آذار والربيع والحياة

[دموع الورد]

من آذار يولد الربيعُ
ومن الربيع تولد الحياةُ
فهذا ثلجٌ على ذرى الجبال
وهذا مطرٌ غزيرٌ كالحبالِ
والأرضُ نديَّةٌ خضراءُ
والأشجارُ لم تعد جرداءُ
من أغصانها الميتة تولد الأوراقُ
ويزهر المشمش واللوز والدراقُ
برهانٌ لنا أنه بعد الموت حياةُ
وإذا بددت غيومها السماءُ
اكتحلت عيوننا بهذا البهاءُ
والشمس تدفئ صقيع الأطراف
وقوس قزح يتباهى بأجمل الأطياف
ومن العصافير تحلو النغماتُ
ونحن هنا للعلم اجتمعنا
لثمرات العقول استمعنا
وتلألأت على شفاهنا البسماتُ
فكان بعضنا لبعضٍ رديفاً
بسمو العلاقات الإنسانية ظريفاً
لتنقشع من سمائنا الغيوم الحالكاتُ
ويحيا الربيع في قلوبنا
وتثمر العلوم في عقولنا
وتحملنا إلى العلياء الأمنياتُ
فلا بردٌ تجمد فيه أوصالنا
ولا حرٌ تجف فيه عروقنا
إنه آذار والربيع والحياةُ
فطوبى لمن فكر واعتبر
وطوبى لمن يحسن النظر
قبل أن يسبق قطارَنا الفواتُ
أو تهجر أعشاشَها القطاةُ

منقول من دنيا الوطن

بقلم د . هدى برهان طحلاوي​