أقدم «بوفجي» في جدة.. 45 عاما مع الساندويتشات

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تقع كافيتريا العم أحمد بن علي على طرف شارع الإسكان بحي الأمير عبد المجيد النموذجي بجدة.
عند دخولك للمحل يقابلك بابتسامة لم تفارقه منذ 45 عاما، تعلمها ممن تعلم منهم مهنة «البوفجي» على حد وصفه، مع عبارات الترحيب والثناء التي وصفها بأنها هي المفتاح لكسب وجذب الزبائن. و«البوفجي» عامل يمتهن تقديم الساندويتشات والعصائر، وهي مأخوذة من بوفيه.​
«الشرق الأوسط» التقت بأحمد بن علي، أقدم «بوفجي» في جدة، الذي ذكر أنه تعلم أصول هذه المهنة منذ أكثر من 45 عاما بحي النزلة اليمانية، وقتما كانت بجدة 20 كافيتريا، أو بوفيه لتقديم الساندويتشات والعصائر، لافتا إلى أن حي النزلة اليمانية يعد من أقدم الأحياء بجدة، ومع ذلك لم يكن به سوى عدد 3 محلات لتقديم الساندويتشات.​
وحول المهنة يقول أحمد بن علي «بدأت وأنا طالب في المرحلة الابتدائية مع أخي الأكبر، حيث بدأت الفكرة بافتتاح بقالة، ولم تنجح ذلك النجاح، وذات يوم عرض علينا أحد الزبائن ونحن في البقالة أن نفتح كافيتريا لبيع الساندويتشات، ولم تكن تلك الفكرة ناجحة، كون التركيز كان على صنع الوجبات في البيوت آن ذاك. وأتذكر أنني أخذت أفكر في الموضوع لمدة أسبوع كامل. وبعد ذلك قررت مع أخي دخول هذا العالم. وكانت البداية بمحل صغير متواضع جدا لا تتجاوز مساحته المترين. وكانت الصدمة في بداية المشروع الإقبال الضئيل على تلك الوجبات في ظل وجود امتعاض وتحفظ من قبل المسنين، ويوما بعد يوم بدأ المشروع في النجاح.​
وحول نوعية الساندويتشات في تلك الحقبة قبل 45 عاما ذكر بن علي أن الناس لم يكونوا يطلبون في تلك الفترة سوى ساندويتشات البيض المسلوق والتونة فقط، وكان الإقبال بشكل ضعيف جدا على البيض المقلي، نظرا لعدم اقتناع الكثير من الناس بطعمه أو بطريقة إعداده، لافتا إلى أن سعر الساندويتش لم يتغير كثيرا عن السابق في ظل تغير العملة.​
ولفت بن علي إلى أن «الكثير من مسني الحي نظرا لحبهم لي كانوا يقومون بنصحي بالتوقف عن تلك المهنة التي تعد على حد وصفهم دخيلة وليست ذات جدوى. وكانوا يؤكدون أن افتتاح مطعم شعبي يقدم الوجبات الدسمة أفضل دخلا من محل صغير لا يقدم سوى صنفين بشكل يومي.​
ويؤكد البوفجي أحمد بن علي أن مهنة البوفجي ممتعة قائلا «أقابل فيها الجمهور، وقد تعرفت من خلالها على الكثير من الزبائن ممن يملكون المناصب وممن هم عاديون. وميزة المكان (البوفيه) أنه مفتوح طوال الأوقات من الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل، وهو الخيار الأمثل للزبون من حيث تقديم وجبة سريعة خفيفة يعشقها الكثيرون في ظل عدم وجود بدائل في بعض الأوقات».​
ولفت أقدم بوفجي في جدة إلى أن زبائن اليوم قد تغيروا كثيرا، وقد دخلت على عالم البوفيهات الكثير من الإضافات، مثل المايونيز الذي لم يكن معروفا قبل أكثر من 40 عاما مضت، مضيفا «اليوم توجد إضافات مطلوبة أيضا كالخردل والبهارات وبعض أنواع الصلصة»، كما زاد عدد الأصناف كالهمبرغر والمخ بالبيض والبيض نصف استواء والكبدة والطعمية وغيرها من الوجبات السريعة.​
وحول فروع المحل قال بن علي «أتمنى أن يكون لي أكثر من 100 فرع في المستقبل القريب، فالمهنة ممتعة كثيرا، حيث أقابل الناس وأتحدث معهم، بل إن الكثير منهم باتوا أصدقاء لي. وقد وفرت للكثير منهم خدمة الاتصال لتسريع الطلب حيث خصصت بعض العمال في المحل لخدمة الزبائن الذي يتصلون كي لا يتأخروا عن أعمالهم وتكون خدمتهم على أكمل وجه».​
واختتم بن علي حديثه لـ«الشر ق الأوسط» بالتأكيد على أن أي مهنة في العالم تحتاج إلى الصبر والتروي والعمل فيها كنوع من الاستمتاع كي يجني صاحبها الفائدة، مؤكدا أنه تمنى أن يحسب عدد ما باع من الساندويتشات كي يدخل قائمة «غينيس» في بيع أكبر عدد من الساندويتشات على مستوى العالم.​
 
أعلى