أحلام صبية هاييتية

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]في هذه الرواية الجديدة، يدخل غاري فيكتور أكثر الكتّاب الهاييتيين المقروئين في بلاده، يدخل في أحلام البنات اللواتي يصبحن صبايا، وكما الرسومات الساذجة التي تغطي بورت - أو - برانس، لا تبدو هذه الأحلام مثقلة بواقع قاس وشرس، هيروديان، يتيمة وفقيرة، تعيش في بارادي، إحدى مدن الصفيح الواقعة على منحنى، حيث تتراكم النفايات في انتظار العاصفة القادمة.. ولا ينقص هنا حس السخرية، فأسماء أسوأ الأحياء مستوحاة من أمكنة خرافية، مثل مانهاتن وميامي.[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]وعبر تنويعة حول موضوع الأمير الساحر، يضيء غاري فيكتور على طريقة عمل بلد، حيث يشكل لون البشرة بناء المجتمع والمخيلة، ذلك أن هيروديان جميلة، إضافة إلى كونها تلميذة نجيبة، لكنها سوداء البشرة، شديدة السواد، إلا أنها ترتاب في ايفان غيراس وهو الخلاسي، الثري الأوليغارشي، الفاتح اللون، صاحب السيارة والبذلات البراقة، لقد باح لها بحبه وكأنه يناقض بذلك نبوءة إحدى الراهبات التي قالت لها يوماً: «بسوادك هذا كيف تريدين أن يحبك الآخرون؟».[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]لقد تبادلت كلاماً مختزلاً مع غيراس كما تقول: «.. لكنه لخّص بها مكان إقامتي، لخص مكان حياتنا، لخص يأسنا نحن في بارادي ربع الجزيرة الملعونة هذه، إهمالنا ومعاناتنا وعروقنا المفتوحة على الدوام، أحلامنا المدمرة حتى قبل أن تتخذ شكلاً لها.[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]لقد أعاد إلى ذاكرتي أن عائلته كما كل العائلات التي تتبوأ الحكم في أول جمهورية سوداء، هي فوق القوانين، وأنا لا وجود لي، عبدة أقل قيمة مما كان عليه العبيد في زمن آبائه البيض.[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]تشكل مدن الصفيح وقاطنوها ثروة المنعمين، ويخبرنا الكاتب لماذا استعادة عنوان رواية شهيرة لإحدى أسلافه، ماري فيوشوفيه، لأن المجتمع يتلخص بترسيمة ثلاثية: الحب والغضب والجنون.. هكذا يبدو الحب نادراً ومتعثراً عندما تضغط الأحكام المسبقة بقوة والغضب من جهته وهو دائم مضمر ضد المخاتلين، وذلك لأن من يتذمر سوف يعاقب أيضاً بشكل أقسى، والجنون جنون الزمر المهيمنة الواثقة من أنها تستحق هذا الحكم الذي تستغله، ومن دون أدنى عقاب.[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]في هاييتي يؤمن البعض بالصلاة، وآخرون بتضامن أكثر تنظيماً، هذا المجتمع المعاصر يصفه الكاتب بقوة وواقعية وبتفاؤل أحياناً، ويقول لنا كيف أن الصبايا في النهاية يمكنهن أن ينتصرن على ذلك العالم.[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]إن غاري فيكتور، وكما تشهد الروايات الاثنتي عشرة التي نشرها، لا يرضخ لا للهيمنة الفاحشة من جانب البعض، ولا لهيمنة دولة لا تزال في خدمة الناس أنفسهم.[/FONT]
 
أعلى