نبيل 73
بيلساني شهم
- إنضم
- Aug 20, 2009
- المشاركات
- 212
- مستوى التفاعل
- 6
- المطرح
- اللاذقية بضيعة اسما الهنادي
أرواد الجزيرة السورية الوحيدة المأهولة على ساحل المتوسط.. جزيرة قديمة كانت مملكة فينيقية مزدهرة سيطرت على مناطق من سواحل سوريا الشمالية. تقع هذه الجزيرة المأهولة تجاه طرطوس وعلى بعد 3.5 كم، يبلغ أقصى طولها 750م وأقصى عرضها 450 م، تمتاز بمبانيها المتلاصقة وشوارعها الضيقة جداً والمخصصة للمشاة فقط، وتتجمع مبانيها حول الميناء. يعمل سكانها بصيد السمك والإسفنج وبممارسة الإبحار بمراكبهم إلى شواطئ البحر المتوسط. ويمتازون بصناعة المراكب والشباك وبالصناعات السياحية الصغيرة، فهي موئل هام للسياح لفرادة وضعها ولوجود قلعتين في حالة سليمة فيها. ولقد رممتا مؤخراً وأنيرت القلعة المركزية التي تقع وسط الجزيرة قرب شاطئها الشرقي، ومن المؤكد أنها أنشئت على أنقاض بناء فينيقي.
لقد أفادها موقعها الجغرافي في توسيع نطاق علاقاتها مع الدول والمدن المجاورة مثل جزيرة قبرص وجزر بحر إيجه. وحول الجزيرة خمس جزر صغيرة غير قابلة للإسكان كانت ملاجئ للسفن عند هيجان البحر ولم يعثر فيها على أي أثر معماري، ولعلها كانت مقالع للأحجار. وعدا هذه الجزر كان موقع عمريت مستقلاً عن الأرواديين، كذلك كان الساحل المقابل لجزيرة أرواد موضعاً لدفن الموتى من أرواد.
ولقد خضعت أرواد للظروف السياسية الدولية وللتطور التاريخي الذي تم في الساحل السوري وكانت أرواد جزءً من فينيقيا، أو كانت مهيمنة على الساحل أحياناً واشترك أسطولها مع الفرس في معركة سلاميس ضد اليونان.
ارواد في العهد العربي
توالت على أرواد عصور كثيرة، فتحها العرب في عهد معاوية سنة 54 هـ، الموافق 676، وكان قد حاصرها اسطول جيش معاوية قبل ذلك بعقد من الزمن لكن أهل أرواد لم يذعنوا أو يسلموا واعتصموا بقلعة الجزيرة مع أن الأسقف ثورما ريخوس بصرهم بأن عنادهم لن ينفعهم. لكن العواصف اشتدت في شتاء ذلك العام وادت مناعة تحصيناتها الى عدم فتحها فعاد معاوية الى دمشق.
واصبحت ذات أهمية بعد فتحها لقربها من القسطنطينية، فقد اتخذ منها الأسطول الإسلامي في حصارهِ الثاني للمدينة أو حرب السنين السبع 54 ـ 60 هـ قاعدة لعملياته الحربية، وذلك أن معاوية أعد أسطولاً ضخمًا وأرسله ثانية لحصار القسطنطينية, وظل مرابطًا أمام أسوارها من سنة 54 هـ إلى سنة 60 هـ، وكانت هذه الأساطيل تنقل الجنود من جزيرة ارواد إلى البر لمحاصرة أسوار القسطنطينية، وقد أرهق هذا الحصار البري والبحري والبيزنطيين كما أنزل جيش المسلمين بالروم خسائر فادح، رغم انه لم يتم فتح القسطنطينة في ذلك الوقت.
لاحقا احتلها فرسان الهيكل وبنوا فيها الأسوار والحصون، وفي عام 1302 م حررها قلاوون. وإبان الانتداب الفرنسي أصبحت القلعة سجناً للثوار ورجال الحركة التحررية الوطنية في سورية وفي لبنان وقد سجن في قلعتها الكثير منهم، مثل سعد الله الجابري، عبد الحميد كرامي، مصطفى الفرييني، ونجيب الريس
أرواد في التاريخ
أرواد - ارادوس الممالكة الفينيقية التي ازدهرت في البحر المتوسط وبسطت نفوذها على مناطق من الساحل السوري ، تسمى باليونانية ارادوس وبالفنيقية ارفاد أو آراد. وفي المصادر العربية تعرف بـ أرواد. وأصله الفينيقي واضح، ومعناه بحسب اللغات السامية القديمة "التيه" أو "ملجأ الهاربين". ويذكر الجغرافي اليوناني القديم استرابون (46 ق.م - 91م) أن بناة أرواد هم المهاجرون من صيدون في قديم الزمان.
وبنظرة اولية للجزيرة يتبين مدى تحصينها الذي يتضح ببقايا السور المحيط بالجزيرة بأحجاره العملاقة وعند تجولك في شوارع ارواد الضيقة بين منازلها وبيوتها وقلعتها أو بمحاذة الشاطيء تشاهد تاريخ عريق مضى وبقيت منه الذكريات في وسط البحر .
فر إليها الصليبيون من طرطوس بعد تحريرها في عهد السلطان الأشرف خليل في عام 1291، و بقيت معقلاً لطائفة فرسان المعبد إلى ان تم تحريرها في عام 1302. وورد اسم ارواد أو ارادوس في رسائل تل العمارنه وفي حوليات ملوك اشور وفي مكتشفات الحضارة الفنيقية على المتوسط .
أرواد اليوم
تتميز الجزيرة بممراتها وشوارعها المتعرجه وقلعتها الصليبية وقلعتها الإسلامية، البرج الايوبي وبقايا سورها الضخم ومساكنها المتراصة ..
تشاهد جزيرة أرواد من مدينة طرطوس كجوهرة فوق مياه البحر المتوسط بمبانيها التاريخية وبقايا سورها الهرقلي الضخم ومينائها التي يغص بعشرات المراكب والقوارب التي تنقل الركاب من أرواد إلى طرطوس، وتنتشر المطاعم والمقاهى الجميلة على شاطىء ارواد تتميز بازدحامها وخاصة في فصل الصيف، ويقدر عدد سكانها 10 الاف نسمة تقريبا يعملون في صناعة المراكب والقوارب الخشبية وفي صيد السمك وصناعة شباك الصيد وعلى متن السفن في البحر المتوسط .
وتضم الجزيرة بعض المرافق مثل مدرستان للذكور وأخرى للإناث كما أنه يوجد بها مركز صحي ومتحف تاريخي وتنتشر المحلات والمقاهي بالقرب من الميناء في الجزيرة التاريخية .
وتتميز جزيرة ارواد بأنها مقسومة إلى قسمين احدهما يسمى الجهة (القبلية) والآخر يسمى الجهة (الشمالية) وساكني كل من هذين القسمين يختلفون في لهجاتهم مع أنه لاتفصل بينهم سوا عشرات الأمتار. وتتزود جزبرة أرواد بالطاقة الكهربائية والهاتف عن طريق كابلات ممدودة في قاع البحر عبر الشبكة السورية للكهرباء والهاتف. ويطلق عليها السكان المحليون اسم (الزيرة)
بعد أن استعادت الجزيرة استقرارها ونشاطها البحري، كان لابد من إعداد مرفأ يسهل عمليات الرسو والإقلاع لجميع المراكب الشراعية والتجارية. والمرفأ مؤلف من مكسرين، المكسر الشمالي طوله 475م والمكسر الجنوبي طوله 115م، وإلى جانبهما رصيفان للركاب والبضائع، طول الرصيف الأول 80م وطول الثاني 50م، واستغرق بناء هذا المرفأ 18شهراً. كما أنشئ ميناء آخر مشابه على شواطئ طرطوس مقابل الجزيرة، لتسهيل الانتقال المتبادل بين الجزيرة والساحل.
لقد كان الأرواديون ومازالوا يمارسون مهنة الملاحة وصيد الأسماك بمهارة متفوقة كما اشتهروا ببناء المراكب وبعقد الشباك، وتعتبر أرواد أول مركز لبناء أجمل السفن الشراعية على البحر المتوسط.ولقد كان صيد الإسفنج البحري من المهن الأساسية، وكان الصيادون يغوصون إلى عمق 12-45 م في منطقة واسعة على الساحل السوري حتى تركيا.
لقد أفادها موقعها الجغرافي في توسيع نطاق علاقاتها مع الدول والمدن المجاورة مثل جزيرة قبرص وجزر بحر إيجه. وحول الجزيرة خمس جزر صغيرة غير قابلة للإسكان كانت ملاجئ للسفن عند هيجان البحر ولم يعثر فيها على أي أثر معماري، ولعلها كانت مقالع للأحجار. وعدا هذه الجزر كان موقع عمريت مستقلاً عن الأرواديين، كذلك كان الساحل المقابل لجزيرة أرواد موضعاً لدفن الموتى من أرواد.
ولقد خضعت أرواد للظروف السياسية الدولية وللتطور التاريخي الذي تم في الساحل السوري وكانت أرواد جزءً من فينيقيا، أو كانت مهيمنة على الساحل أحياناً واشترك أسطولها مع الفرس في معركة سلاميس ضد اليونان.
ارواد في العهد العربي
توالت على أرواد عصور كثيرة، فتحها العرب في عهد معاوية سنة 54 هـ، الموافق 676، وكان قد حاصرها اسطول جيش معاوية قبل ذلك بعقد من الزمن لكن أهل أرواد لم يذعنوا أو يسلموا واعتصموا بقلعة الجزيرة مع أن الأسقف ثورما ريخوس بصرهم بأن عنادهم لن ينفعهم. لكن العواصف اشتدت في شتاء ذلك العام وادت مناعة تحصيناتها الى عدم فتحها فعاد معاوية الى دمشق.
واصبحت ذات أهمية بعد فتحها لقربها من القسطنطينية، فقد اتخذ منها الأسطول الإسلامي في حصارهِ الثاني للمدينة أو حرب السنين السبع 54 ـ 60 هـ قاعدة لعملياته الحربية، وذلك أن معاوية أعد أسطولاً ضخمًا وأرسله ثانية لحصار القسطنطينية, وظل مرابطًا أمام أسوارها من سنة 54 هـ إلى سنة 60 هـ، وكانت هذه الأساطيل تنقل الجنود من جزيرة ارواد إلى البر لمحاصرة أسوار القسطنطينية، وقد أرهق هذا الحصار البري والبحري والبيزنطيين كما أنزل جيش المسلمين بالروم خسائر فادح، رغم انه لم يتم فتح القسطنطينة في ذلك الوقت.
لاحقا احتلها فرسان الهيكل وبنوا فيها الأسوار والحصون، وفي عام 1302 م حررها قلاوون. وإبان الانتداب الفرنسي أصبحت القلعة سجناً للثوار ورجال الحركة التحررية الوطنية في سورية وفي لبنان وقد سجن في قلعتها الكثير منهم، مثل سعد الله الجابري، عبد الحميد كرامي، مصطفى الفرييني، ونجيب الريس
أرواد في التاريخ
أرواد - ارادوس الممالكة الفينيقية التي ازدهرت في البحر المتوسط وبسطت نفوذها على مناطق من الساحل السوري ، تسمى باليونانية ارادوس وبالفنيقية ارفاد أو آراد. وفي المصادر العربية تعرف بـ أرواد. وأصله الفينيقي واضح، ومعناه بحسب اللغات السامية القديمة "التيه" أو "ملجأ الهاربين". ويذكر الجغرافي اليوناني القديم استرابون (46 ق.م - 91م) أن بناة أرواد هم المهاجرون من صيدون في قديم الزمان.
وبنظرة اولية للجزيرة يتبين مدى تحصينها الذي يتضح ببقايا السور المحيط بالجزيرة بأحجاره العملاقة وعند تجولك في شوارع ارواد الضيقة بين منازلها وبيوتها وقلعتها أو بمحاذة الشاطيء تشاهد تاريخ عريق مضى وبقيت منه الذكريات في وسط البحر .
فر إليها الصليبيون من طرطوس بعد تحريرها في عهد السلطان الأشرف خليل في عام 1291، و بقيت معقلاً لطائفة فرسان المعبد إلى ان تم تحريرها في عام 1302. وورد اسم ارواد أو ارادوس في رسائل تل العمارنه وفي حوليات ملوك اشور وفي مكتشفات الحضارة الفنيقية على المتوسط .
أرواد اليوم
تتميز الجزيرة بممراتها وشوارعها المتعرجه وقلعتها الصليبية وقلعتها الإسلامية، البرج الايوبي وبقايا سورها الضخم ومساكنها المتراصة ..
تشاهد جزيرة أرواد من مدينة طرطوس كجوهرة فوق مياه البحر المتوسط بمبانيها التاريخية وبقايا سورها الهرقلي الضخم ومينائها التي يغص بعشرات المراكب والقوارب التي تنقل الركاب من أرواد إلى طرطوس، وتنتشر المطاعم والمقاهى الجميلة على شاطىء ارواد تتميز بازدحامها وخاصة في فصل الصيف، ويقدر عدد سكانها 10 الاف نسمة تقريبا يعملون في صناعة المراكب والقوارب الخشبية وفي صيد السمك وصناعة شباك الصيد وعلى متن السفن في البحر المتوسط .
وتضم الجزيرة بعض المرافق مثل مدرستان للذكور وأخرى للإناث كما أنه يوجد بها مركز صحي ومتحف تاريخي وتنتشر المحلات والمقاهي بالقرب من الميناء في الجزيرة التاريخية .
وتتميز جزيرة ارواد بأنها مقسومة إلى قسمين احدهما يسمى الجهة (القبلية) والآخر يسمى الجهة (الشمالية) وساكني كل من هذين القسمين يختلفون في لهجاتهم مع أنه لاتفصل بينهم سوا عشرات الأمتار. وتتزود جزبرة أرواد بالطاقة الكهربائية والهاتف عن طريق كابلات ممدودة في قاع البحر عبر الشبكة السورية للكهرباء والهاتف. ويطلق عليها السكان المحليون اسم (الزيرة)
بعد أن استعادت الجزيرة استقرارها ونشاطها البحري، كان لابد من إعداد مرفأ يسهل عمليات الرسو والإقلاع لجميع المراكب الشراعية والتجارية. والمرفأ مؤلف من مكسرين، المكسر الشمالي طوله 475م والمكسر الجنوبي طوله 115م، وإلى جانبهما رصيفان للركاب والبضائع، طول الرصيف الأول 80م وطول الثاني 50م، واستغرق بناء هذا المرفأ 18شهراً. كما أنشئ ميناء آخر مشابه على شواطئ طرطوس مقابل الجزيرة، لتسهيل الانتقال المتبادل بين الجزيرة والساحل.
لقد كان الأرواديون ومازالوا يمارسون مهنة الملاحة وصيد الأسماك بمهارة متفوقة كما اشتهروا ببناء المراكب وبعقد الشباك، وتعتبر أرواد أول مركز لبناء أجمل السفن الشراعية على البحر المتوسط.ولقد كان صيد الإسفنج البحري من المهن الأساسية، وكان الصيادون يغوصون إلى عمق 12-45 م في منطقة واسعة على الساحل السوري حتى تركيا.