أنجلينا جولي تحرج النجوم العرب


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

حالة من الغضب عبّر عنها بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي من تقاعس الفنانين العرب عن الانخراط في العمل الإنساني، أججتها زيارة النجمة العالمية أنجلينا جولي إلى الأردن ولبنان حيث التقت بمسؤولين رسميين في البلدين، وجالت على مراكز النزوح التي لجأ إليها سوريون هاربون من أعمال العنف الدائرة في بلادهم منذ ما يقارب العام ونصف العام.
زيارة الفنانة، التي تحمل لقب سفيرة النوايا الحسنة من الأمم المتحدة، إلى بيروت وعمان، تبعتها مخيمات اللجوء على الحدود التركية ـ السورية، حيث التقت بلاجئين سوريين وسمعت منهم تفاصيل دقيقة عن معاناتهم، وتبرعت بملبغ من المال لتحسين أوضاعهم.

زيارة سرية
في بيروت، حظيت جولي باستقبال رسمي حاشد، رغم أن زيارتها أحيطت بالسرية وبالكاد تمكن المصورون من التقاط صورة لها في مراكز استقبلت لاجئين سوريين في البقاع اللبناني، وزارتها النجمة لتطلع على أحوال اللاجئين، وسط غياب تام للفنانين العرب والسوريين منهم على وجه الخصوص، إذ لم يشهد أي مركز لجوء في لبنان أي زيارة لفنان سوري حتى اليوم.
واللاجئون السوريون في لبنان يتوزعون على ثلاث فئات، الفئة الميسورة، التي تقطن في فنادق وشقق مفروشة، والفئة التي تقيم لدى أقارب لها في لبنان، والفئة الأفقر التي تقيم في المدارس وأماكن نزوح فتحت للاجئين قبل أن يطلب منهم مغادرتها مع بدء العام الدراسي.
ولأن معاناة هذه الفئة الأخيرة لم تستفز الفنانين العرب، فقد بدا من الطبيعي أن ينأوا بأنفسهم عنها، أقله كي لا يحمّلوا أنفسهم مواقف مع أو ضد الثورة السورية، لكن ما هي حجة الفنانين الذين أعلنوا مواقفهم السياسية منذ بداية الثورة؟ وما هو موقف الفنانين العرب حاملي ألقاب سفراء النوايا الحسنة؟

حملة ضد أصالة
منذ بداية الثورة السورية، اتخذت الفنانة أصالة موقفاً صريحاً، وأعلنت دعمها للثوار، ووصل بها الحد إلى مهاجمة الرئيس السوري شخصياً من خلال أغنية وصلت كلماتها إلى الإعلام ربما قبل أن تصل إلى الفنانة نفسها، لكن يبدو أن مواقف الفنانة بقيت مجرد كلمات كانت تعبر عنها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تارة، ومن خلال مقابلاتها التلفزيونية تارة أخرى، كما استخدمت مسرح مهرجان موازين في المغرب للإعلان عن موقفها الداعم للثورة، وأعلنت عن تخصيص ريع الحفل الذي أحيته في قرطاج إلى الثوار، مما دفع بالتونسيين إلى الإحجام عن حضور الحفل، كي لا يكونوا طرفاً في نزاع داخلي، حسب ما تردد في الصحافة التونسية، وأدى ذلك إلى فشل الحفل فشلاً ذريعاً لم تعتده أصالة المتربعة على عرش النجومية منذ سنوات.

موقع الاتهام
الفنانة، التي كانت قد سافرت إلى أكثر من بلد غربي وأحيت حفلات قالت إن ريعها عاد لمساعدة ضحايا أحداث العنف القائمة في سوريا، تبدو اليوم في موقع الاتهام، خصوصاً أنها لم تكلف نفسها عناء السفر إلى تركيا والأردن للوقوف على حال اللاجئين السوريين هناك، بعد أن أعلنت في السابق أن لبنان لم يعد وجهة آمنة بالنسبة إليها، لأن ثمة معارضين سوريين اختطفوا في لبنان بحسب النجمة، التي يبدو أنها لم تستثن اللاجئين في بيروت لهذا السبب، بل لأنها اعتادت كما غيرها من الفنانين ألا تخوض في العمل الإنساني على غرار ما تفعل أنجلينا جولي، ربما كي لا يقال إنها غاوية شهرة على حساب معاناة النازحين، أو ربما لأنها باتت على قناعة أنها دورها يكمن في الغناء على المسرح فحسب، ثم الإعلان عن التبرع بالمال لضحايا احداث العنف، وهو ما أجج ضدها حملة واسعة، شملت العديد من الفنانين السوريين، الذين تقاعسوا عن مد يد العون للاجئين.
وشملت حملة نظمها ناشطون سوريون على موقع فيسبوك فنانين سوريين يزورون بيروت ويقطنون في أفخم فنادقها، ولا يكلفون أنفسهم عناء السؤال عن حال مواطنيهم المهددين اليوم بالتشرد، مع طلب وزارة التربية اللبنانية منهم إخلاء المدارس التي يقطنون فيها إيذاناً ببدء العام الدراسي، وعجز الدولة اللبنانية عن تأمين مراكز تأويهم.

نزوح داخل الوطن
في حرب يوليو 2006، نزح مئات آلاف اللبنانيين من منازلهم في المناطق التي تعرضت للقصف الإسرائيلي إلى أماكن أكثر أماناً، أماكن استفزت بعض الفنانين اللبنانيين لزيارتها، فحضروا ومعهم مساعدات من مواد غذائية ومؤن ولعب للأطفال، وسبق الزيارات إعلان عنها في وسائل الإعلام التي أوفدت كاميرات سبقت الفنانات مما استفز نقادا اعتبروا في توزيع المساعدات على مرأى من الكاميرات إذلالا للاجئين واستغلالا لمعاناتهم، لذا لم يبد غريباً على الفنانة أنجلينا جولي أن تأتي في زيارة سرية لم يكشف عنها إلا لدى عقدها مؤتمراً صحفياً مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، من القصر الحكومي في بيروت، ولم يبد غريباً عليها أن تختلي باللاجئين الذين التقت بهم في منطقة البقاع بعيداً عن الكاميرات.
ولأن بعض الفنانين قد يتذرع بحجة أن أنجلينا هي سفيرة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يبقى من الضروري السؤال عن نانسي عجرم سفيرة الأمم المتحدة وتحديداً منظمة اليونيسف التي تعنى بالطفولة، فأين هي من معاناة الأطفال اللاجئين، أم أن مهمتها تقتصر على تقديم أغاني الأطفال فحسب وتصويرها على طريقة الفيديو كليب لتسلية النازحين في مراكز نزوحهم؟ أم أن الذنب تتحمله المنظمة العالمية التي تختار سفراء عربا لها وتتقاعس عن تأمين رحلات «إنسانية» لهم على غرار ما تفعله مع الفنانين العالميين، وهو ما دفع بالفنانة إليسا إلى الاستقالة من لقبها كسفيرة للمنظمة بعد أن طالها من الانتقادات ما اعتبرته مجحفاً بحقها، وهي التي أعلنت أنها على استعداد لزيارة ليبيا في وقت كانت تدك فيه بصواريخ النظام السابق، واذا كان الوضع كذلك فلماذا لا تستقيل نانسي عجرم؟.
 
أعلى