أربعون فناناً تشكيلياً يسجلون يومياتهم في علبة كبريت

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم

cu002-1.jpg


«إذا كان بإمكان كلمة أن تسع المشاعر، فبإمكان علبة كبريت أن تسع الحياة» هكذا ترى بتول زعرور- إحدى الفنانات المشاركات في المعرض التشكيلي«يوميات في علبة كبريت» المقام هذه الأيام في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية- هل يمكن احتواء حياة كاملة داخل علبة كبريت؟، أو هل يمكن «حشر» يومياتنا داخل هذه العلبة الصغيرة؟، هل لأن الحياة هي من الصغر، فيمكن اختصارها بهذا الحيز- ربما- لكن ربما أيضا، يمكن تكثيفها جمالياً إلى هذا الحجم، وفي هذا القول ثمة وجهان، هل لأن الحياة تضيق، حيث تصغر إلى ما يشبه علبة كبريت، ولاسيما عندما تقاس بحجم السعادة التي ينالها المرء منها، وعندما تخلو من ذلك فهي قد تضيق إلى أصغر من حجم علبة كبريت، غير أن الفن عندما يقارب الأمر، سيكون له ربما- وجهة نظر أخرى..
فالفنانة ريم الخطيب، المشرفة على هذا المعرض الورشة وهي من الفنانين المشاركين أيضاً، تقول: موضوع علبة الكبريت، على «بساطته» هو من الأمور التي توصف بالسهل الممتنع، وذلك عندما تتصدى لها كمشروع، وتضيف: إن جزءاً من اختيارنا لهذا «الحجم» يصب في جوهر الفنون المعاصرة، والبحث في مناخ المنمنمة التشكيلية، فالأحجام الصغيرة كانت ذات يوم إحدى عناصر الفنون الجمالية، ومنها ظهرت المنمنمات، والتي تركزت على جانبين الأول وهو الزخرفي البحت، والجانب الثاني رسوم الكتب القديمة التي كانت ترصد تفاصيل الحياة اليومية عند العرب والمسلمين بشكلٍ عام، فأخذنا موضوع اليوميات من المنمنمات القديمة، ووجهنا الطلاب لأن يسجلوا على دفاترهم الملاحظات حول الحياة اليومية كتابة ورسماً، وفيما بعد تحميلها على علب الكبريت، فالمعرض نتاج ورشة عمل، أقيمت لمدة أسبوعين في المركز، في إطار مشروع كبير نعمل عليه منذ حوالي عامين، وهو«مختبر الفنون المعاصرة».




cu002.jpg



الهدف من العمل في إطار هذا المشروع هو اختبار أفكار جديدة ودفع الطلاب نحو التجريب في إطار الفن، فالفنون الحديثة في العالم تركز على الأفكار، وتطور التقنيات لمصلحة الأفكار، فلا يهم نوع المادة، وما يشكل أو يطرح عليها من ألوان زيتية، المهم هو تحويل الأشياء البسيطة العادية إلى أعمال فنية، ومن ثم نحن اخترنا علبة الكبريت كونها في متناول يد الجميع وهي ذات تكلفة بسيطة إضافة للرغبة في العمل على كتلة صغيرة. ‏
غير أن علبة الكبريت، - وإن قلّ استعمالها هذه الأيام تأتي كحامل ليس لما حمّله على وجوهها الفنانون من قراءات ليومياتهم وحسب، بل هي رغم صغر حجمها، وربما «تفاهتها» أيضاً كمادة، غير أنها في الواقع كما في المجاز، هي «حمّالة» تأويل، فالأعواد البسيطة التي صّنعت لأجلها، والتي تحمل طاقة هائلة في رؤوسها الحمراء الصغيرة، لدرجة أن أدنى احتكاك بينها، يفجر هذه الطاقة المخزنة، وهذا كافٍ لإحراق مدينة، ثم إن هذا الشكل المكعب الذي يميل إلى المستطيل، ليس ستة أوجه فقط، فهو«يوارب» أو يخفي بداخله من الوجوه، بعدد ما يظهر، أي ما مجموعه «اثنا عشر» وجهاً، وللمتلقي أن يتخيل دلالات، وتأويلات هذا العدد في المثيولوجيا، وفي الأديان و..غير ذلك، إضافة لديناميكية تحريك هذه الوجوه، في التخفي والإظهار، سطوح تعطيك غنى للشكل واللون، فهي تعتمد على الفكرة التي تحرضك في الدرجة الأولى مع إمكانية توفير خيارات كثيرة للعرض، سواء كانت علبة كبريت واحدة، أو في «استثمار» مجموعة من العلب لتقديم موضوع واحد، الأمر الذي قدم أكثر من إحساس فني، كما قدم أكثر من تقنية، فمن إمكانية الرسم العادي على السطوح، وصولاً إلى أعمال النحت، وفنون التركيب والتجهيز، ومن عرض علبة كبريت واحدة على طاولة، إلى تجميعها كعمل تشكيلي كلوحة أو كعمل نحتي، إلى تعليقها في الفراغ كعمل تركيبي استكمل مفرداته بما يحيط به من مكان العرض. ‏


لعبة النص المرفق ‏
ثمة أمر آخر، كان لافتاَ في معرض «يوميات في علبة كبريت» وهو التركيز على النص المرفق مع العمل التشكيلي، النص المجاور، الذي أتى ليس لتفسير، أو عتبة للدخول إلى العمل الفني فقط، وإنما كمفردة مكملة للنص، حتى أحياناً كان النص السردي يفوق العمل التشكيلي إبداعاً، الذي يتجه صوب حكايةً ما، وما قدمنا به قراءتنا لهذا المعرض، نموذج للشغل العالي على النص، تقول زويا سمور إحدى المشاركات في الأعمال الفنية، والتي اتخذت موضوع «الفاصلة» لتكون مجالاً لشغلها التشكيلي: « ليست الفاصلة للغة العربية فقط..وإنما لأحداث تمر بها حياتنا..الحركة والسكون، الليل والنهار، و..أشياء أخرى..الأحمر والأزرق كالدفء والبرودة في حياتنا». ‏
فيما استخدمت الفنانة ريم الخطيب يومياتها على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الاتصال الأخرى المعاصرة في علب كبريتها المززجة، أو ذات المرايا، كناية عن الوجوه الافتراضية التي تتواصل معها، وهي مقاربة لتلك السطوح الزرقاء الصغيرة أجهزة الكمبيوتر- التي رغم حجومها الصغيرة، لكنها تضع العالم بين يديك، ومن هنا كانت لعبة المرايا التي استخدمتها ملصقة على وجوه علبة الكبريت التي تنقل صور محادثات الفنانة مع أصدقائها المتباعدين، وريم الخطيب، طالما كان لها العديد من المحاولات في الخروج عن السرب رغم أنها من الفنانات المقلات في الإنتاج، لكنها في كل مرة كانت تحاول الإضافة مهما بدت هذه الإضافة بسيطة، ليس أولها اختيار الأماكن البديلة عن الصالة لعرض نتاجها الفني، وليس اتجاهها لإقامة علاقات حميمة مع الأشياء المحيطة بنا، أو الأشياء التي في طريقها إلى سلة المهملات، لإعادة «تدويرها» واستثمار ذواكرها، وطاقاتها الكامنة، وخلق أعمال تشكيلية جديدة منها، في محاولة للجم الخيال ،أو التخييل العربي المغرق بالماورائيات، وللانتباه لبعض الوقت لما يحيط بنا من أشياء، فالعربي يستطيع ولساعات أن يهتف، ويتغنى بالحرية، بكل ما أوتي من ميتافيزيقيا، على سبيل المثال، ، لكن عندما تطلب منه أن يتحدث عن الكرسي التي تنوء بثقله طول الوقت، يقف عاجزاً ومقيداً عن التعبير، ومن هنا كان المعرض التركيبي بالاشتراك مع عدد من الفنانين الآخرين، في المتحف الحربي سابقاً (التكية السليمانية) وقد اختار له الفنانون اسم (النهاية) الذي كانت حوامله من القوارير الفارغة، والمعرض اللافت «عالم من تنك» وليس آخرها معرض اليوم «يوميات في علبة كبريت» وتكمن أهمية هذه الورشة من مشاركة الأساتذة مع الطلاب كخطوة لتحفيز الجميع- طلاباً وفنانين- على تقديم الجديد ضمن مواضيع وخامات جديدة، ففي هذه التجربة كان لعلبة الكبريت الصغيرة بحجمها، دورها في تطويع الأفكار والمواضيع الذاتية ضمن شكل وحجم محدد، وهو اختبار حقيقي للمشترك وقدرته على الاختزال الفني، معتمداً على المشاهدات اليومية والحياتية تذكر الخطيب- وفي خلق نوع من الحوار، ومن ثم لم يكن هناك فرق في العرض بين الطلاب والأساتذة، فالحضور كان للفكرة الأهم، وكوني مشاركة بالورشة تبدو علبة الكبريت للوهلة الأولى تافهة ولكنها حقيقة تضع الفنان أمام تحد كبير لصغر حجمها وعدم تحملها كمية كبيرة من المعلومات، ونحن ركزنا على ألا نغرق بالزخرفة فجاء موضوع المشاهدات اليومية، وهو أن يجمع المشاركون حكايات أقرب إلى اسكيتشات لمدة خمسة أيام، ثم نشكل منها موضوعاً وبالنتيجة، بعض الطلاب شكلوا على عشر علب كبريت، فيما طالب آخر لديه علبة واحدة، يعود الأمر إلى قدرة كل فنان، وكل طالب فنان على قراءة ما يجري حوله، وتكثيفه على هذه المساحات. ‏
يذكر أن معرض «يوميات في علبة كبريت» هو من إنجاز(43) طالباً، وبمشاركة الفنانين: محمد وهيبي، إسماعيل نصرة، ريم الخطيب، غزوان علاف، زويا سمور، سوزانا حميدي، جمال كتيلة، ريم الخالدي، لينا الغزولي، وآني مسروبيان. و يأتي بمناسبة مرور (50) عاماَ على انطلاق أول دورة تعليمية في مركز أدهم إسماعيل 10 نيسان
 

إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

شي حلو كتييييير

يسلمو ديزاينر

وردة* وردة* وردة*
 

The Hero

الأســــــــــــــطورة

إنضم
Jun 29, 2008
المشاركات
20,104
مستوى التفاعل
69
المطرح
في ضحكة عيون حبيبي
رسايل :

شكرًا للأشواك علَّمتني الكثيرَ

بتحس عنا بالعرب أنو الخيال محدود يعني مستحيل يطلعو برسماتون خارج الورق
أما الغرب على عود كبريت على رزة على حشيش على سيجارة
على أرجيلة :8:
على كلشي :16:
يمكن هالشي عنا بس ماشفت هيك شي :24:
شكرا
 

ندى القلب

المحاربين القدماء

إنضم
Jul 14, 2009
المشاركات
16,493
مستوى التفاعل
151
رسايل :

كالسجناء نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب _ العائم مثل طائرة ورقية يلهو بها طفل لا مبال

والله شي حلوو كتييير ماشااء الله


يعني طريقه جديده للتعبير مبدعه


يسلمووو للموضوع ديزاينروردة*
 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

طريقة كتير حلوة ومبدعة

يسسلمو :24:

 
أعلى