أحداث عام "الربيع الفلسطيني"

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
أبرز ما شهده عام 2012 في مدن الضفة الغربية، قد يكون ما اعتبر فلسطينيا بالإنجاز التاريخي، وحصول فلسطين على صفة مراقب غير عضو في الجمعية العامة لدى الامم المتحدة.
وهو حدث جاء عقب سلسلة أحداث شهدتها المدن الفلسطينية، بعضها كان مفاجئا للفلسطينيين، بينما بقي الانتظار مهيمنا على الغالبية في الشارع الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بملف المصالحة الداخلية.
اضرابات بدت لغة الإضراب الصفة الأبرز لعام 2012، فقد شهدت السجون الإسرائيلية إضرابا عاما عن الطعام خاضه المعتقلون الفلسطينيون لثمانية وعشرين يوما احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري وأوضاعهم التي وصفوها بالصعبة.
وانتهى الإضراب باتفاق بين مصلحة السجون الإسرائيلية والمعتقلين المضربين عن الطعام برعاية مصرية، مقابل عدم تمديد فترة الاعتقال الإداري لعدد من المعتقلين الفلسطينيين، وتحسين الاوضاع داخل السجون الاسرائيلية.
الشارع الفلسطيني -الذي شهد حراكا تضامنيا واسعا مع اضراب المعتقلين- شهد كذلك موجة حراك شعبي عارم وسلسلة اضرابات احتجاجا على قرارات الحكومة الفلسطينية لرفع الاسعار، خاصة المحروقات ورفع الضريبة المضافة الى السلع الاساسية لتصل الى 15 في المئة.
وطالبت الاحتجاجات برحيل الحكومة الفلسطينية، ووصفها الرئيس محمود عباس "بالبداية للربيع الفلسطيني"، وانتهت بعد اتخاذ رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض قرارا بخفض ضريبة القيمة المضافة، وإعادة أسعار المحروقات الى ما كانت عليه في شهر أكتوبر/تشرين الأول.
وجاءت هذه الاجراءات الحكومية ضمن المحاولات الفلسطينية لاحتواء أزمة مالية اعتبرت الاسوء منذ تولي السلطة الفلسطينية لمهامها عام 1994 حيث قدر العجز في موازنتها للعام الجاري بنحو مليار دولار.
وحذرت السلطة الفلسطينية من انهيار أوضاعها في حال استمرار هذه الازمة، ولذلك أعلنت الدول العربية عن نية توفير شبكة أمان للسلطة الفلسطينية وتقديم مئة مليون دولار شهريا حماية للمستقبل الفلسطيني.
وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني لبي بي سي: "هذا هو الحد الادنى الذي يمكن السلطة الفلسطينية من الاستمرار في الوقوف على أرجلها"
وناشدت الحكومة الفلسطينية الدول العربية لتحويل هذا المبلغ بشكل فوري ودون تأخير ووجهت في الوقت نفسه نداء للمجتمع الدولي لتحمل مسؤلياته تجاه الممارسات الاسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية ومقداراتها وضرورة التحرك باتجاه حماية الحقوق الفلسطينية، بحسب التعبير الرسمي الفلسطيني.
"الانجاز التاريخي" عادت القيادة الفلسطينية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الى الامم المتحدة، وحصلت فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الجمعية العامة.
وهذا حدث وصفه الرئيس الفلسطيني بالانجاز السياسي والدبلوماسي التاريخي وأعاد للشارع الفلسطيني لغة الوحدة بين كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا الجهاد الاسلامي وحماس اللتان رحبتا بالخطوة، وأكدتا على دعمهما الكامل لجهد الرئيس الفلسطيني في الامم المتحدة.
لكن سرعان ما جاء الرد الاسرائيلي على هذه الخطوة الفلسطينية. فكان وقف الحكومة الاسرائيلية المتكرر لتحويل العوائد الضريبية لخزينة السلطة الفلسطينية في شهر نوفمبر الماضي، الذي اعتبرته السلطة الفلسطينية عقابا اسرائيليا للشعب الفلسطيني وسلطته.
وتوقعت الاوساط الفلسطينية المزيد من الاجراءات الاسرائيلية ضد قيادتها التي تعرضت لسلسلة تهديدات اسرائيلية طالت شخص الرئيس عباس وعددا من المسؤولين الفلسطينيين وقرارات لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية وتحديدا في منطقة اي واحد التي اعتبرها الرئيس عباس خطا احمر.
ولوحت السلطة الفلسطينية بالتوجه الى محكمة الجنايات الدولية في حال تنفيذ هذه المشاريع الاستيطانية.
وتزامنت المواجهة الفلسطينية الاسرائيلية هذه مع عودة النبض لمساعي المصالحة الفلسطينية وتأكيد حركتي فتح وحماس على وجوب انهاء الانقسام واسترجاع الوحدة واصفين اياها بالاولوية الوطنية
ودُعي الفرقاء الفلسطينيون الى التوجه الى صناديق الانتخاب واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على غرار الانتخابات المحلية التي تمت في الضفة الغربية وبعض قرى مدينة القدس في شهر أكتوبر الماضي.
وشارك في هذه الانتخابات 54 في المئة من الفلسطينيين في 93 هيئة محلية رغم معارضة حركتي حماس والجهاد الاسلامي لها وامتناعهما عن المشاركة فيها.
فتح ضريح عرفات فتح قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات وسط حضور فرق دولية وفلسطينية، خلال عملية استغرقت أكثر من عشرة أيام
واثارت عملية فتح الضريح الكثير من التساؤلات واختلاف وجهات النظر الفلسطينية بين تأييد ومعارضة لاخذ عينات من جثمانه لسلسلة تحقيقات جديدة في اسباب رحيله.
ولم يعط للفلسطينيين الجواب المنتظر حول حقيقة رحيل زعيمهم القسري منذ ثماني سنوات سيما وأن نتائج التحقيقات الدولية ستعلن خلال النصف الاول من العام المقبل.
ويودع الفلسطينيون عام 2012 على أمل أن يحمل لهم العام الجديد وحدة داخلية غابت عنهم لسنوات طويلة واستقرارا سياسيا وماليا، قد يعيد غيابه عن الشارع الفلسطيني، بحسب وصف البعض، المنطقة برمتها الى المربع الاول.
 
أعلى