أوبرا وينفري.. التعويض الزائف للإعلام الأمريكي

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
حتى في الثقافة استطاعت (أوبرا وينفري) أن تحقق المنجزات عندما جعلت واحدة من كلاسيكيات الأدب الروائي وهي (آنا كارنينا) لتولستوي، تحتل قائمة أكثر الكتب مبيعاً في أمريكا عندما اختارتها كتاباً للشهر في فقرة الكتب ببرنامجها الترفيهي، وقد تكون بصدد تحقيق معجزة أخرى، باختيار رئيس أسود ثان لأمريكا، رغم أن الكثير من المحللين يعتقدون بأن وضع رواية كلاسيكية على رأس قائمة المبيعات أسهل بكثير من وضع مرشح أسود في البيت الأبيض، ولا نعرف إن كانوا بنوا توقعاتهم على معرفتهم بالرواية، أم بالسياسة، أم بأوبرا، أم بأوباما! التي تقف أوبرا خلفه.
وقد دخلت مقدمة المنوعات الأشهر على سطح الكوكب سباق الرئاسة الأمريكية بإعلان دعمها للمرشح الديمقراطي الأسود باراك أوباما عند ترشحه للرئاسة الأمريكية ومن ثم فوزه بدعم من أوبرا.
موضوعنا هو أوبرا، نفسها التي تثبت خطورة التلفزيون في القدرة على السيطرة والتطبيق الأكثر إتقاناً لنظرية هندسية الموافقة التي يتخوف منها أمثال تيموثي ميتشل، ونعوم تشوميسكي الأمريكيين والفرنسيين جي دي بور، وبيير بورديوا، أوبرا هي ذروة الاستخدام الأمريكي للتلفزيون في مجال التسديد الوهمي لحقوق السود الذي يمارس بكثافة على صعيد الموسيقا والدراما، كرد على حركة مارتن لوثركنج ومطالبته التي لم تزل عادلة ومستحقة الدفع.
كانت بداية الدفع بالسود إلى صدارة الصورة عندما أصبحت حقوق السود مطروحة بشكل حاسم، وقد عمدت أجهزة المخابرات الأمريكية مع تجار الفن البيض إلى تصنيع نجوم سود والدفع بهم إلى الصفوف الأولى في الفن والرياضة مما يمنح السود تعويضاً زائفاً عن الفقر والتمييز في الوظائف.
وقد فوجىء المنتجون بحجم المكاسب الذاتية التي يدرها عليهم الاستثمار في تسويد بشرة الفن الأمريكي، فأخذت الصناعة تغذي نفسها، وصرنا نرى الأفلام المهندسة جيداً، وأصبح تلازم ضابطين أبيض وأسود في الفيلم (ثيمة) مكررة، وهناك العديد من الكليشيهات المكررة، مثل قيام أسرة سوداء بإيواء ضحية أبيض.
وبعد الاطمئنان على الدراما كان لا بد من تطعيم باقي وقت البث باللون الأسود في نشرة الأخبار، وبرامج المنوعات، التي تتصدرها الآن (أوبرا وينفري)، وبعده (بسمرة ولمعان أقل) ريتشل راي، وأصبح برنامجا المرأتين السمراويتين مساحة محررة للسود وأكثر من مرضية بالنسبة لهم، فهم يرون فيهما تحقق حلم المساواة بأكثر مما يحلمون، وقد صارت أوبرا بالذات مؤسسة قادرة على الرفع والخفض، يلجأ إليها البيض من أصحاب الشكل لتحل لهم مشكلاتهم، كما يلجأ إليها المرشح الأسود.
أوبرا وينفري- قدمت باراك أوباما للرئاسة بالعبارة التالية: (نقدم لكم رجلاً يعرف أين نقف وإلى أين ينبغي أن نصل نحن السود في أمريكا)... فهل أدرك السود موقعهم الحقيقي اليوم بعد اخفاقات أوباما المتلاحقة؟؟.

 
أعلى