اسباب عديدة وراء حملة لقاح شلل الاطفال في باكستان

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تواجه حملة مكافحة شلل الاطفال معارضة شديدة في مناطق البشتون في باكستان لعدة اسباب منها رفض المتمردين وجود المنظمات الانسانية في "مناطقهم" واعتقاد البعض بان اللقاحات تحوي منتجات "خنزير" او انها "تتسبب بالعقم".
وتتركز هذه المعارضة الى جانب حالات الاصابة في آن في اوساط البشتون الذين يقيمون بشكل اساسي في شمال غرب البلاد في مناطق باتت ملاذا لطالبان وفي مدينة كراتشي الكبرى جنوبا.​
في هذه المناطق قتل تسعة عمال يشاركون في حملة تلقيح ضد شلل الاطفال هذا الاسبوع ما اجبر السلطات على تعليق نشاطاتهم بشكل مؤقت.​
وهذه هي السلسة الاولى من الهجمات المنسقة ضد حملة مكافحة شلل الاطفال وهو مرض فيروسي يؤدي الى الشلل وحتى الوفاة، وما يزال يشكل خطرا في ثلاثة بلاد من بينها باكستان.​
واستهدفت الحملة ملايين الاطفال الذين لم يتلقوا اللقاح في حملة سابقة في مطلع الخريف شملت 32 مليون شخص حول البلاد. وتعذر آنذاك تلقيح حوالى مليون شخص يتركزون في شمال غرب البلاد وكراتشي.​
في شمال غرب باكستان عتبر عدد من الائمة ان اللقاح سلاح غربي ضد المسلمين، وهي فكرة صدقها عدد من الاهالي الذين يسهل التاثير عليهم او الاميين.​
واوضح جنباز افريدي المسؤول في حملة التلقيح في محافظة خيبر بختونخوا (شمال غرب) لفرانس برس ان "الاهالي الذين رفضوا التلقيح قالوا لفرقنا الميدانية ان اللقاح يحتوي دهن الخنزير وانه ايضا يصيب الاطفال بالعقم".​
كما اعرب عدد من قادة طالبان باكستان على غرار حافظ غول بهادور النافذ عن معارضتهم التلقيح من دون الدعوة الى قتل الناشطين.​
واوضح رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في باكستان غويدو ساباتينيلي ان "عددا من العناصر الذين ينسبون الى طالبان وهي نسبة واسعة جدا، شعروا بالتهديد جراء تجول افراد في احيائهم من اجل تلقيح الاطفال".​
لكن في افغانستان المجاورة فان طالبان "يؤيدون تماما" حملات التلقيح، بحسبه. بالتالي لماذا يعارضها عناصر في طالبان باكستان؟​
لقد تفاقم هذا الحذر بعد "قضية شكيل افندي" وهو الطبيب الذي ادين لمشاركته في حملة تلقيح زائفة ضد التهاب الكبد نظمتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية للتأكد من وجود اسامة بن لادن في ابوت اباد (شمال غرب).​
كما يرفض بعض القادة التلقيح كرد فعل على شن الطائرات الاميركية بلا طيار غارات منتظمة في المناطق القبلية الباكستانية.​
لكن رئيس مجلس علماء باكستان طاهر اشرفي قال "لكن ليس هناك اي سبب لانتقاد حملة التلقيح ضد شلل الاطفال لان علماء الهيئات الاسلامية الكبرى (...) اصدروا جميعا فتاوى ترحب بها".​
واضاف لوكالة فرانس برس ان "الذين يقتلون موظفين في قطاع الصحة ومتطوعين ليسوا لا اصدقاء باكستان ولا الاسلام".​
وشهدت باكستان تراجعا في عدد حالات شلل الاطفال المسجلة من 198 في العام الفائت الى 56 هذا العام. وتتركز اغلبية هذه الحالات في منطقة خيبر بختونخوا والمناطق القبلية اولا، ثم كراتشي حيث سجلت 90% من هذه الاصابات لدى عائلات من البشتون.​
وتشير السلطات الصحية الى ان "مصدر العدوى" بشلل الاطفال يكمن في مناطق لا يمكن الوصول اليها تخضع لسيطرة طالبان وتسكن فيها اتنية البشتون.​
لكن عناصر هذه الاتنية التي باتت على خط الجبهة رغما عنها في "الحرب على الارهاب" يهاجرون بشكل منتظم سواء من اجل التجارة او فرارا من العنف ويتجهون الى كراتشي (جنوب) او الى افغانستان المجاورة حيث ما زال هذا المرض منتشرا، ما يسهم في نشر المرض.​
وفي العام الفائت تم تشخيص حالات اصابة وردت من باكستان الى الصين للمرة الاولى في اكثر من عقد من الزمن.​
واعلنت السلطات عن تنظيم حملة تلقيح اخرى في مطلع كانون الثاني/يناير في الشتاء وهو موسم تقل فيه فرص انتشار المرض على امل القضاء عليه.​
لكن الهجمات قد تغير الخطة. وقال مسؤول حكومي رفيع "ما زال مبكرا اتخاذ قرار حول ما سيجري لاحقا". واوضح افريدي "في المرة المقبلة سنبتعد عن الاضواء".​
 
أعلى