أولمبياد لندن.. ومشاركة تاريخية للرياضة النسائية السعودية

B.A.R.C.A

مشرف

إنضم
Mar 17, 2011
المشاركات
14,481
مستوى التفاعل
73
المطرح
.: U . A . E :.
حتى اللحظة الأخيرة ، بدا أن دورة الألعاب الأولمبية ستخلو مجددا من التمثيل النسائي للمملكة العربية السعودية بينما ستتنافس السيدات من جميع أنحاء العالم في فعاليات دورة الألعاب الأولمبية القادمة (لندن 2012) .

ولكن حدثت الانفراجة وباتت قرصة المشاركة النسائية السعودية واقعا أخيرا حتى وإن جاء ذلك قبل أسبوعين فقط من بداية فعاليات الدورة الأولمبية.

وأكدت اللجنة الأولمبية الدولية أن البعثة السعودية ستضم سيدتين هما وجدان علي سراج لاعبة الجودو والعداءة سارة العطار في سباق 800 متر

وقال البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية "اللجنة الأولمبية الدولية كانت تعمل بشكل مستمر ووطيد مع اللجنة الأولمبية السعودية ، وأشعر بالسعادة لرؤية ثمار مشاوراتنا المتواصلة".

وأضاف "تنضم الرياضيات السعوديات الآن إلى المشاركة في الأولمبياد مثل متسابقات قطر وبروناي مما يعني أن أولمبياد لندن سيشهد مشاركة نسائية من جميع اللجان الأولمبية الوطنية".

ويمثل هذا إنجازا تاريخيا للجنة الأولمبية الدولية لم يكن من السهل تحقيقه.

ومع اقتراب موعد انطلاق فعاليات أولمبياد لندن ، لم تكن اللجنة الأولمبية السعودية وافقت على مشاركة أي رياضية في هذه الدورة لتصبح طموحات سيدات السعودية في المنافسة على ميداليات الدورة الأولمبية ضحية للوائح الرياضية الدولية وضحية لما يراه النشطاء السعوديون عادات ثقافية متحفظة.

وجاء الإعلان المفاجئ من اللجنة الأولمبية السعودية في الشهر الماضي ليفتح الطريق أمام مشاركة السيدات المتأهلات في المناسبات الدولية على عكس السياسة التي سادت في العقود الأربعة الماضية والتي حرمت أجيال من السعوديات من إبراز مواهبهن الرياضية في هذا المحافل الرياضية العالمية.

ولكن اللجنة الأولمبية الدولية اعترفت في مطلع تموز/يوليو الحالي أن ذلك لا يعني مشاركة الرياضيات السعوديات في أولمبياد لندن 2012 .

وقال روج ، في مقابلة سابقة على القرار مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، إنه لا يستطيع "أن يضمن مئة بالمئة" أن تشهد البعثة السعودية في أولمبياد لندن مشاركة العنصر النسائي ولكنه اعترف باستمرار المحادثات مع الجانب السعودي".

وأصبح التحدي الذي يواجه اللاعبتين السعوديتين حاليا هو ضيق الوقت المتاح للاستعداد حيث جاء التحول في الموقف السعودي في اللحظة الأخيرة مما حرم العديد من الرياضيات السعوديات من التأهل بعد انتهاء التصفيات المؤهلة في عدد كبير من الرياضات.

وكانت أبرز الأمثلة هي الفارسة السعودية دلما ملحس /20 عاما/ التي كانت المرشحة الأبرز لتحطيم العائق أمام مشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد.

وفي النهاية ، استفادت لاعبتان فقط من القرار حيث تشاركان في الأولمبياد بدعوتين من اللجنة الأولمبية الدولية.

وأشار ناشطون مهتمون بحقوق المرأة أن توقيت إعلان الرياض يمثل دليلا على أن القرار لم يكن عن اقتناع تام وإنما يهدف لإرضاء اللجنة الأولمبية الدولية التي تنص لوائحها على حظر التمييز بين الجنسين.

وكان من الممكن أن يتسبب هذا التمييز في استبعاد البعثة السعودية بأكملها من المشاركة في أولمبياد لندن لولا القرار الذكي الذي اتخذ مؤخرا.

ووسط المحادثات التي دارت بين اللجنة الأولمبية الدولية والوفد السعودي ، كان للرياض مؤشرات غير واعدة.

وفي مقابلة ، أجريت في وقت سابق من الشهر الحالي ، فرض الأمير نواف بن فيصل رئيس رعاية الشباب السعودي "شروطا" إضافية للمشاركة النسائية. وأكد على ضرورة ارتداء اللاعبات زيا رياضيا يتناسب مع الشريعة الإسلامية كما رفض الاختلاط بين الرياضيات والرياضيين إضافة إلى ضرورة حصول كل لاعبة على موافقة من أحد أقاربها.

وأجمعت مصادر برعاية الشباب السعودية في تصريحاتها إلى وسائل الإعلام المحلية على أن البعثة السعودية في أولمبياد 2012 لن تضم أي رياضيات.

وذكر الناشطون المعنيون بحقوق الإنسان أن العوائق التي تحول بين نساء السعودية وطموحاتهن الأولمبيةلا تقتصر على الأمور السياسية واللوائح الرياضية الدولية وإنما تمتد لأبعد من ذلك.

وأوضح هؤلاء النشطاء أن الرياض تعتبر الرياضة "انحدارا غامضا" سيدفع النساء إلى طلب المزيد مثل الحريات "غير المقبولة" وهي وجهة النظر التي يجمع عليها المسئولون المتحفظون في هذا البلد وكذلك مسئولو الحكومة والسلطات الدينية.

والحقيقة أن الأمير نواف نفى حديثا وبالتحديد في نيسان/أبريل الماضي وجود الرياضة النسائية في المملكة العربية السعودية.

وقال كريستوف فيلكه ، الباحث في منظمة هيومن رايتس ووتش ، "إذا كانت السعةدية جادة بالفعل في مشاركة السيدات بالبطولات والأحداث الرياضية ، عليها أن تغير سياساتها الداخلية وألا يقتصر التغيير على المستوى الدولي".

وأوضح فيلكه أن السيدات السعوديات يواجهن تمييزا رياضيا "صاعقا" مشيرا إلى أن السعوندية لا يوجد بها أي ناد رياضي للسيدات مقابل 153 ناديا للرجال.

كما أشار إلى حرمان السيدات من النزول إلى أحواض السباحة ومن دخول الاستادات الرياضية كما لا يسمح بتدريس التربية البدنية للفتيات في المدارس العامة.

وقال فيلكه "هناك سياسة واضحة ليست فقط لمنع الرياضيات من المشاركة في المسابقات والبطولات ولكن أيضا من المشاركة في الرياضة بشكل عام".
 
أعلى