mr_ops
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 12, 2010
- المشاركات
- 2,777
- مستوى التفاعل
- 38
- المطرح
- شامي
ملخص الجزء الأول: كانت طيف تكره عيد الأمهات عندما يحل لما كان يحمله لها من ذكريات أليمة ولأنها كانت تعلم أن والدتها موجودة في مكان ما لكنها لا تراها ولا تعرف شيئاً عنها بعدما طردها والدها من المنزل وكانت تبلغ الثامنة من العمر بمساعدة من والدته وزوجته الثانية مرت السنوات وهي تحاول أن تعرف شيئاً من والدها، لكنها لم تنجح في ذلك إلى أن أصبحت في الجامعة، حيث قررت أن تفتح الموضوع معه من دون أن تقبل منه أية إجابة غير مقنعة قررت معرفة الحقيقة الكاملة، لن تدعه يتهرب منها أصرت على موقفها وعنادها فحلف لها بأنه يبحث عنها ولم يجدها استغربت الأمر، وقالت منذ متى؟ ولماذا تبحث عنها الآن؟ قال ليس منذ الآن بل منذ عرفت الحقيقة . قالت أية حقيقة فأخبرها بعد أن توجها إلى مطعم حتى يكونا وحدهما انه ووالدتها تعرضا لحادث سير مروع عندما كانت حامل بها كاد أن يؤدي بحياتهما، حيث إن والدتها قد تعرضت لكسر في حوضها أقعدها في الفراش من دون أن يستطيع الأطباء إجراء جراحة لها بسبب حملها ووضع الجنين فبقيت تتألم إلى أن أنجبت، عندها أجروا لها الجراحة لكنها فشلت، وأصبحت والدتها تعرج وأصيبت بحالة من الاكتئاب من كل ما جرى خاصة بعدما علمت بأن زوجها قد أصبح عقيماً، فقد كانت إصاباته متعددة وخطرة فنصحهم الطبيب بعرضها على طبيب نفسي قبل لن تتفاقم حالتها وتصبح أسوأ، وفي هذا الوقت كانت والدته تحثه على الزواج مجدداً لأن زوجته مريضة وكانا ينامان في غرفتين منفصلتين، كما أن حالتها النفسية كانت تتدهور ولا تتحسن، كانت تسمعها عندما تطلب منه الزواج بأخرى لكنها لم تعد تهتم إلا بتربية طفلتها فتزوج، وكانت زوجته الجديدة تضايقها أيضاً وبعد فترة من العلاج بدأت تتحسن وعادة العلاقة إلى سابق عهدها بينهما، وأصبح يقسم وقته بينهما، لكن الليلة الذي كان يقضيها مع والدتها كانت تعني له الكثير لأنه كان يحبها جداً ولم يحب الثانية مثلها، وكانت طيف تجمعهما أكثر فأخذت الغيرة تأكل قلب زوجته الثانية، إلى أن أتى يوم وشعرت والدة طيف بألم في معدتها ودوار قوي، حيث دخل زوجها ورآها هكذا فأخذها إلى الطبيب بسرعة ليقول لهما الخبر الذي هزهما وأربكهما، قال له إنها حامل صرخ غير معقول فقد أكد لي طبيبي بعد الحادث إنني لن أستطيع أن أنجب مجدداً، حينها دخل الشك إلى رأسه وساعدته في ذلك والدته وزوجته الثانية، فقام بضربها وركلها على بطنها حتى انه كاد أن يقتلها لولا أنهما أبعداه عنها فقام برميها خارجاً مهدداً إياها إنها لن ترى طفلتها مجدداً فكانت تصرخ ليس من الألم فقط، بل لأنها كانت مظلومة، ولم تكن تترك ابنتها لم يسمح لها بالكلام أو الدفاع عن نفسها، حيث انه صدق أنها خائنة وظل هكذا لفترة، حيث طلقها وحرمها من رؤية ابنتها وبعد مرور عام ونصف العام تقريباً حملت زوجته الثانية فصدم عندها وتوجه إلى الطبيب، كما كان يفترض أن يفعل منذ البداية أعاد له الفحوص المخبرية، وأكد له انه سليم ويستطيع الإنجاب، فقال كيف ذلك فأجابه بأنها معجزة أو أن التحاليل من قبل كانت خاطئة ففكر في تلك المسكينة التي اتهمها زوراً وبالجنين الذي كان في رحمها هل من الممكن أن يكون قد قتله عندما أخذ يركلها على بطنها من الممكن أن أكون قد قتلت ولدي، فبدأ يبحث عنها ولم يجدها أبداً إذ إنهم انتقلوا من منزلهم إلى مكان لا يعلمه أحد والبحث ما زال جارياً للآن .
قلت أين ممكن أن تكون؟ هل تعتقد أنها تزوجت مرة أخرى وهي تحمل كنية زوجها، لذلك لم تجدها ألم تسأل عن خالي سألته طيف، بلى لكنني قلت لك إنهم تركوا منزلهم القديم ورحلوا فقد كان يعيش مع والديه، حسنا وخالاتي أجابني حاولت كثيرا الكلام معهن لكنهن رفضن الحديث معي حتى إنني ذهبت إلى منزل الصغيرة منهن والتي كانت مقربة جداً من والدتك فكانت أكثر عنادا من شقيقتيها فطردتني وهددتني إن عدت مرة ثانية بأن تبلغ الشرطة عني، قلت له عظيم يعني لدينا أحد لنبدأ معه، قال يا ابنتي قلت لك: إنها طردتني وهددتني أجبت: نعم هكذا تصرفت معك أنت لكنها لن تفعلها معي، قال معك حق بل بالعكس بالتأكيد سوف تفرح جداً برؤيتك، قلت وماذا تنتظر هيا بنا نذهب إليها قلت: لكن يا ابنتي إنها تعيش في أبوظبي والآن قد أصبحت الساعة السادسة دعيها للغد . قلت أرجوك يا والدي خذني اليوم فأنا لن أستطيع الانتظار يجب أن أراها قبل أن يحل عيد الأمهات لعلني عندها أكون بين ذراعيها، قال والله العظيم سآخذك إليها في الغد الباكر ولن نعود إلا ونحن نعرف مكانها لذلك جهزي حقيبة صغيرة ضعي فيها ما تحتاجينه لأننا سنبقى عدة أيام هناك، سوف أحجز في الفندق الآن وهكذا نقضي نهاية الأسبوع سويا أخذت أقبله وأشكره من كل قلبي ضحك وقال هيا دعيني الآن اذهب إلى الشركة لأنهي عملي وأوقع لهم على عقود مهمة وأخبرهم بأنني سوف أتغيب لفترة وأعدك بالبحث عنها إلى أن نجدها بإذن الله، فرحت جداً بالخبر أنزلني عند باب المنزل وتوجه إلى الشركة لاقتني جدتي كالعادة بأسئلتها التي لا تنتهي أين كنت لماذا تأخرت؟ كنت اتصل بك وخطك مغلق، كذلك والدك ماذا يجري أين هو الآن كنت انتظركما على الغذاء وانشغل بالي عندما لم تأتيا ولم تتصلا أين كنتما؟ هل كنت معه أم ماذا؟ قلت جدتي أرجوك ما بالك كالمحققين لا تتوقفين عن طرح الأسئلة نعم كنت مع والدي وقد تناولنا طعام الغذاء في المطعم ويبدو أن لا إرسال هناك ولم نعتقد أننا سوف نتأخر، هكذا فقد مر الوقت بسرعة كنت أكلمها وأنا أتوجه إلى غرفتي وهي تتبعني، كنت أقفز درجات السلم بسرعة لأصل إلى غرفتي وأجهز أغراضي تبعتني وهي ما زالت تطرح عليّ الأسئلة لم أنت فرحة هكذا؟ ولماذا أنت مستعجلة؟ أخبريني يا طيف قلت لا شيء يا جدتي ألا يحق لي أن أفرح، قالت بالعكس يا ابنتي لكن ليس من عادتك أن تكوني هكذا هل نجحت في امتحاناتك؟ قلت نعم بالضبط هذا ما حصل كما إنني نلت درجات عالية، والآن اعذريني يا جدتي أريد أن أستحم وأدرس قليلاً، لكنني أريد أن أتحدث معك فأنا طوال النهار وحدي لا أكلم أحداً، وقد مللت جداً أجبتها أعدك أن انزل عندما أنتهي من الاستحمام وسنتناول العشاء سوياً مع أبي، لم أصدق أنها خرجت فارتميت على سريري والفرحة تغمر كياني الله سوف أرى خالتي غداً إنها من رائحة أمي كيف ستستقبلني وهل ما زالت تحبني هل سترشدني إلى مكان والدتي أسئلة كثيرة أخذت تدور برأسي، لكنني قمت أجهز ملابسي وماذا ارتدي وكيف سيكون اللقاء سأبتاع لها الورود سوف آخذها بالأحضان لم أعرف طعم النوم في تلك الليلة وفي الصباح الباكر انطلقنا والدي وأنا في رحلة البحث عن والدتي الحبيبة كانت الطريق طويلة هذه المرة من قبل كنا نصل بسرعة أعادني صوت والدي إلى الواقع عندما قال طيفوو أين أصبحت في خيالك قلت: أين تعتقد عند أمي وخالتي قال وتركتني أواجه جدتك وحدي فهي لم تتوقف عن طرح الأسئلة علي لماذا أنتما ذاهبان إلى أبوظبي، وكيف تتركاني وحدي؟ قلت لها لقد كلمت شقيقتي وستأتي لتأخذك إلى منزلها لقضاء عدة أيام فأجابتني ولماذا لا أذهب معكما، قلت لها إن الدرب طويل وسنقضي وقتنا ونحن نتجول بين مركز وآخر لابتياع الحاجيات وأنت لا تستطيعين السير فستبقين في الفندق وحيدة من الأفضل أن تبقي مع شقيقتي هكذا تفرحين مع الصغار ويفرحون بك ضحكنا أنا وهو عندما تخيلنا شكلها وهي مستاءة من الوضع، كما أنها ذكية ولم تنطلي تلك الكذبة عليها المهم وصلنا إلى الفندق وضعنا أغراضنا وتناولنا فطورنا ثم جهزت نفسي ومرينا عند بائع الأزهار وابتعت لها باقة كبيرة رائعة وعندما اقتربنا من المنزل أخذ قلبي يخفق بقوة وأخذت ارتجف شعرت بالبرودة تسري في جسمي أمسكني والدي من يدي قائلاً: ما بك يا حبيبتي قلت أنا متوترة لكنني سعيدة يا والدي، أوقف السيارة وقال هذا هو الباب انزلي وأنا سوف أنتظرك هنا أمام الباب . قلت ربما تأخرت قال إن الأمل بإيجادها يستحق أن أنتظر لآخر العمر، هيا يا ابنتي وفقك الله لعلك تفعلين ما عجزت عن فعله أنا، سرت أتعثر بخطواتي وصلت إلى الباب ضغطت على الجرس ففتحت لي الخادمة وقالت: نعم قلت هل المدام . هنا أجابت من أقول لها؟ قولي لها قريبتك فأنا أريد أن أفاجئها أدخلتني إلى الصالة وطلبت مني الانتظار بقيت واقفة وأنظر حولي علني أجد شيئاً مهماً كان يذكرني بها أو بأولادها وما هي إلا دقائق حتى دخلت علي امرأة جميلة أنيقة تفوح منها رائحة البخور والعطور نظرت إليها وكاد قلبي يتوقف، إنها هي خالتي لا تزال كما هي مع بعض التجاعيد الخفيفة فسمعتها تقول أهلاً وسهلاً قلت خالتي فاطمة نظرت إلي كأنها لا تصدق ثم صرخت طيف، فرميت الورد من يدي وارتميت بين أحضانها وأنا أبكي وأشهق، هي أيضاً حضتني بقوة وكانت تقبلني ثم تتوقف لتتأملني ثم تعود وتحضنني وهي تقول: لا أصدق عيني يا حبيبتي فديت روحك يا الغالية ابنة الغالية اجلسي يا حبيبتي دعيني أتأملك فقد أصبحت شابة رائعة الجمال تشبهين والدتك جداً . اخبريني كيف عرفت مكاني؟ وكيف أتيت؟ قلت لها كل ما جرى وان والدي في الخارج وهو يبحث عنها منذ أعوام لكنه لم يجدها صمتت وتنهدت تنهيدة عميقة قائلة فليسامحه الله على ما فعله بها، أما أنا فلن أسامحه ما حييت قلت لماذا يا خالتي؟ أرجوك أخبريني كل شيء لكن أولاً قولي لي أين هي أمي فأنا أريد أن أراها سأموت إن لم أجدها، فهذا حلمي منذ سنوات لقد عشت كأنني يتيمة لقد حرمت منها طوال سنوات يا خالتي وأنا أريد أن أعوض عما فاتنا قولي لي أين أجدها فلن أستطيع أن انتظر أكثر مما انتظرت لقد أضعنا الكثير من الوقت وأريد أن أستغل كل دقيقة من حياتي قربها وأجعلها تنسى ما عانته من عذاب وحرمان، كانت خالتي تبكي طوال الوقت وتحضنني فقلت تكلمي أرجوك قالت: أنت الآن تعيديني ثلاثة عشر عاماً للوراء لأيام كنت أحاول أن أنساها لأنها كانت مرة وحزينة بنفس الوقت لنا جميعاً فقد وصلت والدتك إلينا وهي شبه ميتة، فقد كانت آثار الضرب واضحة على وجهها المغطى بالدماء وجسدها الممتلئ بالكدمات حاولنا معرفة ما جرى منها، لكننا لم نستطع فقد كانت منهارة وبما إنها كانت تُعالج من حالة الاكتئاب التي مرت بها من قبل فقد كانت الانتكاسة أقوى من أي شيء حملها شقيقي وتوجه بها إلى أقرب مستشفى، حيث كانت تصرخ و(تولول) وهي لا تقول إلا كلمة واحدة ابنتي، أريد ابنتي لم نعرف منها السبب الذي أدى إلى حالتها تلك ذهب خالك إلى والدك ليحاول معرفة الذي جرى فاستقبلته جدتك بالشتائم وهي تقول له اذهب ولا تعد قبل أن تحّصل شرف العائلة فشقيقتك المحترمة حامل يا أستاذ تعجب شقيقي، وقال: وما العيب بذلك قالت: ابني لم يعد يستطيع الإنجاب منذ الحادث وأنت تعلم ذلك، أجابها: لا لا أعرف فشقيقتي لم تخبرني بذلك قالت ها أنا قد أخبرتك اذهب واسألها ممن يكون ابن الحرام الذي في أحشائها جمد شقيقي في مكانه لدقائق ثم أجابها: إن شقيقتي أشرف من الشرف وأنت تعلمين ذلك أجابته كم أنت مغشوش بها هيا اذهب من هنا ولا تعود ابنتكم عندكم وابنتنا عندنا أما ورقة الطلاق فستصلها اليوم عاد أخي إلى المستشفى وهو بحالة من الغضب الشديد ليس من والدتك بل منهم فهو لم يشك بها للحظة واحدة تم نقل والدتك المسكينة من المستشفى الذي كانت به إلى مستشفى الأمراض العصبية والنفسية، حيث قضت هناك تسعة أشهر فالمسكينة لم تكن تعي شيئاً فقد فقدت عقلها بالكامل، وقال الطبيب بأنه سيحاول معها الجلسات الكهربائية لكن بعد أن تضع مولودها صرخت قائلة لدي أخ؟ أين هو قالت انه معهم أين سيكون لكنه يحمل كنية خالك فقد وضعه في خانته وأين هو خالي لقد بحث والدي عنه كثيراً، لكنه لم يجده قالت لقد أخذ عائلته وسافر بهم إلى السعودية، حيث أسس شركة هناك، ووالدتي معه سألتها قالت نعم، وهل هي بخير أجابت إنها تعيش من أجل شقيقك وعلى أمل رؤيتك فأنت الحرقة في قلبها صورتك دائماً في يدها تقبلك وتكلمك تناجيك وتعدك بأنها ستراك يوما فهي لم تفقد الأمل لغاية الآن قلت أرجوك يا خالتي لا بل أتوسل إليك أن تعطيني عنوانها لأسافر إليها اليوم وليس غداً، قالت ووالدك؟ أنه نادم جدا كما قلت لك وهو يبحث عنها منذ أعوام طويلة وقد طلق زوجته الثانية بعد أن فقدت الجنين ويعيش على أمل أن يجد والدتي فهو يتعذب ويلوم نفسه ويلعن الشيطان الذي لعب برأسه أعطتني العنوان شكرتها وقبلتها على أمل أن أراها قريباً ووالدتي معي، أمسكت العنوان بيدي كأنه كنز خرجت مسرعة أزف الخبر السعيد لوالدي فرأيت الدموع في عينيه . وقال الحمد والشكر لك يا الله قلت سنسافر إليهما أليس كذلك يا أبي أجابني بالطبع يا ابنتي يكفي فراق لن نضيع دقيقة دونها ومن دون شقيقك، صدقوني لم أعرف طعم النوم تلك الليلة جلست في الطائرة على طرف المقعد إلى الأمام كأنني وبوضعي هذا أصل أسرع، وصلنا إلى العنوان فأصبح قلبي يطرق بسرعة غريبة كدت أقع أرضاً من شدة تأثري وفرحي طرقت على الباب ففتح لي شاب قلت السلام عليكم وعليكم السلام أجابني قلت هل السيدة لطيفة هنا؟ أجاب نعم تفضلي دخلت وأنا أشعر بأن قدماي لا تحملاني كنت أطير ولا أسير كنت أرتجف كالورقة ناداها أمي هناك من يطلبك نظرت إليه قائلة هذا أخي حبيبي ما أجمله سبحان الخالق، أردت أن أحضنه وأقول له أنا شقيقتك لكنني تسمرت مكاني كالبلهاء، كانت الأمور تتسارع عندي ولا يستطيع عقلي أن يحتمل كل تلك المفاجآت مرة واحدة سمعت وقع أقدام والدتي وهي تنزل السلم كانت كالموسيقا بالنسبة لي سيمفونية رائعة اسمعها للمرة الأولى نظرت إليها فرأيت نوراً يشع من وجهها كأنها ملاك ركضت إليها وأنا ابكي وأصرخ أمي، كدت أوقعها أرضا فقد رميت نفسي بين أحضانها أتنشق رائحتها أقبل يديها ووجهها رأسها وجيدها أردد أمي لا أصدق بأنني رأيتك . نظرت ملياً إلي ثم قالت طيف؟ أنت طيف أنت ابنتي أم إني أحلم؟ قلت لا يا أمي أنت لا تحلمين أنا هنا أنا ابنتك أبعدتني عنها وهي تمسك بكتفي ونظرت إلي قائلة لا أصدق أنت ابنتي الصغيرة أنت حياتي دعيني أراك دعيني أكحل عيني برؤيتك يا عمري الغالي يا حبيبة قلبي يا غاليتي يا قطعة من قلبي يا فلذة كبدي ثم حضنتني ودموعها تملأ وجهها الجميل وشدتني إليها وهي تردد ابنتي حبيبتي فديتك يا روح أمك يا نظري كنا نشهق ونبكي لوقت طويل ثم نظرت إلى شقيقي الذي كانت الدموع تملأ عينيه والبسمة على شفاهه لكنه لم يقترب فقد تركنا نشبع من بعضنا بعضاً قبل أن أطلب منه الاقتراب وأخذته بين ذراعي وأقول طوال حياتي وأنا احلم بتلك اللحظة أحلم بأن أجد أمي، والآن وجدتها ووجدتك الحمد لله، الحمد لله نزل خالي على صوتنا وتبعته جدتي وعاد البكاء يملأ المكان من جديد، فكان الجميع يحضنني ويقبلني ودموعنا تبلل وجوهنا، ثم سألني خالي كيف وصلت إليهم فتذكرت والدي المنتظر خارجاً منذ وقت طويل فأخبرتهم بأنه يبحث عنها منذ أعوام طويلة، وكم هو نادم وبعد محادثات طويلة وعتاب عليه وحزن دفين بعيني والدتي قال: خالي لا بأس يا ابنتي إن المسامح كريم المهم أن يعرف الإنسان خطأه ويعترف به، وأنا لا يهمني شيء سوى أن يلتم شمل عائلتكم فقد عانيتم الكثير، ثم خرج إليه وطلب منه الدخول .
انه عيد الأمهات الأول الذي أمضيه مع أمي الغالية، إنها ملاكي وحبيبتي لم أترك يدها منذ وجدتها كما أن والدي لا يترك ابنه لحظة أصبحنا عائلة سعيدة مجدداً وأصبح للعيد طعم عندي .
منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: