أوباما يطلب من مرسي والمقريف حماية السفارات ويصنّف مصر على أنها «لا عدوة ولا حليفة»


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

واشنطن، طرابلس - وكالات - طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف في اتصالين هاتفيين اجراهما بهما، بالالتزام بحماية المنشآت والبعثات الديبلوماسية الأميركية في بلديهما، مصنفا حكومة مصر بانها «ليست حليفة ولا عدوة» لبلاده، فيما اجلت واشنطن كل العاملين في قنصليتها في بنغازي اثر الهجوم الذي ادى الى مقتل السفير الاميركي لدى ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة اخرين ضمن الاحتجاجات على فيلم اميركي يسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وخفضت عدد العاملين بسفارتها في طرابلس التي اعلنت تشكيل لجنة تحقيق في مقتل السفير ورفاقه واعتقلت عددا من الاشخاص.
وذكر البيت الأبيض في بيان إن أوباما استعرض مع الرئيس المصري الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، والجهود الثنائية المستمرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني. وأضاف البيان أنه «نظراً للأحداث الأخيرة، وبما يتفق مع مصلحتنا في علاقة تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، أكد الرئيس أوباما أهمية أن تلتزم مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة في تأمين المقار الأميركية الديبلوماسية وموظفيها».
وقال اوباما انه «يرفض جهود الإساءة للإسلام، ولكنه أكد أنه لا يوجد أي مبرر للعنف ضد الأبرياء والأعمال التي تهدد الموظفين الأميركيين والمنشآت الأميركية».
واوضح البيان ان مرسي أعرب عن تعازيه لسقوط ضحايا أميركيين في ليبيا، وقال أن مصر ستحترم التزامها بضمان سلامة الموظفين الأميركيين.
ولكن أوباما قال في مقابلة مع شبكة «تيليموندو» الناطقة بالاسبانية: «إننا لا نعتبرهم (المصريين) حلفاء ولكننا لا نعتبرهم أعداء»، مضيفاً أن الحكومة المصرية جديدة وتحاول إيجاد طريقها وقد انتخبت ديموقراطياً، موضحا إنه يجب انتظار كيف تتصرف الحكومة المصرية لا سيما في ما يتعلق باتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.
وفي ما يتعلق بالتظاهرات أمام السفارة الأميركية في القاهرة احتجاجاً على الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم، قال أوباما: «بالطبع في هذا الوضع، ما نتوقعه هو أن تستجيب (الحكومة المصرية) إلى إصرارنا على ضمان حماية سفارتنا وحماية طواقمنا، وفي حال قاموا بأعمال لا تتناسب مع تحمل هذه المسؤوليات كما تفعل الدول الأخرى حيث لدينا سفارات، أعتقد أننا سنكون في مشكلة كبيرة».
وفي بيان آخر، قال البيت الأبيض إن أوباما أجرى مساء اول من أمس اتصالاً بالمقريف، حيث شكره على تعازيه بوفاة السفير والمسؤول الإعلامي شون سميث وديبلوماسيين اثنين آخرين في بنغازي.
وأعرب الرئيس الأميركي عن تقديره للتعاون الذي أبدته الحكومة الليبية والشعب في التصدي للهجوم «الشائن»، وقال إن «الحكومة الليبية يجب أن تستمر في العمل معنا لضمان أمن موظفينا».
وشدد على ضرورة أن يعمل الجانبان سوياً «للقيام بكل ما هو ضروري لتحديد مرتكبي هذا الهجوم وتقديمهم للعدالة»، كما اتفق الرئيسان على العمل بشكل وثيق للتحقيق في القضية.
وجدد أوباما دعمه للانتقال الديموقراطي في ليبيا «الذي آمن به السفير ستيفنز بعمق وقام بالكثير لتعزيزه»، كما رحب أوباما بانتخاب رئيس الوزراء الجديد في ليبيا مصطفى الشاقور «للمساعدة في قيادة الجهود التي تبذلها الحكومة الليبية لتحسين الأمن ومكافحة التطرف وتعزيز ديمقراطيتها».
ودانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الفيلم المسيء للاسلام، مؤكدة ان الحكومة الاميركية لا علاقة لها به مطلقا.
وقالت كلينتون: «بالنسبة لنا وبالنسبة لي انا شخصيا فان هذا الفيديو مقرف ومدان. ويبدو ان هدفه السخرية الشديدة والاساءة الى دين عظيم واثارة الغضب». واضافت: «لكنني قلت انه لا مبرر مطلقا للرد على هذا الفيديو بالعنف».
وكانت واشنطن قد ارسلت مدمرتين وقوات من مشاة البحرية (المارينز) الى مقربة من شواطىء ليبيا، وذلك وسط تكهنات بان منفذي الهجوم على القنصلية هم من تنظيم «القاعدة».
واعلن مسؤول أميركي كبير ان الولايات المتحدة أجلت كل العاملين في قنصليتها في بنغازي، مضيفا ان عملية الاجلاء التي تمت على متن طائرتين ضمت جميع الموظفين الاميركيين في بنغازي بما في ذلك الجثامين الاربعة والمصابون في الهجوم، مبينا ان المصابين سيعالجون في المانيا فيما سيتم نقل الجثامين الى الولايات المتحدة.
واشار الى بقاء الموظفين في اوروبا في حالة تأهب حتى يتم تعزيز الامن والاستقرار في المرحلة المقبلة.
كما اكد المصدر انه «تم تقليص عدد الموظفين في السفارة الاميركية في طرابلس الى مستويات الطوارئ وطلبنا من السلطات الليبية تعزيز الدعم الامني».
وبين انه تم اصدار قرار الى جميع الديبلوماسيين الاميركيين في العالم بمراجعة واستعراض الوضع الامني والقيام بجميع الاجراءات والخطوات اللازمة لتحسين وضعهم الامني.
واعلن المتحدث باسم اللجنة الامنية العليا في وزارة الداخلية عبد المؤمن الحر ان ليبيا شكلت «لجنة مستقلة» للتحقيق في الهجوم على القنصلية في بنغازي والذي تم بصواريخ «آر بي جي». واضاف للصحافيين ان اللجنة يرأسها قاض وتضم «خبراء» من وزارتي العدل والداخلية.
وردا على سؤال عما اذا كان تم توقيف اي اشخاص، قال الحر «بالتأكيد» الا انه لم يوضح عدد الذين تم توقيفهم او هوياتهم.
وقال الحر ان التحقيق «معقد جدا» لان الحشد الذي تجمع حول القنصلية «لم يكن متجانسا»، مضيفا: «كان هناك متطرفون ومواطنون عاديون ونساء واطفال ومجرمون»، موضحا:»جرى اطلاق نار ايضا من مزرعة قريبة. نحتاج الى الوقت لنحدد المسؤوليات».
وذكر مسؤولون أميركيون أن أفراد الامن لم يكونوا متواجدين مع السفير الاميركي في ليبيا خلال الهجوم ووصفوا مشاهد الفوضى والدخان واطلاق النيران والارتباك الذي شهدته القنصلية. وقال المسؤولون ان الهجوم بدأ نحو العاشرة مساء بالتوقيت المحلي الثلاثاء وحوصر فيه السفير ستيفنز وشون سميث وضابط أمن وسط النيران في مبنى القنصلية المحترق.
واوضح مسؤول رفيع اشترط عدم نشر اسمه مشددا على أن تفاصيل الاحداث مازالت أولية: «انفصلوا عن بعضهم البعض بسبب الدخان الاسود الكثيف بينما كانوا يحاولون الخروج من المبنى المحترق».
واستطاع ضابط الامن الخروج وعاد مع اخرين للبحث عن الديبلوماسيين المفقودين.
وقال المسؤول: «في ذلك الوقت عثروا على شون. كان قد لفظ أنفاسه الاخيرة فأخرجوا جثته من المبنى. لكنهم عجزوا عن تحديد مكان كريس (ستيفنز) قبل أن يضطروا للخروج من المبنى تحت وطأة اطلاق نار كثيف والدخان واستمرار نيران الاسلحة الصغيرة». وخلال الساعات التالية تبادل رجال الامن الاميركيون وقوات الامن الليبية النار أكثر من مرة مع المهاجمين الذين قال المسؤولون انهم متطرفون ليبيون.
وذكر مسؤول أميركي ثان انه لم يكن هناك أفراد أمن أميركيون من العسكريين في البعثة الديبلوماسية في بنغازي وقت الهجوم عليها.
وسئل المسؤولون عن تدابير الامن في القنصلية فقالوا ان مجمعها تحرسه قوات ليبية وقوة من ضباط الامن الاميركيين وانه تم في الاونة الاخيرة استكمال مراجعة أمنية معتادة قبل ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001.
 
أعلى