§ أبو المر §
بيلساني فعال
- إنضم
- Jun 28, 2008
- المشاركات
- 110
- مستوى التفاعل
- 87
- المطرح
- مع احلى قمر بلبلد
السلام عليكم
ترسخت في حياتنا على مر السنين مجموعة من السلوكيات التي تعتبر من أهم المظاهر الدالة على انحطاطنا وبعدنا عن التحضّر.
ومن أهم هذه السلوكيات ما نلمسه في أبسط أمورنا الحياتية اليومية, فمن الاستهتار وعدم الإهتمام, إلى الهدر في الوقت والجهد, إلى عدم إتقان العمل, وعدم تحمّل المسؤولية, إلى عدم القدرة على تقبل الآخر والتسامح معه, وغيرها من السلوكيات التي جعلت منا أسرى منظومة من الممارسات التي انعكست آثارها السيئة على كل مرافق حياتنا, فأوجدت الاستبداد والتسلط والفقر والجهل والمرض وغيرها من المظاهر التي نعتقد خطأ أنها هي السبب فيما نحن فيه من انحطاط وموات حضاري.
ولنتحدث عن عدم اتقان العمل, كواحد من هذه السلوكيات التي نعاني من آثارها الكارثية في كافة المستويات.
إننا إذا نظرنا حولنا نجد أن أي عمل نطلبه أو نحاول القيام به يكون همنا أن (نمّشي الحال) فالطرقات مثلاً لا تُنفّذ بإتقان ونقبلها على عيوبها ونقول (ماشي الحال).
يأتي العامل ليقوم بإصلاح شيء معطوب في البيت فيقوم بعمله بغير اتقان ونقول (ماشي الحال).
يذهب المريض إلى المستشفى فيُعامل ككائن لا إحساس له وتُقدّم له خدمات (تمشاية الحال).
في المدارس المعلمون (يمشّون الحال) والطلاب يدرسون (تمشاية حال)......
حتى صار (ماشي الحال) داءً ينخر في مرافقنا جميعها. لقد صرنا أمة يصدق عليها وصف "أمة ماشي الحال", بمعنى أننا نقبل بالعمل بأقل مواصفات الجودة, ونتغاضى عن سوء التنفيذ, ونقول "ما شي الحال" فنهدر مالنا, ووقتنا وجهدنا, ولا نحصل على عمل متكامل مفيد, والأهم من ذلك أننا لا نسعى نحو التطوير والتحسين وتلافي الأخطاء.
ولكن ما الذي أوصلنا إلى هذا؟ برأيي أنه ما يتصوره الناس ويفهمونه على أنه سلوك المسالمة, وعدم (التشدد ) و(التسامح), فنحن شعب طيب مسالم لا نحب المشاكل, فنقبل بالخطأ ونسكت عنه بحجة أننا لا نريد مشاكل, أو أننا نشفق على المخطئ ونقول (خطي) و(حرام) وغيرها من العبارات التي تعبر عن فهم خاطئ للحقوق والواجبات.
فحين أطلب من نجار أن يصنع لي طاولة, ويقوم هو بصنعها بطريقة غير متقنة وأقبلها منه, فإنني بذلك قبلت بهدر مالي, ووقتي, وجهد العامل ووقته, ولم أساعد هذا العامل على تطوير عمله وكسب مهارات جديدة تمكّنه من تلافي الأخطاء الذي وقع فيها أولاً, وجعلت عمله غير متقن. بينما لو أنني رفضت استلام عمل غير متقن, واهتم العامل بأن لا يُخرج من ورشته إلا قطعة متقنة, لسعى إلى تحسين مهاراته, فوفر علي مالي ووقتي, ومكنني من استخدام ما أريد على أحسن صورة وبأقصى فائدة.
هذا الداء الذي نسكت عنه بإرادتنا شجع على الفساد والتراخي وعدم المسؤولية, وكلنا يلمس مدى الآثار السيئة لعدم اتقاننا لعملنا في كافة المجالات الاقتصادية والتعليمية والطبية والحياتية مما جعلنا نهدر كثيراً من إمكاناتنا المادية والمعنوية, التي نحن في أشد الحاجة إليها.
فهل سيأتي اليوم الذي نتخلّص فيه من داء (ماشي الحال) ؟ أعتقد أن كل شخص يستطيع أن يبدأ بنفسه فيتقن عمله, لأن فائدة اتقان العمل تنعكس على الشخص ذاته أولاً, فتزداد مهاراته, وتتطور قدراته, ويكسب ثقة الناس, ويحترم نفسه, ويرضي ربه, (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة: 7, 8).
وبنفس الوقت لا بد من تعاون جميع أفراد المجتمع على مكافحة داء (ماشي الحال) وذلك برفض قبول أي عمل غير متقن وعدم السكوت عنه مهما كانت الأسباب, فمن الأمور التي تشجع على عدم اتقان العمل هي أن من يقوم بعمله (تمشاية حال) فإنه يجد من يقبل منه هذا العمل الغير متقن, فإذا رفضت أنا مثلاً عمله, فإنه سيجد من يقبل منه هذا العمل على الرغم من عدم اتقانه, وهذه هي أهم مشكلة تواجهنا في محاربة داء (ماشي الحال). فلو أن كل واحد فينا بدأ بنفسه, وتعاون مع غيره لتخلصنا من هذا الداء الذي أعتبره من أكثر المعوّقات التي تعيق رقينا وتحضّرنا.
ترسخت في حياتنا على مر السنين مجموعة من السلوكيات التي تعتبر من أهم المظاهر الدالة على انحطاطنا وبعدنا عن التحضّر.
ومن أهم هذه السلوكيات ما نلمسه في أبسط أمورنا الحياتية اليومية, فمن الاستهتار وعدم الإهتمام, إلى الهدر في الوقت والجهد, إلى عدم إتقان العمل, وعدم تحمّل المسؤولية, إلى عدم القدرة على تقبل الآخر والتسامح معه, وغيرها من السلوكيات التي جعلت منا أسرى منظومة من الممارسات التي انعكست آثارها السيئة على كل مرافق حياتنا, فأوجدت الاستبداد والتسلط والفقر والجهل والمرض وغيرها من المظاهر التي نعتقد خطأ أنها هي السبب فيما نحن فيه من انحطاط وموات حضاري.
ولنتحدث عن عدم اتقان العمل, كواحد من هذه السلوكيات التي نعاني من آثارها الكارثية في كافة المستويات.
إننا إذا نظرنا حولنا نجد أن أي عمل نطلبه أو نحاول القيام به يكون همنا أن (نمّشي الحال) فالطرقات مثلاً لا تُنفّذ بإتقان ونقبلها على عيوبها ونقول (ماشي الحال).
يأتي العامل ليقوم بإصلاح شيء معطوب في البيت فيقوم بعمله بغير اتقان ونقول (ماشي الحال).
يذهب المريض إلى المستشفى فيُعامل ككائن لا إحساس له وتُقدّم له خدمات (تمشاية الحال).
في المدارس المعلمون (يمشّون الحال) والطلاب يدرسون (تمشاية حال)......
حتى صار (ماشي الحال) داءً ينخر في مرافقنا جميعها. لقد صرنا أمة يصدق عليها وصف "أمة ماشي الحال", بمعنى أننا نقبل بالعمل بأقل مواصفات الجودة, ونتغاضى عن سوء التنفيذ, ونقول "ما شي الحال" فنهدر مالنا, ووقتنا وجهدنا, ولا نحصل على عمل متكامل مفيد, والأهم من ذلك أننا لا نسعى نحو التطوير والتحسين وتلافي الأخطاء.
ولكن ما الذي أوصلنا إلى هذا؟ برأيي أنه ما يتصوره الناس ويفهمونه على أنه سلوك المسالمة, وعدم (التشدد ) و(التسامح), فنحن شعب طيب مسالم لا نحب المشاكل, فنقبل بالخطأ ونسكت عنه بحجة أننا لا نريد مشاكل, أو أننا نشفق على المخطئ ونقول (خطي) و(حرام) وغيرها من العبارات التي تعبر عن فهم خاطئ للحقوق والواجبات.
فحين أطلب من نجار أن يصنع لي طاولة, ويقوم هو بصنعها بطريقة غير متقنة وأقبلها منه, فإنني بذلك قبلت بهدر مالي, ووقتي, وجهد العامل ووقته, ولم أساعد هذا العامل على تطوير عمله وكسب مهارات جديدة تمكّنه من تلافي الأخطاء الذي وقع فيها أولاً, وجعلت عمله غير متقن. بينما لو أنني رفضت استلام عمل غير متقن, واهتم العامل بأن لا يُخرج من ورشته إلا قطعة متقنة, لسعى إلى تحسين مهاراته, فوفر علي مالي ووقتي, ومكنني من استخدام ما أريد على أحسن صورة وبأقصى فائدة.
هذا الداء الذي نسكت عنه بإرادتنا شجع على الفساد والتراخي وعدم المسؤولية, وكلنا يلمس مدى الآثار السيئة لعدم اتقاننا لعملنا في كافة المجالات الاقتصادية والتعليمية والطبية والحياتية مما جعلنا نهدر كثيراً من إمكاناتنا المادية والمعنوية, التي نحن في أشد الحاجة إليها.
فهل سيأتي اليوم الذي نتخلّص فيه من داء (ماشي الحال) ؟ أعتقد أن كل شخص يستطيع أن يبدأ بنفسه فيتقن عمله, لأن فائدة اتقان العمل تنعكس على الشخص ذاته أولاً, فتزداد مهاراته, وتتطور قدراته, ويكسب ثقة الناس, ويحترم نفسه, ويرضي ربه, (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة: 7, 8).
وبنفس الوقت لا بد من تعاون جميع أفراد المجتمع على مكافحة داء (ماشي الحال) وذلك برفض قبول أي عمل غير متقن وعدم السكوت عنه مهما كانت الأسباب, فمن الأمور التي تشجع على عدم اتقان العمل هي أن من يقوم بعمله (تمشاية حال) فإنه يجد من يقبل منه هذا العمل الغير متقن, فإذا رفضت أنا مثلاً عمله, فإنه سيجد من يقبل منه هذا العمل على الرغم من عدم اتقانه, وهذه هي أهم مشكلة تواجهنا في محاربة داء (ماشي الحال). فلو أن كل واحد فينا بدأ بنفسه, وتعاون مع غيره لتخلصنا من هذا الداء الذي أعتبره من أكثر المعوّقات التي تعيق رقينا وتحضّرنا.