إدانة دوريات الحسبة والأمن بحادثة «بلجرشي».. وآل الشيخ يتعهد بإجراء حازم

[{*B*A*T*M*A*N*}]

أدانت اللجنة العليا المشكّلة في حادثة بلجرشي التابعة لمنطقة الباحة، (جنوب غربي السعودية)، رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدوريات الأمنية لتسببهم في الحادث الأليم الذي أدى إلى وفاة عبد الرحمن الغامدي وإصابة ابنته وابنه وزوجته، إثر تصرفهم الفردي وعدم تقيدهم بالأوامر التي تقضي بمنع المطاردة ما لم يكن الأمر يستدعي ذلك، إضافة إلى مؤاخذة الشركة المنفذة لكوبري الحميد، (شركة الحربي)، لافتقار الموقع إلى أدنى وسائل السلامة المرورية، وعدم وجود مصدات خرسانية، مما ساهم في وقوع هذه الحادثة المأساوية.
​

وذكر البيان الصادر أمس، الذي صرح به المتحدث الإعلامي لشرطة الباحة المقدم سعد طراد الغامدي، أنه «في تمام الساعة الثانية والثلث من صباح يوم السبت الموافق 17 - 8 - 1433هـ وقع على الطريق العام المؤدي من الجنوب إلى بلجرشي على كوبري الحميد حادث مروري عبارة عن خروج وانقلاب سيارة (ألتيما نيسان 2007)، بقيادة أحد المواطنين في العقد الثالث من العمر يرافقه أفراد أسرته (زوجته في العقد الثالث من العمر، وابنه البالغ خمس سنوات، وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات)، نتج عن الحادث وفاة قائد المركبة وإصابة مرافقيه بإصابات مختلفة، وقد أفاد شهود العيان بأن الحادث حصل أثناء مطاردة قائد المركبة من قبل دورية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورية أمنية من متنزه الشكران، وفي ضوء ذلك جاءت توجيهات أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز بتشكيل فريق عمل للتحقيق في ملابسات الحادث من جميع جوانبه ووضع الأمور في نصابها بكل حزم وشفافية. وعلى الفور تم تشكيل فريق عمل كان تحت متابعة وإشراف مدير الشرطة اللواء محمد بن حمد الهطلاني، وبالتحقيق في ذلك توصل فريق التحقيق إلى ثبوت مسؤولية وإدانة الدورية الأمنية ودورية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوقوع تلك الحادثة إثر تصرفهم تصرفا فرديا وعدم تقيدهم بالأوامر والتعليمات التي تقضي بمنع المطاردة ما لم يكن الأمر يستدعي ذلك وفق آلية معينة بأخذ التوجيه الصريح من قبل المرجع، ومؤاخذة الشركة المنفذة لكوبري الحميد، (شركة الحربي)، لافتقار الموقع إلى أدنى وسائل السلامة المرورية وعدم وجود مصدات خرسانية، مما ساهم في وقوع هذه الحادثة المأساوية، إضافة إلى مؤاخذة السائق بعدم التوقف ومعرفة ما لدى أفراد الدورية وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مما حدا بهم لمطاردته، مع أن الأمر لا يرتقي سواء للهروب أو المطاردة»، وأضاف البيان أن «ذلك لا يعني عدم مسؤولية كل من الدوريتين أو التخفيف عنهم بوقوع هذه الحادثة، وإنما لإيضاح الأمر بكل شفافية».​

أمام ذلك، أكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أنهم لن يتخذوا أي إجراء حتى يصلهم البيان رسميا، وتمنى ألا يثبت على منسوبي الهيئة التهمة في الحادث المأسوي الذي راح ضحيته عائلة.​

ورفض آل الشيخ، الإفصاح عن أي عقاب سيوجه للمتسببين في حادث بلجرشي، الذي أعلنت اللجنة العليا المكلفة التحقيق فيه نتائج تحقيقاتها، وأكدت ثبوت مسؤولية وإدانة الدورية الأمنية ودورية هيئة الأمر بالمعروف عن الحادثة، إثر تصرفهم الفردي وعدم تقيدهم بالأوامر التي تقضي بمنع المطاردة، وقال آل الشيخ: «إن البيان الذي صدر ظهر أمس الاثنين، لم يأتنا تأكيد تجاهه»، مؤكدا أن الصبر في مثل هذه الأمور مهم للحصول على معلومات موثقة المصدر، متمنيا ألا تثبت التهمة على رجال الهيئة المتهمين، مضيفا أنه في حال إدانتهم سيكون أمامهم إجراء حازم.​

إلى ذلك، بعث آل الشيخ أمس، خطاب عزاء لأسرة وأقارب عبد الرحمن الغامدي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، مؤكدا فيه وقوف منسوبي الهيئة مع عائلة المتوفى في استيفاء حقهم.​

من جهته، اطمأن وكيل إمارة منطقة الباحة، الدكتور حامد بن مالح الشمري، على الحالة الصحية لمصابي حادث بلجرشي الذي وقع فجر السبت الماضي، واطلع الشمري خلال زيارة لهم على التقارير الطبية والحالة الصحية للمنومين، حيث التقى الأطباء المشرفين على حالتهم وناقش معهم مختلف ما ورد بالتقارير الطبية.​

وشدد وكيل إمارة منطقة الباحة على أهمية متابعة حالة المصابين أولا بأول وبذل كل ما يمكن لمساعدتهم، مؤكدا حرص أمير منطقة الباحة على متابعة كل ما يتعلق بهذا الحادث الأليم.
​