اجواء من التشاؤم والريبة وكره الاجانب والانزواء تسود في فرنسا خلال 2013

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
رسم تحقيق يؤكد ملاحظات سابقة مشهدا قاتما للاوضاع في فرنسا يخيم عليها شبح البطالة ويفيد ان الفرنسيين متشائمون ويخافون من كل شيء، بدءا من العولمة والاسلام، ويميلون للانطواء على انفسهم.
وقال المؤرخ ميشال وينوك معلقا على هذا التحقيق الذي اجرته ونشرته صحيفة لوموند الجمعة "يبدو ان الفرنسيين -- او على الاقل اغلبيتهم -- يخافون من كل شيء: من البطالة المتزايدة وتدهور الوضع الاقتصادي والعولمة وتزايد الاجانب والاتحاد الاوروبي والتيار الاسلامي المتعصب".
وتفيد هذه الدراسة التي اجريت الشهر الجاري عبر الانترنت لدى عينة من الف شخص يمثلون المجتمع الفرنسي، ان فرنسيا من اثنين (51 بالمئة مقابل 49 بالمئة) يقول انه متاكد ان "تقهقر فرنسا حتمي".
وهذه الملاحظة حول مخاوف وكآبة الفرنسيين ليست جديدة. ففي كانون الاول/ديسمبر 2011 افاد استطلاع اجرته شبكة غالوب الدولية في 51 بلدا ان الفرنسيين هم ابطال العالم في التشاؤم.
وقال عالم الاجتماع جيرار ميرميه الذي يراقب منذ 1985 المجتمع الفرنسي من معهد "فرانسكوبي" لفرانس برس ان "الفرنسيين يشعرون بخوف تثيره عناصر منطقية مثل البطالة التي (تطال عشرة في المئة من اليد العاملة) تقلص قدرتهم الشرائية".
واضاف ان هناك عنصرا اخرا مثيرا للقلق وهو "النموذج الجمهوري" الذي اصبح "لا يفي بوعود الحرية والمساواة والاخوة".
وامتدت الريبة الى كافة المجالات تقريبا، فعلى الصعيد السياسي يرى 72 بالمئة من الفرنسيين ان "النظام الديموقراطي يسير بشكل سيء في فرنسا"، بينما يرى 58 بالمئة ان وسائل الاعلام "تعمل بشكل سيء" و72 بالمئة ان الصحافيين "بعيدون عن الواقع".
واضاف عالم الاجتماع لفرانس برس ان "فرنسا تتمسك بلا جدوى بامور كانت ورقات رابحة في الماضي مثل نظام الضمان الاجتماعي والمركزية في الادارة ومكانة الدولة".
واكد ان الفرنسيين يرجئون ساعة التكيف الاليمة.
كذلك تصب عناصر خارجية لها انعكاسات يومية في ذلك القلق مثل العولمة والاتحاد الاوروبي والهجرة والاسلام.
ويرى سبعون في المئة من المستطلعين ان عدد الاجانب كثير جدا في فرنسا في حين يثير الاسلام، وهي ثاني ديانة في فرنسا من حيث عدد الممارسين، نفور عدد كبير من المستطلعين في هذه الدراسة التي اجرتها صحيفة لومندو ومؤسسة جان جوريس، وهو نادي ابحاث مقرب من الاشتراكيين: ويرى 74 بالمئة من المستطلعين ان الاسلام دين متعصب (34 بالمئة يرون ذلك في اليهودية، و28 بالمئة في المسيحية).
واعتبر الفيلسوف المتخصص في الاسلام والعلمانية عبد النور بيدار في تصريح لصحيفة لوموند انه "بغض النظر عن الهواجس الغامضة ومشاعر التعصب التي لا يمكن السيطرة عليها، تشكل هذه الارقام تحذيرا للمسلمين: يجب عليهم ان يمارسوا النقد الذاتي بشان الاسلام".
ولمواجهة التحديات التي يعتبرونها الاهم يراهن الفرنسيون على الصرامة ويوافق 87 بالمئة من المستطلعين فكرة "نحن في حاجة لزعيم حقيقي في فرنسا لاستتباب النظام".
وقال جيرار ميرميه "لا بد من اعادة النظر في اسس النموذج الجمهوري واذا لم نفعل فان انظمة اخرى منافسة، مثل الانزواء حول المجموعات الاتنية، ستحل محله وهذا ليس في ثقافة الفرنسيين".
 
أعلى