أفرقاء الحوار اللبناني يعتبرون «ورقة سليمان» منطلقا للبحث عن توافق على استراتيجية دفاعية


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

«حوار السلحفاة»، شعار بات يختصر جولات الحوار الوطني في لبنان الذي يناقش بند سلاح «حزب الله» تحت مسمى الاستراتيجية الدفاعية التي حضرت امس على «طاولة القصر» التي انعقدت برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسط أجواء ومناخات داخلية بدا معها هذا النهج الحواري المعتمَد عرضة اكثر فأكثر للشكوك في جدواه وفوائده ونتائجه.
ومع ان جولة البارحة الحواريّة تميّزت بطرح رئيس الجمهورية تصوره للاستراتيجية الدفاعية مستنداً في ذلك الى اعتبار معركة العديسة (العام 2010) بين الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية نموذجاً لهذه الاستراتيجية بما يتلخص بان الجيش هو «رأس الحربة» الدفاعية تؤازره «المقاومة» عند الحاجة، فان الظروف العامة التي يعيشها لبنان بدت وكأنها رسمت سلم اولويات ملحة اخرى جعلت انعقاد جولة الحوار كأنها عنواناً هامشياً نظرا الى الانطباع الراسخ بان هذا الحوار لن يفضي الى اي نتائج ملموسة في وقت قريب.
وبحسب بيان صدر بعد الجلسة، اكد افرقاء الحوار ان التصور الذي قدمه رئيس الجمهورية للاسترايتجية الدفاعية يشكل منطلقا للمناقشة سعياً للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية، ومن ضمنها موضوع السلاح، وتأكيد ضرورة المحافظة على دينامية الحوار.
واوضح البيان انه «بنتيجة المداولات توافق المتحاورون على (...) البناء على ما كرسته زيارة قداسة البابا بينيدكتوس السادس عشر من أجواء استقرار وتضامن بين مختلف فئات ومكونات الشعب اللبناني من أجل ترسيخ نهج دائم من الحوار والتوافق في مقاربة المسائل الوطنية».
كما توافق المتحاورون على «اعتبار الفيلم والرسومات المسيئة للاسلام عملا استفزازيا مدانا يهدف لزرع الفتنة والتفرقة والصراع بين الحضارات والديانات والثقافات، وبالتالي دعم الحكومة اللبنانية في موقفها الداعي للمبادرة بالعمل على اعداد واصدار تشريع دولي يحرم ويجرم الاساءة الى الديانات السموية».
ولم تتم مناقشة تصور الرئيس في الجلسة بعدما طلب المتحاورون (غاب منهم الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع والنائبان سليمان فرجية وطلال ارسلان) مزيداً من الوقت لدرسه على ان يجري بحثه بعمق في الحجول الحوارية المقبلة التي تحدد موعدها في 12 نوفمبر.
وعُلم ان التصور الذي قدمه سليمان تألّف من ورقتين ونصف ورقة وتضمّن 3 فقرات، الاولى عن المخاطر والثانية كيفية مواجهتها والثالثة مرتكزات الاستراتيجية الدفاعية، في حين اشارت تقارير الى ان رئيس الجمهورية وضع تعديلين مهمين على الورقة في الساعات الاخيرة قبل توزيعها، وأنه اطلع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عليها اضافة الى النائب وليد جنبلاط.
وجاء الابرز في في ورقة الرئيس الفقرة د 2 المتعلقة بالمقاومة والتي جاء فيها: «استناداً الى المادة 65 من الدستور والى قانون الدفاع وحتى تزويد الجيش اللبناني بما يلزم للقيام بواجباته يدعو الرئيس سليمان للتوافق على اطر وآليات مناسبة لاستعمال سلاح المقاومة وتحديد امرته واقرار وضعه في تصرف الجيش الموكل باستخدام عناصر القوة لدعمه في تنفيذ خطته العسكرية مع تأكيد ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال».
وفي حين شكّل تصور رئيس الجمهورية «منطلقا للمناقشة» التي تبدأ في 12 نوفمبر «سعيا للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية، ومن ضمنها موضوع السلاح»، احتل الحيز الاكبر من مناقشات يوم امس بين اقطاب الحوار من فريقيْ 8 و 14 آذار ملفات الساعة الى جانب زيارة البابا لبيروت وما تركته من مناخات ايجابي وصولاً الى الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلّم.
وقد ركّزت «14 آذار» مداخلاتها على العناوين الآتية:
تصريح قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري عن وجود عناصر تابعة له في لبنان.
التصريحات الايرانية عن دور سلاح «حزب الله» في مواجهة اسرائيل في حال شن الاخيرة حربا على ايران.
الانتهاكات السورية التي تحصل على الحدود الشمالية والشرقية.
المخاطر الاقتصادية والمالية في ضوء الاعباء المترتبة على اقرار سلسلة الترب والرواتب، الى جانب الانفلات الامني المتفاقم والذي يجسده ملف «الخطف على الفدية».
واشارت معلومات الى ان رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة اثار تصريح جعفري، وطلب موقفاً واضحاً من حزب الله حياله، فكان جواب رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد بان الرئيس سليمان اتخذ الاجراءات اللازمة في الموضوع في اشارة الى استدعائه السفير الايراني في بيروت والطلب منه الحصول على توضيح ايراني رسمي انطلاقاً مما قال السفير انه تحريف حصل لكلام جعفري.
وكان لافتاً خلال النقاش ان قوى 14 آذار لم تنتزع تعهداً من «حزب الله» بانه لن يتدخل اذا حصلت اي ضربة اسرائيلية على ايران.
وجاء استئناف جلسات الحوار في وقت عاد هاجس الاستقرار الامني في البلاد يرخي بذيوله الثقيلة على مجمل الوضع الداخلي في ظل تطورين اساسيين هما تفشي ظاهرة الخطف مجدداً في الايام الاخيرة مقابل فدية، والخشية من التوترات التي أثارتها تداعيات الاحتجاجات على الفيلم المسيء الى الاسلام والرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها المجلة الفرنسية «شارلي ابدو» ايضاً.
وفي الشقّ المتعلق بظاهرة الخطف، لاحظت اوساط مواكبة لهذا الملف ان الدولة اللبنانية عادت الى التخبط في الملابسات نفسها التي سبق ان واجهتها في موجة الخطف الاولى التي طاولت مواطنين سوريين واثنين من الاتراك على يد عشيرة المقداد رداً على خطف لبنانيين في سورية. ولكن الامر اختلف في الموجة الحالية اذ تبدو عمليات الخطف في مجملها تستهدف الحصول على فدية مالية.
وتقول الاوساط الامنية المعنية ان الامر يتصل بشبكات وعصابات محدودة تمتلك الاجهزة معلومات عنها وجرى وضع خطط امنية منسقة يؤمل معها في وضع حد حاسم لهذه الظاهرة خلال اسبوع كما اعلن وزير الداخلية مروان شربل.
اما في الشق المتعلق بالاحتجاجات على الاساءة الى الاسلام، فقالت الاوساط ان المخاوف بدت اقل وان لم تقلل حجم التوترات المتصاعدة وامكان اتساعها. واوضحت ان اجراءات مشددة اتخذت تحسبا لليوم الجمعة وطاولت السفارة الفرنسية والمقار الثقافية والتربوية الفرنسية فضلا عن اجراءات مشددة ستتبع خلال التجمع الذي سيقوم به اليوم امام مسجد بلال بن رباح (صيدا) الشيخ احمد الاسير وانصاره في وسط بيروت منعاً لاي احتكاك او حوادث محتملة. كما ان تدابير مماثلة اتخذت في طرابلس ومدن اخرى قد تشهد تجمعات وتظاهرات حاشدة اليوم ولاسيما بعلبك حيث ينظم «حزب الله» الجولة الثالثة من مسيرات «لبيك يا رسول الله».
 
أعلى