومترات تقريبا عبر امتداد من​
بساتين الزيتون وحقول الخضر. وتصاعدت اعمدة الدخان الاسود الى​
السماء بعد كل ضربة.​
وقال احداللاجئين الذي ذكر انه يدعى حسني "لا استطيع ان اصدق​
ذلك. ما هو شعورك اذا كنت تشاهد منزلك وهو يدمر امامك؟" واشار​
اصدقاؤه الى السماء وصرخوا في غضب وألم.​
ووادي البقاع منطقة تعمها الفوضى حتى في افضل الاوقات. ويمتد​
الطريق الى الحدود بمحاذاة مزارع العنب الغناء والاثار الرومانية​
القديمة في بعلبك. وعمل المهربون لفترة طويلة في المناطق النائية​
ويزرع بعض المزارعين مخدر الحشيش مثلما فعل آباؤهم لقرون من​
الزمان.​
والان امتدت اليهم آثار الحرب. فالقرويون اللبنانيون اضطروا​
لترك منازلهم مع سقوط القذائف على حقولهم. ويحتمي مقاتلو المعارضة​
ويستريحون في الكفور والنجوع الواقعة خلف الحدود السورية. ويقول​
القرويون السوريون ان قوات الاسد تجوب الحقول ليلا.​
وقد تزيد هذه المنطقة الحدودية من اشتعال حريق في حرب اودت​
بالفعل بحياة 30 الف شخص ووصلت حتى حدود تركيا والاردن ومرتفعات​
الجولان التي تحتلها اسرائيل بالاضافة الى لبنان.​
وقال حسني ولاجئون آخرون انهم فروا عبر الحدود بعدما داهمت​
القوات السورية قرى جوسية والزارة وربله في وقت سابق الاسبوع​
الحالي.​
وقال القائد المحلي شريف ابو زيد ان نحو 240 اسرة تحتمي حاليا​
في هذه المزرعة الواقعة بمشاريع القاع بينما كان يشرف على تفريغ​
شاحنتين محملتين بالبطاطين والمفارش والصابون ومعجون الاسنان التي​
وفرتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر.​
وحصل الرجال على استراحة من المهمة عندما شوهدت طائرة هليكوبتر​
في السماء الزرقاء الصافية ليتابعوا في رعب وفزع منازلهم وهي تقصف.​
وامكن سماع القصف الجوي والمدفعي واطلاق النار الذي استمر بعد​
الظهر من داخل سوريا.​
وقال جندي في آخر موقع عسكري لبناني قبل الحدود السورية "الامر​
على هذا النحو كل يوم. الاسوأ يحدث في الليل."​
واكبر بواعث القلق في لبنان هو ان يدفع الانقسام الطائفي في​
سوريا العنف عبر الحدود. وتعرض هيكل التوازن السياسي والديني​
الدقيق في لبنان نفسه لهزة من الصراع السوري والفتيل الذي قد ينسفه​
ربما يشتعل في البقاع.​
وتقول المعارضة السورية التي يغلب عليها السنة وداعموها​
الدوليون ان الوادي اصبح قاعدة لميليشيا حزب الله الشيعية القوية​
في لبنان لدعم حليفها الرئيس السوري بشار الاسد.والاسد وحزب الله​
كلاهما مدعوم من ايران.​
كما يستخدم المعارضون وادي البقاع في الشمال كممر لنقل الاسلحة​
والرجال الى سوريا.​
وينفي حزب الله الذي يشارك في الحكومة اللبنانية وله شبكة​
سياسية واجتماعية واسعة في الضواحي الجنوبية لبيروت انه يقاتل عبر​
الحدود الى جانب قوات الاسد. غير انه يقول ان مقاتليه يعملون في​
القرى الحدودية على الجانب السوري لحماية الشيعة اللبنانيين الذين​
يعيشون هناك من المعارضة.​
وقتل علي ناصيف الضابط بحزب الله واثنين آخرين في سوريا في وقت​
سابق هذا الشهر واقيمت لهم جنازات عامة. وقال مسؤولو حزب الله ان​
ناصيف قتل وهو في جهاد في بلدة حدودية.​
وقال الامين العام للحزب حسن نصر الله في خطاب تلفزيوني​
الاسبوع الماضي "النظام ليس بحاجة لا الينا ولا الى احد ليقاتل الى​
جانبه. اصلا ليس من مصلحته اي قوة غير سورية ان تدخل الى ميدان​
القتال .. لا هو مصلحته ولا هو بحاجة ولا هو طلب ولا نحن اخذنا​
هكذا قرار ولذلك هذا ليس موجودا حتى هذه اللحظة."​
واضاف "لا يهددنا احد ولا يهول علينا ولا يجربنا."​
وقال حسني ولاجئون آخرون ان مقاتلي حزب الله شاركوا في مداهمة​
قراهم السنية.​
واضاف "حزب الله كان هناك. ارتدوا (مقاتلوه) اقنعة سوداء.​
كانوا مع الجيش السوري لكنهم كانوا يسيطرون عليه. هم يدمرون​
المنازل - لا احد يقيم في القرى." واومأ رفاقه برؤوسهم تصديقا​
لكلامه.​
وقال رجل آخر قال ان اسمه علي علي "شاهدناهم جميعا. الامر كان​
واضحا جدا."​
ونفوذ حزب الله في البقاع واضح جلي. فالعلم الاصفر للحزب يرفرف​
على مسجد صغير على جانب الطريق الذي يمتد لعشرة كيلومترات بين موقع​
الجمارك اللبناني عند القاع ونقطة تفتيش سورية.​
وتتدلى صورة لقائد حزب الله الذي اغتيل عماد مغنية في الخارج​
وتنتظر سيارة اسعاف تحت ظلال الاشجار. واتى عدد قليل من الرجال​
لتحية الزوار لكن بعد تشاور وجيز عبر جهاز اتصال لاسلكي قالوا انه​
لا حد يريد الحديث.​
وعلاقة "عش ودع غيرك يعيش" غير المستقرة متماسكة حتى الان على​
ما يبدو بين قوات حزب الله على الجانب الشرقي لوادي البقاع​
والمزارعين واغلبهم من السنة على الجانب الغربي.​
وعلى طول الطريق الرئيسي في وسط السهل الصخري توجد مخيمات​
تتناثر فيها القمامة للبدو الرحل. ويعتمد كثير منهم على العمل​
كجامعي محاصيل ويقولون ان العنف دمر مصدر رزقهم.​
وفي فناء منزله الريفي على الحدود السورية تقريبا جلس شحادة​
فارس يأكل العنب بهدوء ويحتسي القهوة مع صديقه محمد على وقع دوي​
اطلاق النار والانفجارات.​
وقال محمد "هذا ليس شيئا جديدا. هذه المنطقة مشلولة الان​
..ميتة. لا نستطيع الحصاد. علينا ديون وقروض. لكن ليس لدينا حصاد."​
وقال ان مقاتلي حزب الله يستخدمون طرق التهريب القديمة على​
الجانب الاخر من الوادي لكنهم لا يضايقوه. ومشكلته هي الجيش​
السوري.​
وقال ان القذائف تسقط على الحقول وان القوات عبرت الحدود​
واحرقت المحاصيل ونهبت المنازل. وتخشى اسرته من القناصة.​
وقال "نحن ننام في خوف."​
وذكر محمد ان اغلب الاسر غادرت المنطقة بالفعل وان العمل في​
مزرعته توقف.​
واشار فارس الى الالات في مصنع الالبان الذي يملكه. ورغم انها​
لا تزال تعمل فإن من الصعب ايجاد اللبن حيث اخذ معظم جيرانه​
ابقارهم معهم عندما غادروا.​
وقال "اريد ان ارسل اسرتي بعيدا وكذلك الابقار لكن ليس لدينا​
مكان نذهب اليه."
 
أعلى