أثنيا...عاصمة أوروبية بلا مساجد

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
يتجمع المسلمون في أثينا وقت صلاة الجمعة كل أسبوع في غرف مزدحمة تحت الأرض.
وتعد هذه الأماكن غير قانونية، لكن لا خيار آخر أمام المسلمين الموجودين في أثينا - العاصمة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد بها مسجدا.
ومنذ حصلت اليونان على استقلالها عن الدولة العثمانية عام 1832، لم تسمح حكوماتها المتعاقبة بإقامة مسجد في المدينة، التي يمثل المسيحيون الأرثوذوكس أكثر من 90 في المئة من سكانها.
ويزداد أعداد المسلمين في أثينا بعدما أصبحت اليونان المعبر الرئيسي للمهاجرين القادمين إلى الاتحاد الأوروبي.
وتفيد بعض التقديرات بأن عدد المسلمين في أثينا وحدها يبلغ نحو 300,000 شخصا، في مدينة عددها الإجمالي يبلغ نحو خمسة ملايين.
ويقول سيد محمد جميل، من جمعية باكستان الهيلينية: "لا يوجد مسجد واحد هنا، مما يمثل مأساة لنا المسلمين."
ويضيف: "قدمت اليونان الديمقراطية والحضارة واحترام الأديان، لكن لم يوفروا لنا مسجدا قانونيا."
حزب متشددد ويقول أشفاق أحمد، أحد المسلمين الذين يتجمعون يوم الجمعة لأداء الصلاة: "أشعر أني منعزل عن المجتمع نوعا ما."
ويضيف: "عندما يكون لدينا احتفالية، لا يوجد مكان مناسب للتجمع سويا. المجتمع لا يقبلنا."
وزادت الضغوط على الحكومة اليونانية كي توفر مسجدا يتمتع بالحماية والأمن مع صعود حزب "الفجر الذهبي" المتشدد.
ويُتهم أعضاء الحزب بضرب مهاجرين وتخريب بعض أماكن الصلاة الموجودة تحت الأرض.
وقال نائب رئيس الحزب إلياس باناغوتاروس، في وقت سابق من العام الحالي، إنه يتعين وضع ألغام أرضية على حدود اليونان مع تركيا، مضيفا: "إذا حاول مهاجرون التسلل إلى دولتنا، فهذه مشكلتهم."
أول مسجد وفي الوقت الحالي، ربما نجد ردا على المطالبات بتوفير مكان للصلاة.
واختيرت ثكنة عسكرية مهجورة قرب مركز المدينة ليقام بها أول مسجد.
وتؤكد الحكومة عزمها على المضي قدما في هذا المشروع، لكن ضاعت تعهدات سابقة بسبب خلافات سياسية.
وقد تذهب الفكرة سدى بسبب الأزمة المالية الحالية، إذ ربما تجد الحكومة صعوبة في الإعلان عن تخصيص مليون يورو لمسجد ممول من الدولة فيما تواجه صعوبة في توفير الكتب المدرسية وخدمات الرعاية الصحية.
وقال ستراتوس سيموبولس، الأمين العام لوزارة التنمية: "في الماضي، كانت ثمة مخاوف لدى بعض شرائح المجتمع اليوناني بشأن إقامة مسجد. لكن علينا التغلب على هذه المخاوف."
وأضاف: "الأزمة المالية هي المشكلة، فأمام الحكومة أولويات أخرى حاليا. لكن يجب بناء هذا المسجد، وربما نبدأ العملية خلال أشهر قليلة."
وأكد على أن هذا التزام من الدولة اليونانية.
لكن ثمة معارضة داخل الدولة.
هوية اليونان ورحبت الكنيسة اليونانية بفكرة إقامة مسجد، لكن لا زالت بعض الشخصيات الكنسية ترفضها.
ويبدو التدين واضحا في قداس كنيسة سانت نيكولاس في مدينة بيرايوس. وأكد أسقف الكنيسة سيرافيم على ضرورة الحفاظ على هوية اليونان.
وقال: "عانى اليونانيون على مدار خمسة عقود من استبداد إسلامي في ظل الحكم التركي، ويمثل بناء مسجد إهانة للشهداء الذين حررونا."
وأشار إلى أن اليونان "لا تكره أحدا"، لكن يعتقد الأسقف أن معظم المسلمين يأتون بصورة غير قانونية من أجل "أسلمة أوروبا"، على حد تعبيره.
قلنا له إن مواقفه تنم عن خوف من الإسلام ولا تتماشى مع الاتحاد الأوروبي المتعدد ثقافيا، فأجاب: "لسنا دولة متعددة الثقافات، فنحن وطن يوناني واحد وكل شيء آخر من اختراع النظام الجديد والصهيونية. إنهم يحاولون إفساد شخصيتنا."
آراء متباينة وبدت الآراء متباينة في شوارع اليونان.
وقال كالي باتونيا، الذي يعمل بأحد المصارف: "يجب أن يحصل المسلمون على مكان خاص للعبادة، فالمهاجرين اليونانيين بالدول الأخرى لديهم كنائس."
لكن لا يوافقه الرأي ماريوس، الذي لا زال طالبا.
ويقول ماريوس: "يجب ألا يوجد مسجد هنا، فهذه دولة مسيحية، وإن أرادوا مسجدا، فأمامهم العودة إلى بلادهم."
ويمثل الدين جزءا أساسيا من الهوية الوطنية في اليونان، وثمة رابط قوي بين الدولة والكنيسة.
وأصبحت قضية المسجد رمزا لشكل الدولة التي ترغب فيه اليونان حاليا.
وقد دفعت الأزمة المالية اليونان للاهتمام أكثر بشؤونها الداخلية، وباتت تشعر بقدر أكبر من الخوف.
لكن، بالنسبة لليونان يرتبط القرار بما إذا كانت ستمد يدها بشكل كامل للإسلام - وما إذا كانت عاصمتها لن تبقى متفردة في موقفا داخل أوروبا.
 
أعلى